احتفالا بالذكرى الأولى لزواج الامير الحسين والاميرة رجوة.. نشر أول صور رسمية للأميرة تظهر حملها الاول    ريال مدريد يصطدم بأتالانتا في السوبر الأوروبي    ما شروط التقديم؟ السودان بين الاكثر طلبا.. الجنسية المصرية تجذب الأجانب وتسجيل طلبات من 7 دول مختلفة    أمير قطر في الإمارات    والي الخرطوم يدعو الدفاع المدني لمراجعة جميع المباني المتأثرة بالقصف للتأكد من سلامتها    بيلينجهام لمورينيو: ماما معجبة جداً بك منذ سنوات وتريد أن تلتقط بعض الصور معك    شاهد بالفيديو.. ياسر العطا يقطع بعدم العودة للتفاوض إلا بالالتزام بمخرجات منبر جدة ويقول لعقار "تمام سيادة نائب الرئيس جيشك جاهز"    عقار يشدد على ضرورة توفير إحتياطي البترول والكهرباء    ريال مدريد الإسباني بطل أوروبا    (زعيم آسيا يغرد خارج السرب)    القبض على بلوغر مصرية بتهمة بث فيديوهات خادشة للحياء    القبض على بلوغر مصرية بتهمة بث فيديوهات خادشة للحياء    داخل غرفتها.. شاهد أول صورة ل بطلة إعلان دقوا الشماسي من شهر العسل    قنصل السودان بأسوان يقرع جرس بدء امتحانات الشهادة الابتدائية    المريخ يتدرب على اللمسة الواحدة    إعلان قائمة المنتخب لمباراتي موريتانيا وجنوب السودان    بدء الضخ التجريبي لمحطة مياه المنارة    صلاح ينضم لمنتخب مصر تحت قيادة التوأمين    بعد الإدانة التاريخية لترامب.. نجمة الأفلام الإباحية لم تنبس ببنت شفة    شاهد بالفيديو.. وسط سخرية كبيرة من الجمهور.. أحد أفراد الدعم السريع يظهر وهو يغني أغنية "هندية" ومتابعون: (أغنية أم قرون مالها عيبها لي)    شاهد.. زوج نجمة السوشيال ميديا أمنية شهلي يتغزل فيها بلقطة من داخل الطائرة: (بريده براها ترتاح روحى كل ما أطراها ست البيت)    بعد الإدانة التاريخية.. هل يستطيع ترامب العفو عن نفسه إذا نجح بالانتخابات؟    شاهد بالفيديو.. شباب سودانيون يقدمون فواصل من الرقص "الفاضح" خلال حفل أحيته مطربة سودانية داخل إحدى الشقق ومتابعون: (خجلنا ليكم والله ليها حق الحرب تجينا وما تنتهي)    "إلى دبي".. تقرير يكشف "تهريب أطنان من الذهب الأفريقي" وردّ إماراتي    في بورتسودان هذه الأيام أطلت ظاهرة استئجار الشقق بواسطة الشركات!    دفعة مالية سعودية ضخمة لشركة ذكاء اصطناعي صينية.. ومصدر يكشف السبب    مسؤول سوداني يكشف معلومات بشأن القاعدة الروسية في البحر الأحمر    محمد صبحي: مهموم بالفن واستعد لعمل مسرحي جديد    فيصل محمد صالح يكتب: مؤتمر «تقدم»… آمال وتحديات    ميتروفيتش والحظ يهزمان رونالدو مجددا    السعودية تتجه لجمع نحو 13 مليار دولار من بيع جديد لأسهم في أرامكو    خطاب مرتقب لبايدن بشأن الشرق الأوسط    مذكرة تفاهم بين النيل الازرق والشركة السودانية للمناطق والاسواق الحرة    سنار.. إبادة كريمات وحبوب زيادة الوزن وشباك صيد الأسماك وكميات من الصمغ العربي    السودان.. القبض على"المتّهم المتخصص"    قوات الدفاع المدني ولاية البحر الأحمر تسيطر على حريق في الخط الناقل بأربعات – صورة    دراسة "مرعبة".. طفل من كل 8 في العالم ضحية "مواد إباحية"    الأجهزة الأمنية تكثف جهودها لكشف ملابسات العثور على جثة سوداني في الطريق الصحراوي ب قنا    ماذا بعد سدادها 8 ملايين جنيه" .. شيرين عبد الوهاب    نجل نتانياهو ينشر فيديو تهديد بانقلاب عسكري    الغرب والإنسانية المتوحشة    رسالة ..