* تخلص الهلال من الثنائي أتير توماس ومالك محمد أحمد في خطوة غير موفقة على الإطلاق في ظل معاناة الهلال من ندرة المدافعين وهو الأمر الذي كان من الأسباب الرئيسة لخروج الهلال من تمهيدي الأبطال بعد أن فقد سيف مساوي لسبب عقوبة الكاف، والاعتماد على أبيكو في قلب الدفاع ليدفع الهلال ثمن أخطاء هذا اللاعب ويهدي الليبي التأهل على حسابنا، ولعلها كانت من الأشياء التي أبرزت معاناة الهلال في الدفاع وحاجاته إلى مدافعين متمكنين في ظل تجاهل غريب للثنائي أتير توماس ومالك محمد أحمد..!! * انحصرت النظرة الفنية للجنة التسجيلات الحالية في التعاقد مع مهاجمين مميزين، وتركزت كل الترشيحات لملء فراغ هذه الخانة فكان مهاجم النجم الساحلي والضمك السعودي والنيجيري والكاميروني وأخيراً سادومبا، وغيرهم من الأسماء التي طفحت على السطح دون أن يرد ذكر مدافع واحد، وهو ما يعني تجاهل أهم خطوط الملعب وبالتالي سيشعر الهلال بالفراغ إذا فقد خدمات سيف مساوي في قلب الدفاع لأي سبب من الأسباب..!! * قبل أن ينضم سادومبا إلى كشف الأزرق فإن خط المقدمة الهجومية الزرقاء بخير في وجود المخضرم كاريكا ومحمد عبد الرحمن ووليد الشعلة وولاء الدين كعناصر هجومية أساسية، إلى جانب القادمين من الخلف بقيادة بشة ونزار والواعدين من الشباب وكلهم صاحب حساسية مفرطة مع الشباك، ولكن ما عطل هجوم الهلال في الفترات السابقة هو غياب صانع اللعب الملهم والذي يمنح المهاجمين الفرص على طبق من ذهب ليحرزوا منها الأهداف، فخلف المهاجم الجسور هيثم طمبل كان هيثم مصطفى، وخلف قودوين وكليتشي كان يقف هيثم مصطفى أفضل صانع ألعاب في أفريقيا، وخلف بكري المدينة وكاريكا كان يقف سيدا الذي يعرف إمكانياتهما جيداً ويمنحهما أفضل الفرص، وخلف إبراهيما سانيه كان البرنس حاضراً..!! * ومنذ أن غادر هيثم مصطفى المكان، افتقد الهجوم الأزرق بريقه، ولم يعد كما كان بالرغم من أن العناصر هي نفس العناصر التي كانت تسجل أعلى الأرقام في التسجيل وتنافس بثبات على لقب الهداف، ومنذ أن غادر البرنس الهلال بقرار تعسفي أصبحت عناصر الهجوم بعيدة كل البعد عن الخدمة ولا تكاد تحس لها وجوداً، وهو ما يشير بعمق إلى أن مشكلة الهلال ليست في الهجوم وإنما في صناعة اللعب تحديداً، لأن المهاجمون بلا صانع لعب يبقوا نمور بلا أنياب، فالمهاجم لا يصنع فرصته لنفسه ولم نشاهد هذا إلا في أيام المدمرة قودوين الذي يمتاز بالسرعة والقوة والمهارة معاً لذلك كان استثناءً..!! * أشفق كثيراً على تجربة سادومبا الثانية مع الهلال، وأخشى عليه من تقلبات الأزمان وتغير الحال وغياب صانع اللعب المميز، الذي ساهم بقدر كبير في صناعة اسمه وصيته في القارة السمراء حتى أصبح رقماً يصعب تجاوزه، ولعلني أقف عند تعليقات الساخرين والتي تطالب بعودة هيثم مصطفى لاعباً للهلال بعد عودة سادومبا، وأتساءل عن المانع في عودته إذا كان هناك متسع ومساحة لها، طالما أنه وخلال أربع سنوات لم يفتح الله على الهلال والدوري السوداني والدوريات الأفريقية أن تنجب مثله لاعباً ولو بربع إمكانياته، وحينها ستعود للهجوم قوته وسنكتشف امكانيات ولاء الدين ووليد الشعلة والمحترفين الجدد، وخلاف ذلك سنسمع الكثير عن فشل التسجيلات في المرحلة المقبلة..!! * نعود ونقول إن الهجوم الذي يحرز هدفاً واحداً يبقى بخير، في ظل وجود دفاع يمنع معادلة النتيجة، أما التفريط في عناصر الدفاع القوية والمشبعة بالخبرة فإنها مغامرة غير مأمونة العواقب، وستضع الهلال على المحك في تجاربه المقبلة إذا لم يستطع الوافدون الجدد تثبيت أقدامهم وتقديم أنفسهم بشكل مقنع للجميع في المرحلة المقبلة..!! * كل المتابعين للهلال يدركون أن الأزرق يحتاج إلى قلبي دفاع إلى جانب مساوي، وأن التفريط في ديفيد سيمبو الذي انتقل الآن إلى نادي بيلاروسيا الروسي كان واحداً من الأخطاء الكبيرة التي سقط فيها المجلس، ثم تلا ذلك الآن بالتخلص من أتير توماس ومالك في قرار غريب، ليترك فراغاً في الدفاع من أجل الهجوم الذي يعاني من غياب صانع اللعب وليس سواه، ولنا أن نسأل عن تلك الرؤية الفنية التي لم تفطن لكل هذه الأشياء في الفرقة الزرقاء وعلى أي أساس بنت رؤيتها للتسجيلات الحالية لبناء فريق الموسم المقبل..!! * لن نحكم على عناصر التسجيلات الحالية حتى لا نظلمهم أو نظلم طموحهم فالفيصل بيننا هو الملعب، واللعب للهلال ليس مثل اللعب لبقية الأندية، وتلك حقيقة وليست مثاراً للجدل، ومن قلبنا نتمنى للوافدين الجدد التوفيق وتقديم أنفسهم بشكل يزيل مخاوفنا وهواجسنا من فقدان الحرس القديم..!! * أمنياتنا بالتوفيق للفرقة الزرقاء..!! * أقم صلاتك تستقم حياتك..!! * صلّ قبل أن يصلى عليك ..!! * ولا شيء سوى اللون الأزرق..!!