* تبقى الخسارة والخروج من البطولات أمراً عادياً ما دام هناك تنافساً وتبقى أخطاء التحكيم حاضرة في مباريات كرة القدم، وكل الفرق تستفيد منها ولا يوجد فريق في العالم لم يستفد من أخطاء الحكام ولكن يبقى الخروج عن السلوك الرياضي مرفوض وجملة وتفصيلاً وما حدث من بعض لاعبي المريخ وبعض الإداريين بالمغرب أمس الأول وصمة عار في جبين الكرة السودانية التي تعاني من التراجع الفني في السنوات الأخيرة وها هو المريخ يشوِّهها بسلوك لا علاقة له بالرياضة ولا بكرة القدم. * ما حدث في ملعب مراكش الكبير، يستوجب الوقوف عنده كثيراً ومحاسبة كل من تسبب فيه ومهما كانت قرارات التحكيم لا يمكن أن يصل الأمر بفريق كبير في قامة المريخ، أن يعتدي بعض إداريه ولاعبيه على كل من قابلهم في الطريق، وفيه عدم احترام للسودان الذي يلعب باسمه المريخ، وإساءة لكل الشعب السوداني الذي يعتبر من أكثر الشعوب العربية والأفريقية سماحة وأخلاقاً وتسامحاً ولكن يبدو أن لاعبي المريخ آخر من يعلم بهذه الصفات السمحة. * خروج المريخ من بطولة الكونفدرالية كان متوقعاً، بل أن معظم المريخاب كانوا يتمنون أن يخرج الفريق حتى يرتاحوا من لجنة التسيير، ولكن المريخ لم يخرج من الكونفدرالية فقط، بل خرج من منظومة الروح الرياضية، وقدم أسوأ صورة للأندية السودانية، وأتى بما لم يسبقه عليه فريق في العالم، حيث سمعنا باعتداء اللاعبين والمدربين والإداريين على الحكام ولكن لم نسمع باعتدائهم على رجال الأمن والمصورين والصحافيين لأن هؤلاء يؤدون في عملهم وليس لهم علاقة بأخطاء الحكام. * والمؤسف أن الصحافة المريخية خرجت تندد بأخطاء الحكام وقضت الطرف عن السلوك المشين الذي بدر من بعض اللاعبين خاصة علاء الدين يوسف وبكري المدينة وتجاهلت اعتداء حاتم محمد أحمد على الحكم في مشهد مؤسف ومحزن، وركزت على احتساب الحكم لركلتي جزاء لصالح الكوكب المراكشي مع أن المريخ نفسه أكثر فريق في أفريقيا احتسبت لصالحه ركلات الجزاء، ولم نشاهد فريقا زائراً اعتدى على طاقم التحكيم، ولن نقول للمريخاب إن الجزاء من نفس العمل ولكن نقول لهم إن ركلتي الجزاء صحيحتين ولا غبار عليهما. * فشل لاعبو المريخ في التأهل على حساب فريق متهالك ومتواضع ومنهار نفسياً وخطوطه الثلاثة تتنافس في الضعف والسوء، ولم يجدوا وسيلة غير الضرب والركل والرفس في مشهد مؤسف شاهده كل العالم، ومن لمن يتابع المباراة على الهواء مباشرة أجبره الفضول على متابعة عرض الملاكمة الحرة في اليوتيوب أمس، ويبدو أن لاعبي المريخ كانوا يعتقدون أن القناة الناقلة للمباراة مثل قناة (النيلين) لا تملك إمكانات نقل كل هذه الأحداث ونقول لعلاء الدين يوسف أن مطاردتك للمصور ورجل الأمن صنعت الحدث في موقع التواصل الاجتماعي وشاهده ملايين الناس، وبسببها أصبحت مشهوراً وعلى كل لسان. * يبدو أن بعض إداريي المريخ ولاعبيه لا يعرفون قيمة هذا الفريق العريق ونسوا في غمرة انفعالهم أن اسمه كبيراً في القارة الأفريقية والوطن العربي وتناسوا عمداً أنه الند الحقيقي للهلال في السودان، لذلك لم يضعوا لهذا الاسم الكبير أي اعتبار وتلاعبوا بشعاره، ومارسوا باسمه الفوضى خارج الديار، وجلبوا العار للسودان وفضحونا أمام الملايين وشهروا بالكرة السودانية، وجاءوا بسابقة لم يسبقهم عليها أحد في العالم. * الثابت أن الاتحاد الأفريقي لكرة القدم سيوقع عقوبات صارمة على بعض لاعبي المريخ خاصة الذين قاموا بخلع قمصانهم حتى لا يتعرف عليهم الحكم ولكن عقوبة علاء الدين يوسف مؤكدة وثابتة ولا تحتاج لدليل وبرهان بجانب حاتم محمد أحمد الذي أقتحم الملعب واعتدى على الحكم ولا ننسى بكري المدينة وأمير كمال وكوفي وعبده جابر، والعقوبة ستطال المريخ لا محال، وأتمنى أن نسمع الرأي الرسمي للمريخ قبل رأي وزارة الرياضة، لأن ما حدث في المغرب فيه إساءة للسودان قبل المريخ.. والسلام.