إلى أهل السودان    شركة الكهرباء تهدد مركز أمراض وغسيل الكلى في بورتسودان بقطع التيار الكهربائي بسبب تراكم الديون    من هو الأعمى؟!    اليوم العالمي للشاي.. فوائد صحية وتراث ثقافي    حكم الترحم على من اشتهر بالتشبه بالنساء وجاهر بذلك    متغيرات جديدة تهدد ب"موجة كورونا صيفية"    مطالبة بتشديد الرقابة على المكملات الغذائية    السودان..الكشف عن أسباب انقلاب عربة قائد كتيبة البراء    إنشاء "مصفاة جديدة للذهب"... هل يغير من الوضع السياسي والاقتصادي في السودان؟    حتي لا يصبح جوان الخطيبي قدوة    أسامه عبدالماجد: هدية الى جبريل و(القحاتة)    محمد وداعة يكتب: ميثاق السودان ..الاقتصاد و معاش الناس    تأهب في السعودية بسبب مرض خطير    الفيلم السوداني وداعا جوليا يفتتح مهرجان مالمو للسينما في السويد    كيف يُسهم الشخير في فقدان الأسنان؟    يس علي يس يكتب: السودان في قلب الإمارات..!!    يسرقان مجوهرات امرأة في وضح النهار بالتنويم المغناطيسي    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



حديث عمر البشير عن إكتفائه من المنصب بالون إختبار وتخدير للقوى السياسية
نشر في حريات يوم 21 - 03 - 2013

ادعى المشير عمر البشير أنه لن يرشح نفسه في الانتخابات المقبلة رئيساً للدولة وأنه اكتفى بحكم ربع قرن من الزمان في محاولة تعتبر مناورة وبالونة اختبار لجس النبض ولتخدير المعارضة في وقت رأى فيه البشير )أن أي تطور إيجابي في العلاقات مع جنوب السودان قطعًا يثير أعداء السودان).
وأعلن في حوار أمس مع صحيفة (الشروق القطرية) عن تأجيل البت في الخلافات مع مصر حول الحدود وحلايب مبرراً ذلك بظروف القاهرة .
وأقر البشير بوجود متطرفين سودانيين إلى جانب محاربي مالي ، ولكنه إستدرك قائلا : نحن كل المعلومات التي لدينا أن هناك 4 من الشباب السودانيين كانوا موجودين في مالي قد يكونون دخلوا أو تسللوا وهم 4 أفراد فقط لكن لا توجد قوات أو عناصر مسلحة دخلت السودان)!
وأعتبر مراقب سياسي تحدث ل (حريات) ان ( حديث البشير بعدم رغبته في ترشيح نفسه للانتخابات بالونة اختبار لجس نبض خصومه داخل المؤتمر الوطني من جهة ولمعرفة ردود أفعال المعارضة من جهة أخرى لتخديرها ووقف حراكها للعمل على اسقاط النظام ) .
وقال ( من الصعوبة تنحي البشير طوعا وقد يدفع بعض المحيطين به بمسرحية مكشوفة مثل مذكرات من ملايين السودانيين تطالبه بترشيح نفسه وهو ما يجعله يتراجع عن حديثه رغبةً في ارضاء الشعب السوداني )، إلا أن المراقب لم يستبعد في ذات الوقت رضوخ عمر البشير لضغوطات دولية وإقليمية ومنحه ضمانات عدم المساءلة في جرائم دارفور أو لظروفه الصحية ويبقى ذلك أمراً ضعيفاً) .
