* بما أن الهدف من المباريات الودية هو الإحتكاك وإكتشاف السلبيات فأرى إن الهلال يخرج من ودية سانت جورج السلبية بعديد الجوانب الإيجابية التي لا تقدر بثمن ولا يستطيع الحصول عليها في حالة مواجهة فريق آخر غير سانت جورج لأن الهلال الذي شاهدناه أمس الأول ليس بالسوء الذي يدعو للتشاؤم وليس بالإجادة التي تجعلنا نغرد مع المغردين ونقول (دقر يا عين). * صحيح إن الإداء لم يأت على قدر الأحلام والتطلعات وبعيداً عن الصورة التي رسمها الجمهور الهلالي للفريق الجديد تحت قيادة المدرب الروماني ايلي بلاتشي، ولكن بكل المقايس قدم مباراة مقبولة جداً لأنها تجربة أولى وأمام فريق قادم من التنافس ويتصدر الدوري الأثيوبي وعلى بعد 6 نقاط فقط من التتويج قبل 5 جولات من النهاية، واكثر ما يميز الهلال أن هنالك شكل فريق مع وجود بعض الهنات التي يمكن التغلب عليها في التدريبات والمباريات الودية القادمة قبل الدخول في اللعب التنافسي. * نعم لم يكن الهلال قوياً ورائعاً في ادائه ولكنه كان له شكل وطريقة لعب واضحة، في الملعب وتنظيم ظاهر للعيان ولا يحتاج لبيان ومن الدقائق الأولى وضح أن الفريق لعب بتنظيم 4/3/3، وما قدمه اللاعبون يبقى منطقياً ومقبولا لأن العبرة دائماً بالخواتيم والهلال الذي شاهدناه امس الأول أمام سانت جورج نتوقع أن يكون أكثر اقناعاً في المباريات التنافسية والجواب باين من عنوانو. * اكثر ما اعجبني في اداء الهلال هو الإعتماد على التمرير القصير ومن لمسة واحدة والتخلي عن الهرجلة والأرسال الطويل، وهذه من ايجابيات مباراة سانت جورج واذا جئنا للسلبيات نجدها تتمثل في عدم ضغط لاعبي الهلال على حامل الكرة والتقيد بالخانة حرفيا وعدم تبادل الأدوار خاصة في خط الهجوم، وهذا لن يفوت على الروماني ايلي بلاتشي الذي سيعمل على معالجتها ونتوقع أن يكون الأداء الهجومي أفضل في المباراة الودية القادمة. * علينا أن نكون أكثر واقعية في التناول للتجارب الودية وليس من العدل والمنطق الحديث عن الفريق الذي يبهر الجميع ويحسم منافسه في ربع ساعة من عمر المباراة لأن الهلال في مرحلة إعداد جديدة بكل تفاصيلها وما يقوم به الروماني ايلي بلاتشي من العمل يدخل ضمن استراتيجية صناعة الهلال الجديد بل أن الهلال داخل على مرحلة جديدة علينا أن نصبر عليها ونساعد المدرب في انجاز ما يريده من العمل. * ما قدمه اللاعبون الجدد في المباراة جيد واعرف أن الجمهور يريد الأفضل ولكن ليس كل المطالب تتحقق من اول خطوة واللاعب مهما كان مستواه يحتاج لوقت حتى يتأقلم وينسجم ويقدم نفسه والبدايات دائما صعبة، واعتقد ان شرف شيبوب قدم نفسه بصورة جيدة واكد أنه يستحق الضجة وكذا الحال للطاهر الحاج الذي سيكون خير اضافة للطرف الأيمن، أما عزيز شيبولا فلسماته تؤكد أنه لاعب كبير واعتقد أن وضعه جناح ايمن حرمه من الإختراق والتصويب، وصناعة الفرص الحقيقية، ولكنه في النهاية اضافة حقيقية للفريق حتى اذا كان ظهوره اقل من المتوقع أمام سانت جورج. * قصدت التحدث عن المهاجم الزيمبابوي ادوارد سادومبا منفرداً لأن اللاعب في شوط واحد اجاب على كل التساؤلات وأكد أنه ما زال هو هو، وقادر على العطاء لسنوات وليس لعام ونصف، بعد أن حرك الهجوم وسبب الأزعاج لدفاع سانت جورج وكان قريباً من هز شباك الفريق الأثيوبي في منافستين واعتقد أن عودته فيها خير للهلال. * الثابت أن الهلال خرج بما يريد من مواجهة سانت جورج الأثيوبي الذي كشفت للروماني ايلي بلاتشي المدير الفني للفريق الكثير والمثير وعرف اين يقف فريقه اليوم وما هو المطلوب منه في الفترة القادمة حتى يقدم الفريق الذي يرضي طموحات جماهير الهلال وبرغم من سلبية نتيجة المباراة الا انها كانت ايجابية جدا وكشفت عيوب الفريق، لأن الفوز كان سيحجب كل العيوب ويصرف الناس للحديث عن جمال الأهداف وتألق صاحب الهدف وبروز صانع الأهداف، وبما أن النتيجة سلبية فان الجميع سيتحدث الآن عن معالجة السلبيات وتثبيت الإيجابيات.. وفي الختام لا نملك الا أن ندعو للهلال بالتوفيق.. والسلام. *