تناول العديد من الشعراء العيون منذ العصر الجاهلي فالشاعر الجاهلي يقول عيون المها بين الرصافة والجسر جلبن الهوى من حيث ادري ولا ادري اما شعراؤنا السودانيون منذ عهد الحقيبة وحتي الان تناولوا العيون تناولات مختلفة كل حسب الزاوية التي يري فيها هذه العيون فالبعض ربط العيون بالنوم فهذا الشاعر يقول يا عيني النوم.. النوم ليه جفاك الليلة والاخر تناول بكاء العيون في الغربة فقال عيون في الغربة بكاية والاخر يشتكي من عيونه ويقول يا عيوني ايه الكان هداك تتشابي لي شوفة الملاك يا عيوني ودرتي السهر لي روحك براك والشاعر الاخر ربط العيون بالابتسامة وقال اعاين ليك وانت تبسم لي والاخر تناول علاقة العيون بالماس وبالغ في هذا الوصف حيث وصف العيون ببريق الماس وقال في عينيك بريق الماس والاخر قال ان عيونه وعيون المحبوب هم اسباب اللوعة وقال عيوني وعيونك اسباب لوعتي والاخر شبه التقاء العيون وقال عيونك كانوا في عيوني وتتواصل مسيرة الشعراء في العيون ونحن في هذه المساحة لا نقول باننا قد طفنا علي كل شعراء العيون ولكنه جهد متواضع فالشاعر يقول ياعيني تعاينن باستمرار تعاينن والشاعر الاخر يصف العيون بعيون المها وهو وصف في غاية الجمال والتشبيه البليغ والدقة فقال يا عيون المها يا عيون ووصف نفس الشاعر العيون بسواد الليل وقال يا عيون انتي لون الليل والاخر طاف في البعد عن المحبوب فقال يا غائب عن العين انت موجود في عيني الاتنين فبالرغم من الغياب المتواصل الا انه يتذكر محبوبه الموجود داخل عيونه والشاعر الاخر يزجر عيونه ويوبخها ويقول يا عيوني سيبي البكا انا قلبي ذاب واشتكي وثقافة المجتمع السوداني تؤمن بالعين فالانسان عندما يتعرض للمرض او اية وعكة يقولون بان هذا الانسان معيون والعين موجودة وحق فهذا الشاعر عندما توعك نفي انه قد تعرض للعين وقال انا ما معيون اذاي ودواي خدود وعيون اما الشاعر الاخر فقد شبه عيون محبوبه بعيون الصيد وقال عيون الصيد الناعسات اعيوني ، عيون النيل الحاكن عيوني والاخر قال عن العيون عويناتك شراع لولي وبحار ياقوب وتستمر مسيرة الشعراء في وصف العيون ويلجأ بعض الشعراء للتشبيه فيقول شاعر الحقيبة الراحل ود الرضي واحذر من سهامها ومن قوس الحواجب سهران دمعي ساكب انا بهوي الكواكب والعيون مرتبطة عند الشعراء بالسهر والبكاء والنوم ولها سحر وبريق خاص بالشاعر الحديث يقول العين ما بتعلا علي الحاجب وعزيز الروح ما بتعالا انظروا الي هذه التشبيهات البليغة في وصف العيون فالشاعرالاخر يقول با عيني يا عيني ديل الناس القالوا لي يوم سافر قطارك جاني الخبر عشية وعزوني العوازل وما نامت عيوني، والشاعر الجاهلي يقول ان العيون التي في طرفها حور قتلننا ثم لن يحيين قتلانا والاخر يشبه العيون بالفتك ويقول فتكات طرفك ام سيوف ابيك وعلي كل هذا غيض من فيض حاولنا ان ننقل القاريء الكريم الي استراحة بعيدا عن هموم الرياضة وازماتها ومشاكلها الكثيرة وسوف نحاول في كل مرة ان نلجأ للشعر الحديث وشعر الحقيبة من اجل التوثيق لهذه الحقبة المهمة في تاريخ الاغنية السودانية فالاغاني التي كانت في الزمن الجميل كانت كنزا ضخما ومدفونا وهو مجال ثر للباحثين والدارسين وقد تمكن الاستاذ القدير السر قدور من ربط المشاهدين بحقبة مهمة من تاريخ الغناء في السودان منذ خمسينات القرن الماضي وحتي الان وقد استطاع تنوير الجيل الحالي عبر برنامج اغاني واغاني عن هذه المرحلة المهمة في تاريخ الفن السوداني وهذا البرنامج يعتبر من انجح البرامج لانه برنامج توثيقي يربط الماضي والحاضر كما لابد في هذه العجالة ان نحيي الاستاذ عوض بابكر الباحث في فن الحقيبة ولا شك ان الاستاذ عوض بابكر قد غاص في هذا التراث وحافظ عليه، كما نشيد بالفنان الجقر الذي الف كتبا عن حقيبة الفن وغاص في اعماق هذا الفن ونأمل في المزيد من البحوث والدراسات في هذا الفن السوداني الاصيل الذي يدعو لبث القيم الفاضلة وترسيخها في نفوس افراد المجتمع فشاعر الحقيبة قال يا اللابسة العفاف حلي وعقود واحاجي انظروا لهذا التعبير الرائع واعتقد ان التراث والمحافظة عليه ونشره هو عنوان الامم. اخر الاشتات: نتمني انتصار منتخبنا الوطني علي نظيره الاثيوبي في مباراته القادمة.