واضاف المراقب السياسي ( كثيراً ما سمعنا تصريحات لعمر البشير يكون هو أول من ينقضها ، ولذلك من المبكر الحكم النهائي على تصريحاته).
وحول العلاقة مع الجنوب قال المراقب السياسي ( البشير بحديثه الإيجابي عن العلاقات مع الجنوب يضع خاله الطيب مصطفى صاحب المنبر العنصري في خانة أعداء الوطن لأن البشير قال إن أعداء السودان هم من لا يريدون قيام علاقة قوية مع الجنوب ، ومعروف أن الطيب مصطفى هو من أكثر المعاديين للجنوب وللحريات الأربع وللتعاون مع الدولة الوليدة بل يدعو لحربها مثلما دعا عمر البشير نفسه قبل عام بوصفه الحركة الشعبية بالحشرات ( الحشرة الشعبية) ، وهو ما يوضح حالة الرجل المرتبكة والمتناقضة !
وأبدى المراقب السياسي استهجانه لازدواجية المواقف وتناقضاتها في العلاقة بين مصر والجنوب، فهو يعلن أنه لا يريد مناقشة القضايا الخلافية مع مصر مثل مسألة حلايب لظروف مصر إلأ أنه يعلن استعداده لحرب الجنوب ولن يتخلى عن (شبر واحد من الحدود ) مع أن الجنوب دولة حديثة وتحتاج للتعاون أكثر من مصر الدولة العريقة !).
(نص الحوار أدناه) :
(الشرق القطرية) – حوار: جابر الحرمي
(نص الحوارأدناه):
فخامة الرئيس، الدوحة تشهد بعد أيام انعقاد القمة العربية، كيف ترون انعقادها، وتحديدًا في هذا الظرف الذي تمر به الأمة العربية؟
حقيقة أصبحنًا نسمي الدوحة «دوحة العرب»، وللدوحة نكهتها الخاصة الآن ولها موقع خاص بصورة كبيرة جدًا. عندما تم الاتفاق على حل القضية اللبنانية، كانت هذه إشارة قوية جدًا على دور الدوحة في تقديم الحلول الايجابية للقضايا العربية أينما كانت، وأيضًا برز دورها هذا أيضًا في الربيع العربي. وقطعًا فإن العالم العربي شهد ولا يزال يشهد تحولات كبيرة، فهناك الكثير جدًا من الحراك في العالم العربي يحتاج قطعًا من القادة العرب أن يجلسوا لمواجهة الوضع العربي الحالي، دون تدخل في الشأن الداخلي للدول، لكننا محتاجون لمناقشة هذه القضايا لأنها في النهاية قضايا أمة وتؤثر على الاستقرار العربي. ما يدور الآن في دول الربيع العربي من حراك سياسي وغيره وما يحدث الآن في سوريا وما يحدث الآن في العراق كلها قضايا تحتِّم على أن القادة ينظرون في هذه القضايا وأن نحاول أن ندعم بعضنا البعض للخروج بحلول تحقق الأمن والاستقرار والطمأنينة للمواطن العربي أينما كان.
هناك مسيرة من القمم العربية، لكن كيف يمكن لهذه القمم تحديدًا أن تعزز من العمل العربي؟
قطعًا أن أي لقاء للقمة العربية فيه تعزيز لمسيرة العمل العربي ومجرد انعقاد القمة العربية في دورات منتظمة هو من المطالب والأماني التي تحققت. والتشاؤم مستمر بلا شك على مستويات مختلفة، كالمندوبين في الدول العربية ووزراء الخارجية، أما على مستوى القمة فيكون القرار قطعا أكثر قوة وأكثر تأثيرًا على الوضع العربي. نحن نتمنى أن تدفع هذه القمة بالعمل العربي إلى الأمام وأن توحد الرؤى حول مجمل القضايا في العالم العربي سواء في قضية فلسطين والحراك فيها، أو ما يحدث في دول الربيع العربي أو ما يحدث في سوريا الآن.
