نستعير اليوم مفردة الإحباء في موردة الحضارة والجدارة التي ننتظر أن تشرق شمسها قريبا جدا لنتغنى بها لمنتخب بوركينا فاسو الذي قدم انموذجا جيدا ( لواقعية ) كرة القدم التي لا تظلم من يخلص ويجود العمل في ملعبها .. حتى وإن تكالب عليه الفقر وعصابات الحكام كما يتداعى الأكلة على قصعتهم ..!! بدأت مشاهدة مباراة بوركينا فاسو وغانا في نصف نهائي الكان الأخير بعد أن كنت لا أظن أنني سوف أشجع غير المنتخب الغاني الذي كنت وعلى الدوام أكن له محبة خاصة لما تتميز به مجموعة لاعبيه من روح قتالية وعزيمة جعلت من منتخب النجوم السوداء قصة نجاح كتبنا عنها كثيرا من قبل .. ولكن وقبل أن يمضي ربع الساعة الأول من المباراة كنت قد تحولت بكليات مشاعري لمؤازرة منتخب بوركينا فاسو .. بعد ان وضح مبكرا أن الحكم العربي التونسي سعيد الجريري الذي أدار تلك المباراة يبيت أمرا ليس في صالح منتخب بوركينا فاسو فصرف للفريق ضربة جزاء أوضح من شمس منتصف النهار .. ثم منح الغاني من بعد ذلك ضربة جزاء مضحكة جدا ساهمت في تقدم الغاني حتى قبل الربع ساعة الأخير من المباراة .. وبما أنني رجل أكره الظلم الذي حرمه الله تعالى على نفسه فقد وجدت نفسي أقف ضد المنتخب الغاني الذي يبدو ان لاعبوه قد قضوا الوقت الذي من المفترض تمضيته في الإستعداد لمواجهة بوركينا فاسو في (صوالين الحلاقة) ليخرجوا على الناس بتقليعات غريبة جدا في المباراة النهائية التي ظنو أنهم بالغوها بغير شق الأنفس .. فسمعة البوركيني وتاريخه لا يمكن أن ترجح كفة وجود أي صعوبة أمام منتخب النجوم السوداء .. ولكن خاب فألهم عندما قدم أبناء ( فولتا العليا ) أداءً رجوليا وتسيدوا كل شبر في الملعب بأداء قتالي منظم ومدروس ادخل الحيرة والخوف في قلوب الغانيين وحكم المباراة الذي فشل في تنفيذ (مخطط ) ظلم هذا المنتخب فلم يجد سوى أن يبعث برسالة للجنة الإنضباط في الإتحاد الإفريقي يقر خلالها بخطئه في طرد الموهوب (بيترويبا) وعد إحتساب ركلة جزاء صحيحة لصالح بوركينا فاسو كانت كافية لحسم المواجهة قبل الخوض في ضربات الترجيح التي أنصفت البوركينافاسيون وحملتهم لأول مرة في تاريخهم للمباراة النهائية أمام المنتخب النيجيري .. الجدير بالذكر أن رئيس الإتحاد الإفريقي عيسى حياتو كان قد صرح قائلا إن العالم كله يعلم أن التونسي، سليم الجديدي لم يدير المباراة بنجاح .. وربما كان هذا هو ما دفع الجديدي لكتابة رسالة إعتذار للإتحاد الإفريقي عسى أن ينقذ ما يمكن إنقاذه من سمعته ومستقبله في تحكيم مباريات كرة القدم في بطولات الإتحاد الإفريقي ..!! بوركينا فاسو التي وبحسب موسوعة ( ويكبيديا ) تم تغيير أسمها من فولتا العليا في العام 1984 وتعني ( الناس النزيهين الطاهرون ) أنصفتهم عناية السماء ليضربو موعدا مع التاريخ .. فجعلت من هم أمثالي في كل العالم يهرعون للبحث عن معلومات عن هذا البلد في محركات بحث شبكة الإنترنت .. فهل يا ترى يمكن أن يأتي يوم يكتب فيه صحفي من بوركينا فاسو عن منتخب السودان ووصوله للمباراة النهائية في بطولة أمم إفريقيا .. !! هلا فكر الإتحاد السوداني لكرة القدم في دراسة حالة ) المنتخب البوركيني ومدى إمكانية تطبيقها لدينا .. فما حققه هذا المنتخب يدل على أن هنالك عمل كبير قد تم إنجازه مكنهم من الوصول لهذه المرحلة .. ولا بأس من تطبيق تجربتهم هنا بحساب انها من الممارسات الناجحة Best practices التي من الحكمة تطبيقها لرسم خارطة طريق منتخب صقور الجديان في المستقبل ..!! دهشت حينما تقبل (بيترويبا) قرار طرده الجائر في ذلك التوقيت الصعب بصدر رحب وروح رياضية عالية تدل على الفكر الإحترافي الكبير لدى لاعبي بوركينا .. بينما كان يمكن أن نشاهد عراكا وضربا على وجه الحكم كما يحدث في غالب المباريات التي نشاهدها .. لذلك تجدني قد فرحت جدا وإحتمال إلغاء البطاقة الحمراء التي تلقاها (بيترويبا) أصبح كبيرا بعد أن أقر حكم المباراة بخطأ الطرد برسالة رسمية بعثها للإتحاد الإفريقي .. وللمعلومية فإن البطاقات الحمراء لا تلغيها إلا لجنة الإنضباط التي دائما ما تطلب تقريرا من حكم المباراة يقر فيها بخطأ قرار الطرد ..! أدعوكم جميعا لمشاركتي تشجيع منتخب بوركينا فاسوا في المباراة النهائية أمام منتخب نيجيريا .. ومشاهدة الموهوب (بيترويبا) والإستمتاع بأداء بقية مجموعة لاعبي هذا المنتخب الذي (يلعب من القلب ) ..!! انا عن نفسي أصبحت بعد ربع الساعة الأول من تلك المباراة مشجعا مخلصا للبوركيني أتفاعل مع هجامته وينقبض قلبي حينما يرتد الهجوم على مرماه الهجوم .. أجبرتني عزيمة البوركينافاسيون واجتهادهم لرفع إسم بلادهم عاليا على مؤزرتهم .. ثم زاد إرتباطي وحبي ( للبوركينافاسيون ) بعد ان علمت أن هذا البلد الصغير الفقير الذي يمارس أهله الزراعة والرعي من الدول التي يعتمد إقتصادها على تصدير محصول ( الفول السوداني ) .. إلى جانب بعض المحاصيل الأخرى .. يعني الجماعة نسابتنا .. !!