* عمل المهندس أسامة ونسي رئيس لجنة التسيير المريخية في ظروف بالغة التعقيد، وبلا مال يذكر ولا موارد يعتمد عليها في ظل ظروف اقتصادية معقدة، وفي نادي كان صرفه الأعلى في فترة من الفترات، ولعل الجميع يدرك بيقين أن المهندس أسامة لا علاقة له بالعمل الرياضي، ولم ترد في سيرته الذاتية أي نشاط في المجال لذلك كان الإشفاق عليه كبيراً وعلى المريخ أكبر كونه يخوض التجربة الأولى وللمرة الأولى في مجال الرياضة مثله والمهندس الحاج عطا المنان رئيس لجنة التسيير بنادي الهلال في فترة من الفترات..!! * وشاءت الأقدار بالمقابل أن يكون الهلال ثرياً في وجود رئيس لا يعرف الحديث إلا بالمال، ولا يقول إلا حجم الصرف، ويباهي بهذا المال في كل المحافل للدرجة التي تجعله يتكفل ببناء الجوهرة الزرقاء وإهدائها لجماهير الهلال سواءً من حر ماله كما ظل يروج، أو من أموال الدكاكين كما يقول الآخرون، ولكن الثابت أن الجوهرة تمضي بخطى ثابتة وتعانق سماء الأهلة..!! * إدارة أسامة ونسي الفقيرة تعمل على طريقة رزق اليوم باليوم، وتجتهد من أجل فرض الاستقرار في النادي الأحمر، وتعمل على تكرار إنجاز الموسم السابق حين وصل الأحمر إلى نصف نهائي الأبطال، ولكنه اصطدم بصخرة أن الطموحات وحدها لا تكفي لأن كرة القدم أصبحت صنعة واحتراف فتدحرج الفريق إلى الكونفدرالية على يد وفاق سطيف الجزائري كنتيجة حتمية للظروف التي يمر بها المريخ، ليصطدم مجدداً بكرة شمال أفريقيا عندما يواجه الكوكب المراكشي بعد أيام..!! * والهلال الذي لم يدخر رئيسه شيئاً واستجلب محترفين لم يستطع أن يصمد بهم كثيراً في الأبطال وغادر من الدور الأول بعد سنوات طويلة من غياب «الحركة دي»، ولعل عوامل كثيرة ساهمت في هذا الخروج، أولها أن الرئيس مغيَّب تماماً عما يدور في النادي الأزرق ويكتفي بالتقارير الشفهية ومطالعة صوره على صدر الصحف التي تدين له بالولاء المطلق، ولعله لا يتابع عمل اللجان المساعدة ولا المساعدين كونه يحتفظ بالمهندس هارون حتى اللحظة في أكثر القطاعات حيوية وأهمية دون أن يحرك ساكنا، * ويبقى الأهم في الموضوع، أن القمة السودانية تعاني باتجاهين، إحداها مال بلا فكر، والأخرى فكر بلا مال، وبينهما نشاهد توهان الكرة السودانية وتخبطها وهوانها على الناس في ظل وجود اتحاد «أخير منه ديل» كونه صاحب فكر استثماري ضخم، ولكن للأسف على المستوى الشخصي لقادته ويشجعهم على ذلك صمت الدولة عن الحساب والسؤال والمراجعة للمال العام، بالرغم من الأخبار تطفح بشبهات الفساد، ولا تجرؤ الدولة على المراجعة ولا الاتحاد على النفي أو الإثبات لنكون على بينة من أمرنا..!! * إذا قلنا إن مشكلتنا تكمن في المال فإن شاهد الهلال يقف حائلاً بيننا وهذا الاعتقاد، لأن المال في الهلال متوفر، وبالرغم من ذلك نحتفل بالفوز على اتحاد الكرنوس، ونحوِّل تأخرنا أمامه بهدف إلى فوز عريض «ننطط له» ونحمد تجاوز التجربة غير المتكافئة، وإن قلنا مشكلتنا في الفكر فإن المريخ ينفي هذا في ظل وجود رجل سياسي وإداري فخيم يعجز عن توفير المال لناديه بالرغم من المريخ محتشد «بالجعجاعين» ولكنهم لا يدفعون «هللة» ويكتفون بال»واااو» والتنظير العقيم ثم يتركون المريخ للريح يعبث به كيف تشاء وتلقى به أين تشاء..!! * يبقى القول إن مشكلتنا كبيرة جداً، فكل منا هو جزء من المشكلة المستفحلة والمستعصية، فالإدارات التي لا تعرف كيف تتخذ قراراتها تجبر الإعلام على التدخل فيما لا يعنيه، وتفرز جمهوراً يشعر بأنه أفضل من الإدارات في قيادة النادي، ويتدخل في كل شيء، ثم يكون الناتج كما نراه ماثلاً من مشاكل الكرة السودانية التي اصابت جسدها في مقتل..!! * مشكلتنا كبيرة جداً ولكننا نحاول أن نستصغرها حتى ننعم بمزيد من «الغلاط والمكاواة»، وننتظر فرحتنا في سقوط الآخر لأنه لا أمل في الترقي، وذلك هو أشد أنواع البؤس على الإطلاق كون أن لا شيء يفرحنا سوى وجع الآخر..!! * لا أمل في تغيير مالم يحدث التغيير..!! * وبس..!! * أقم صلاتك تستقم حياتك..!! * صلّ قبل أن يصلى عليك..!! * ولا شيء سوى اللون الأزرق..!! *