تشير مصادر مطلعة إلى أن عمر البشير لن يتنازل عن ترشحه لدورة قادمة لانتخابات الرئاسة، لأن البشير لا يثق في نائبه الأول علي عثمان محمد طه، ولا غريمه نافع علي نافع ، في وقت دعا فيه عضو مجلس قيادة ثورة الإنقاذ الوطني ( سابقاً ) العميد (م) صلاح كرار إلى انتخاب عمر البشير من جديد وهو ما يفسر بأن كرار يبحث عن دور جديد بعد أن تخلص منه اخوة الأمس . ووضع كرار ، وهو مسؤول اللجنة الاقتصادية فيما يعرف بمجلس قيادات الثورة وعضو المجلس في تصريحات لصحيفة (المجهر السياسي ) أمس ، ثلاث مقترحات لخروج البلاد من أزمتها الحالية ، بشأن مرشح المؤتمر الوطني القادم لرئاسة الجمهورية . ورأى أن الأفيد إعادة ترشيح المشير عمر البشير للرئاسة ، في الإنتخابات القادمة ، محذراً من خطورة عدم ترشيح البشير ، وقال ( الأفيد للبلد ان يترشح البشير وإذا لم يترشح فإن جماعة المؤتمر الوطني سيختلفون على توزيع الكيكة وعلى من سيخلف الرئيس ، ولن يتفقوا) ، مشيراً الى ( جميع أعضاء المجموعة الحاكمة متطلعون ، ما قد يؤدي إلى صراع ، مؤكداً أنه من الأفضل أن يظل البشير في مكانه كده ). وتأتي مقترحات كرار الذي يبحث عن دور جديد بعد ان تم تهميشه خلال السنوات الماضية، بالتقرب زلفى من البشير وهو يعرف أن رفيق سلاحه لا يتنازل عن السلطة بسهولة. ورجحت مصدر مطلع ترشيح عمر البشير لنفسه مرةً أخرى للانتخابات الرئاسية ، إلا إذا ما ووجه بضغوطات عنيفة من الجيش والحركة الإسلامية ، وهو أمر صعب الحدوث ، وقال (البشير لا يثق في علي عثمان محمد طه، ولا في نافع علي نافع ، ويخشى أن يغدر به أحدهما بتسليمه إلى المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي لمحاكمته في جرائم حرب دارفور، ولذلك سيظل متشبثاً بالكرسي إلى آخر نفس). يذكر أن الولاياتالمتحدةالأمريكية ودولة قطر يبحثان عن ( هبوط آمن بازاحة عمر البشير عن دائرة القرار، بالتنحي التدريحي لنائبه الأول علي عثمان محمد طه ومنح البشير ضمانة إقليمية ودولية باستخدام المادة (16) من نظام روما بالسماح بالتمديد لعمر البشير سنويا بعدم المثول امام المحكمة الجنائية ، وتقوم المبادرة على توحيد الإسلاميين وتكوين حكومة قومية واصلاحات سياسية ووقف الحرب في دارفور والنيل الأزرق وجنوب كردفان، واجراء انتخابات بعد فترة انتقالية يتفق حولها الفرقاء وضمان خروج آمن للبشير ، ونبه صلاح كرار الى انه يمكن تلافي حدوث أزمة حال إنتقال السلطة بشكل سلس للنائب الأول لرئيس الجمهورية علي عثمان محمد طه وقال ( إذا أعلن البشير عدم رغبته في الترشيح وقدم علي عثمان سيتم الأمر بسهولة ويسر دون ان يُحدث أي ضجة ) . وأضاف ان الحل الاخر هو أن يشكل رئيس الجمهورية لجنة حكومة قومية ويسلم السلطة ، بعمل تداول سلمي للسلطة كما تسلمناها نسلمها للشعب ، وإستطرد .. لكن الشئ الأرجح أن البشير سيترشح والإنتخابات ستقام . وحذر كرار من خطورة مفاصلة أخرى بين الإسلاميين ، لافتاً الى ان البلاد لن تتحملها . وعلق : المفاصلة البلد تحملتها دون خلافات لكن البلد الآن في أزمة لا يختلف عليها إثنان ، ولن تتحمل مفاصلة اخرى ، مؤكداً ان الازمة التي تمر بها البلاد تتطلب حكمة ووسيلة لنقلها من الازمة وتتمثل في جمع الصف الوطني .