تحديدًا فيما يتعلق بالسودان، ربما هي واحدة من أكثر الدول التي هي بحاجة إلى موقف عربي داعم، ما هو المؤمل سودانيًا من قمة الدوحة فيما يتعلق بقضايا السودان؟
نحن نقدر جدًا لإخواننا في قطر وقوفهم إلى جانب السودان في قضايا واضحة جدًا، كالوقوف معنا في قضية دارفور واتفاقية الدوحة، والآن محاولة إلحاق آخرين باتفاقية الدوحة. وتطبيق اتفاقية الدوحة يتحدث عن قيام صندوق لإعمار دارفور، وهنالك مؤتمر للمانحين سوف تستضيفه الدوحة في أبريل المقبل، ونحن نتوقع أن المانحين الأساسيين هم العرب وليس غيرهم، فقد عودنا الآخرون على إعطائنا وعودًا لا تُصرف في أي مصرف، لكن إخواننا العرب هم الذين عودونا أنهم حقًا هم الذين يقفون المواقف الأصيلة. ونتوقع أن تكون هذه القمة إن شاء الله دعمًا لعملية السلام والاستقرار والتنمية في دارفور. وقطعًا نحن بعد تطبيق اتفاقية السلام ونتائج الاستفتاء وانفصال الجنوب، تأثر الاقتصاد السوداني بصورة كبيرة جدًا بفقده لموارد البترول الموجودة في جنوب السودان، وفي هذا المجال أيضًا نحن يجب أن نقدم التحية والشكر لإخواننا في قطر الذين وقفوا معنا موقفًا قويًا جدًا في دعم الاقتصاد السوداني في هذه المرحلة، ونتوقع أيضًا إن شاء الله أن تقدم القمة للسودان ما يعينه على تجاوز الآثار الاقتصادية السالبة التي جاءت نتيجة لانفصال الجنوب. أيضًا الدعم السياسي، نحن مواجهون الآن في المنظمات الدولية والإقليمية بكثير من الاتهامات الباطلة فنحتاج للموقف العربي والسند العربي الذي ساعدنا كثير جدا في السابق في تجاوز الكثير من العقبات التي واجهتنا مثلاً في الأمم المتحدة أو في مجلس الأمن من قبل.
هل أنتم راضون عن المواقف العربية تجاه السودان في دعم قضاياكم، محليًا وحتى خارجيًا؟
نحن حقيقة راضون تمام الرضا حيث نجد حقيقة الدعم والسند من إخواننا العرب، وأنا سأعطيك نموذجًا مثلاً مشروعاتنا الكبرى كلها في السودان، نحن عندنا مشكلة مع البنك الدولي وصندوق النقد الدولي وكل مؤسسات التمويل العالمية والغربية عندها موقف من تمويل السودان، نحن حقيقة وجدنا البديل في الصناديق العربية في الدول العربية في دعم المشروعات التي هي معروفة للعيان مثل سد مروي وبقية المشروعات الكبرى. أيضًا كما ذكرت نحن وجدنا حقيقة الدعم من إخواننا في قطر وبعض الدول العربية الأخرى حقيقة أيضًا وجدنا منها دعمًا وسندًا قويًا جدًا في دعم الاقتصاد السوداني في هذه المرحلة، أما الدعم السياسي فهو بلا حدود.
