عاكف عطا: سلاح الخبرة والتمرس يرجح كفة الأزرق أزهري عثمان: الوسط والهجوم مصدر القوة في الهلال والكرة الحديثة طريقة لتخطي خصمه نقد: أسلوب الهلال يشابه الفريق العاجي والخبرة ترجح كفة الأزرق
استطلاع: عمر صالح عمار
تأهل فريق سيوسبورت العاجي لدور ال 32 في بطولة دوري أبطال أفريقيا وذلك بعد فوزه على بطل غينيا فريق حوريا بثلاثه أهداف دون مقابل في مباراة الإياب بالعاصمة العاجية كوت ديفوار، وكان قد تعادل في مباراة الذهاب سلبياً وسيقابل فريق الهلال في دور 32 بملعبه ويتصدر الدوري العاجي ب 28 نقطة ولعب 14 مباراة خسر 4 مباريات وتعادل في مباراة واحدة وأحرز 19 هدفاً واستقبلت شباكه 8 أهداف ومن خلال هذه الأرقام يتأكد بأن خصم لايستهان به، وللحديث عن هذه المواجهةالمرتقبة بين الأزرق والعاجي بعد أقل من أسبوعين بساحل العاج في ذهاب مرحلة دور ال 32 (قوون) التقت بالخبيرين بأحوال الكرة الإفريقية والمدربين أزهري عثمان الذي يعمل حالياً منسقاً لبرامج التدريب بالاتحاد السوداني والمحلل محمد حسن نقد، وكذلك تحدث عبر الهاتف المدرب الشاب ومدافع الهلال السابق عاكف عطا، وذلك لوضع خارطة عبور الهلال للكتيبة العاجية حيث قال أزهري: فريق الهلال يمتاز بخطي الوسط والهجوم ويعاني في خط الظهر وإذا أراد تجاوز العاجي فعليه الإرتفاع بإيقاع اللعب مع اللعب اللا ممركز والضغط على الدفاع من جانب المهاجمين، بينما أوضح نقد بأن الأزرق على معرفة تامة بالأندية العاجية وأسلوبها يشبه أسلوب الهلال من حيث التنظيم واللعب المهاري بعيدًا عن العنف، وذكر عاكف عطا بأن الهلال سيتجاوز العاجي بقوة هجومه ولن يتعرض للهزيمة لأن الخصوم لا تتمنى مواجهته. والكثير المثير وفي المساحة التالية تطالعون ماجاء في حديثهم.
عملية الإحلال والإبدال
تحدث المحاضر بالاتحادين الإفريقي والسوداني والمدرب ومنسق برامج التدريب بالاتحاد السوداني لكرة القدم الأستاذ أزهري عثمان الطاهر باستفاضة عن المشكلة الحقيقية التي تعاني منها الكرة السودانية ومباراة الهلال مع بطل ساحل العاج سيوسبورت العاجي في مرحلة دور ال 32 حيث بدأ حديثه قائلاً: الكرة الإفريقية تعتمد على المدارس السنية من خلال الأكاديميات وحالياً في السودان عملية الإحلال والإبدال تتم بنفس الوجوه وجميع المدربين لايعطون الفرص للعناصر الشابة والسؤال الذي يطرح نفسه هل يوجد أسلوب واضح للهلال في اللعب من خلال أسبوعين في الممتاز خاصة؟ وأنه سيدخل المنافسة الإفريقية بعد أقل من أسبوعين ولكن من خلال المباريات التي خاضها الفريق يتضح بأن خطي الوسط والهجوم هما الأفضل خاصة الهجوم الذي أحرز 5 أهداف والخلل في الدفاع ليس في الهلال، بل كل الأندية وسينعكس ذلك على الفريق القومي، ولم يكن هنالك علاج لهذه الأخطاء الدفاعية المتكررة والمشكلة ليست في الطريقة التي يلعب بها فريق الهلال، بل العكس فهذه الطريقة عالمية وأصبحت الفرق العالمية تعتمد عليها لأنها تسهل الوصول للمرمى وتجعل الخصم تحت الضغط، ولكن العلة تكمن في الاستيعاب وأدوار اللاعبين عند الاستحواذ على الكرة وهذه مشكلة كبيرة، وحالياً أصبح هناك مايعرف بالدفاع كوحدة ممايعني وجود أكثر من لاعب في موقع الكرة وذلك يتلخص في المطاردة والضغط على حامل الكرة يبدأ من موقع فقدان الكرة ولكن من الملاحظ في خطوط الظهر نجد كثافة عددية من اللاعبين لكن بدون أدوار هذا بجانب أن غالبية اللاعبين بفرق الدوري الممتاز ينقصها التكتيك الفردي، وقال أزهري الكرة الإفريقية أصبحت تواكب الكرة العالمية من حيث السرعة والقوة، وفي السودان تمتاز بالبطء واللعب العرضي والخلفي وذلك بإرجاع الكرة إلى منطقة الدفاع عيوب نعاني منها وهذه العلة لاتكسب الفرق المساحة هذا بجانب اللعب الطويل الذي كان سبباً في خروج الخرطوم أمام الفريق الليبي والإرسال الطويل أصبح يشكل خطورة كبيرة على فرقنا في حالة المرتدات، وهذا يتطلب من الجهاز الفني للهلال أن يعمل على تقارب الخطوط واللعب من لمسة واحدة وبسرعة وللإمام مع اللعب اللامركزي الذي يجيده فريق الهلال حتى يقلل من الأخطاء الدفاعية وهذا سيشكل خطرًا على الفريق العاجي مهما كان منظماً ومما يجعله يقع في الأخطاء، وكذلك إذا أراد الهلال الخروج بنتيجة ايجابية فعليه احترام خصمه لأنه بطل ساحل العاج، فالخبرة وحدها لن تشفع للهلال لأن الكرة الإفريقية متطورة ومنظمة، الملعب هو الفيصل خاصة وأن الكرة العاجية تعتمد على المدارس السنية وأيضاً ينقص لاعبينا المحاضرات النظرية لأنها مكملة للجانب التدريبي العملي والتي تجعل اللاعب يدخل الملعب ويعرف ماهو المطلوب منه، والعاجي سيعمل ألف حساب للهلال وعلى الهلال أن يلعب بقوة في بداية المشوار الإفريقي.
ليس بالشيء الجديد
قال الخبير بالكرة الإفريقية محمد حسن نقد: إن مواجهة الهلال للكرة العاجية ليس بالشيء الجديد على نادي الهلال فقد سبق له مقابلة استاد ابيدجان في عام 1966 وفي 2007 صعد مع اسيك العاجي لمرحلة المجموعات وفاز عليه بهدفين مقابل هدف بأمدرمان وخسر بهدف في ساحل العاج وكانت آخر مواجهاته مع الفرق الايفوارية أمام افريكا سبورت عندما أقصاه من دور ال 32 بالفوز إياباً بأربعة أهداف وتعادل معه سلبياً في ساحل العاج، فالهلال على معرفة تامة بالكرة العاجية ويعرف أيضاً كوت ديفار الابن المدلل لفرنسا والتي تعني ساحل العاج بالفرنسية كما أن الكرة الايفوارية منظمة ونظيفة بعيدة عن العنف الإفريقي وهذا يساعد الهلال كثيرًا لأنه يلعب كرة نظيفة بعيدًا عن العنف مثل الفرق العاجية، وبما أن مباراة الذهاب خارج ملعب الهلال فالأزرق ستكون له الأفضلية في مباراة الإياب لأنه سيقف على حقيقة منافسه جيدًا على الطبيعة خاصة نقاط الضعف والقوة وأبرز لاعبيه المؤثرين وأسلوب لعب العاجي سيو سبورت مما يكون له عوناً في لقاء الإياب بالسودان خاصة وأن الخبرة ستكون في مصلحة الهلال وذلك من خلال تواجده المستمر في البطولات الإفريقية عكس منافسه الذي لا يملك خبرة كافية في مثل هذه المواجهات، ويجب على الفرنسي غارزيتو أن يلعب بأربعة مدافعين لأن اللعب بثلاثة مدافعين أمام الفرق الإفريقية المنظمة والتي تستغل أنصاف الفرص خاصة وأنها تعتمد على أخطاء المدافعين ولا ترحم وكذلك الطريقة التي سيلعب بها أصحاب الأرض ستكون هجومية بحتة خالصة وأن العاجي يجيد اللعب داخل أرضه وقد أقصى الفريق الغيني حوريا بثلاثة أهداف وتعادل معه سلبياً في كوناكري وعليه أن يلعب بكثافة في الوسط حتى لا يترك المساحة لخصمه لبناء الهجمات وطريقة 3/4/3 يمكن أن يلعب بها في أمدرمان وهي لا تتناسب معه. عموماً نتمنى التوفيق للكرة السودانية ونادي الهلال.
الفرق تتحاشى مقابلة الهلال
أشاد مدافع الهلال السابق عاكف عطا والمدير الفني الحالي لفريق الفكي هاشم سنار بأن الهلال ليس لديه مشكلة في مواجهة أي فريق، بل بالعكس الفرق تتحاشى مقابلة الهلال وذكر بأن المباراتين اللتين خاضهما الفريق في الدوري أمام مريخ الفاشر والنيل الحصاحيصا أكدت بأن الفريق قد عاد لمستواه الحقيقي من حيث الاداء والنتيجة، وقال عاكف لا يمكن مقارنة الهلال صاحب الخبرة الكبيرة بسيو سبورت وعلى الهلال ان يستغل رهبة خصمه والذي بالتأكيد سيعمل ألف حساب للموج الازرق والعامل النفسي سيكون عاملاً مؤثرًا بالنسبة للهلال وسلبياً على العاجي والذي سيدخل المباراة مرعوباً ولهذا سيلعب مهاجماً لأنه يعلم بأن الانتصار على الهلال صعب ذهاباً واياباً، وأضاف بأن الاجواء مهيأة للازرق والاستقرار الاداري والفني عكس الموسم الماضي، وأبان بأن الهلال قادر على هزيمة خصمه العاجي أو الخروج بنتيجة التعادل على الأقل وعلى غارزيتو إذا أراد أن يلعب بطريقة 3/4/3 ان يستعين بالثنائي عمر بخيت ونزار حامد لمساعدة ثلاثي الدفاع سنكارا ومساوي وبويا، كما حدث في مباراة النيل عندما كان عمر ونزار يعودان للخلف لمساندة الدفاع وغارزيتو بالتأكيد سيفطن لهذه الثغرات وربما وضع لها حلولاً ناجهة لأن طريقته التي يلعب بها أصبحت عالمية وهي تجعل الهلال يلعب في مناطق الخصم وينقل الكرة للامام طوال المباراة واشاد بالهجوم وقال: ستكون له كلمة في مباراة الذهاب خاصة تراوري صاحب الحلول الفردية والقناص المرعب الذي احرز اربعة اهداف في مباراتين بالاضافة لسانييه وكاريكا ومساندة مهند واكانقا والذي يكون بمثابة المهاجم الرابع كما حدث في مباراة النيل، وسلاح الخبرة سيرجح كفة الازرق.
وختاماً نتمنى ان يدرس الفرنسي خصمه جيدًا حتى يدخل المباراة وهو على علم بنقاط الضعف والقوة العاجية وعلى اللاعبين احترام جميع الخصوم خاصة وأن سيو العاجي فريق صعب ومنظم ويلعب الكرة الحديثة.