طبعًا يعرف فخامتكم أن أحد أبرز ما هو مطروح على قمة الدوحة ما يتعلق بسوريا والثورة السورية، ما هو المطلوب عربيًا لدعم هذه الثورة، خاصة أنها الآن بلغت عامها الثاني وستدخل عامها الثالث الآن؟
نحن أصبحنا الآن متخوفين على سوريا ونخشى من أن هناك الكثير من الجهود غير المخلصة التي تتمنى استمرار الصراع في سوريا وتعمل على دعم التوازن العسكري داخل سوريا. نحن قطعًا مع الشعب السوري في أن ينال حقوقه كاملة في الحرية والديمقراطية وحفظ كرامة الشعب واستقراره، لكن تطاول الأزمة هو حقيقة خسارة لسوريا وليس للنظام، نحن لا نتحدث عن النظام الحاكم في سوريا لكن نتحدث عن سوريا. فكل الذي نتمناه هو إنهاء هذه القضية بأسرع ما تيسر حتى نجنب سوريا المزيد من الدمار والخراب والقتل، كلنا نشاهد الآن في الفضائيات ما يحدث في سوريا. وكما ذكرت انت بعد مرور عامين لا وجود لبوادر واضحة جدًا في الأفق لحل أو لحسم هذه القضية فهي قطعًا تحتاج أن يجلس الإخوة القادة العرب ويتفاكروا في كيفية الخروج بحل يُخرج سوريا من أزمتها ومشكلاتها.
في الاجتماع الوزاري الأخير العربي تم الاتفاق على عدد من القضايا، ما يتعلق بترك المجال للدول العربية لتسليح المعارضة للدفاع عن الشعب، وما يتعلق أيضًا بمنح الائتلاف الوطني مقعد سوريا في القمة العربية، كيف تنظر إلى هذه الخطوات؟ هل يمكن أن تسرّع بإنهاء الأزمة؟
هذا جانب، الوقوف إلى جانب الثورة والشعب في سوريا ودعمه سياسياً وعسكريًا وماديًا، لكن لا ننسى أيضًا أنه يوجد أطراف أخرى تنظر إلى دعم النظام أيضًا سياسيًا وعسكريًا وماديًا، فكما قلت وذكرت فإن حفظ التوازن العسكري داخل سوريا وأن يكون متعادلاً فإن هذا يعطي استمرارية الصراع التي ليست في مصلحة المواطن السوري ولا في سوريا الدولة ولا في سوريا الوطن والمستفيد الوحيد هم أعداء سوريا وأعداء الأمة العربية وأعداء الشعب السوري في حالة استمرار التوازن العسكري داخل سوريا.
فخامة الرئيس، الدول العربية اتفقت على ان تقوم بتسليم سفارات النظام إلى الائتلاف الوطني، هناك من أقدم وهناك إلى الآن من لم يتخذ هذه الخطوة. هل لدى السودان توجُّه لمنح الائتلاف سفارة بالخرطوم؟
صراحة إلى الآن لم نجلس كقيادة لدراسة اتخاذ القرار، لكننا في كل الحالات نقول إن أعيننا هناك على سورية الأرض وكيفية الوصول إلى إنهاء الأزمة السورية لمصلحة الشعب السوري.
فخامة الرئيس، وقَّعتم مؤخرًا اتفاقية مع حكومة الجنوب وتحدثتم عن آفاق للتعاون. بدايةً، ماهي الضمانات لاستمرارية هذه الاتفاقية، ثم أليس هناك خوف من تدخلات خارجية كما حصل في كثير من الأحيان؟
قطعًا أعداء السودان سيستمرون في محاولاتهم ويظنون أن الجهة الوحيدة التي يمكن من خلالها محاولة إيذاء السودان أو النيل منه هي أصبحت دولة جنوب السودان لأن علاقات السودان مع كل دول الجوار الآن ولله الحمد ممتازة ماعدا دولة جنوب السودان، فأي تطور إيجابي في العلاقات مع جنوب السودان قطعًا يثير أعداء السودان. لكن اعتمادنا على أن إخواننا في جنوب السودان حقيقة يعلمون تمامًا مدى ارتباط مصالحهم أيضًا بالسودان. نحن لا نتكلم عن تصدير لنفط الجنوب فحسب، مع أن الثروة الوحيدة ومصدر الدخل الوحيد للإخوة في جنوب السودان هو النفط، فهم ليس عندهم موارد أخرى مستغَلة لتكون بديلاً للنفط. حتى محاولات تصدير نفط الجنوب عن طريق دول أخرى مثل كينيا وإثيوبيا حقيقة رفضت لأنها غير ذات جدوى اقتصادية؛ فإقامة منشآت جديدة لدولة جنوب السودان إلى كينيا عبر إثيوبيا قطعًا نحن واثقون وكل الدراسات تؤكد أنها غير ذات جدوى اقتصادية. الخيار الوحيد المتاح هو تصدير بترول الجنوب عبر السودان. أيضًا العلاقات القديمة والمستمرة للآن، لأنها كلها دولة واحدة، سواء علاقات سكانية، علاقات ثقافية، تجارية أو اقتصادية. يعني يأكل المواطن في جنوب السودان الذرة التي تنتج في شمال السودان وهذا طعامه التقليدي. فهذه الروابط الموجودة تجعل أقرب الدول وأكثر الدول ارتباطًا بمصالح السودان هي السودان وكذلك الجنوب بحكم أننا كنا دولة واحدة لأكثر من مائة سنة.
الانعكاس على الاقتصاد السوداني لهذه الاتفاقية كيف سيكون فخامة الرئيس؟
قطعًا هو اقتصاد إيجابي ليس فقط فيما يعود على السودان من استخدام منشآت النفط ورسوم العبور، لكن حتى حالة الاستقرار والسلام بين الدولتين سيكون لها أثر إيجابي كبير جدًا على الاقتصاد السوداني وعلى اقتصاد جنوب السودان.
لكن هناك عددًا من القضايا تم تأجيلها وترحيلها مثل موضوع أبيي وعدد من الملفات المتنازع عليها ألا تخشون أن يمثل تأخير الحل فيها نوعًا من التفجير المستقبلي والعودة للمربع الأول؟
هناك بالفعل قضايا مؤجلة ولكن نحن نقول إن أي نجاح في أي مجال يشكل حافزًا لحل القضايا الأخرى، فكل حل لقضية يساهم في حل القضايا الأخرى، لأن القضية الأساسية هي قضية بناء الثقة وكلما تقدمنا إيجابًا ارتفعت درجة الثقة بين الطرفين والتي يمكن أن تؤدي حقيقة إلى حلحلة بقية القضايا.
هل تتوقعون فخامة الرئيس أن يكون هناك فك ارتباط بين الجنوب وبين الحركة الشعبية شمال بعد هذه الاتفاقية؟
بالقطع ستظل الشكوك موجودة لكن يبقى الحل في قيام آليات بين الطرفين بمشاركة الجهات المراقبة وهي الاتحاد الإفريقي والقوات المشتركة الموجودة الآن للتحقق من الشكاوى أو الاتهامات المتبادلة بين الطرفين، وقيام آليات يساعد على أن يكون الاتفاق حقيقيًا ولا يكون شكليًا.
ماهي طبيعة الخلاف بين الحركة الشعبية وحكومة السودان بحيث يتم الجلوس للحوار بدلاً من استمرارية الصراع والحرب؟
نحن نريد مما يسمى الحركة الشعبية شمال والسودان ذاته شمال في اتجاهها فمعناه أن الشمال من الجنوب ونحن كنا نريد أن يحصل فك ارتباط من الأول كي نتحدث مع جهة سودانية ليس لديها ارتباطات أو قيادات خارجية، وإذا كانت هي أصبحت جزءًا من الحركة الشعبية في الجنوب فمعنى ذلك أن إمرتها ليست موجودة لديها هي وإنما إمرتها موجودة في الجنوب، ونحن بدأنا نتفاوض مع الجنوب حول مسألة سودانية بحتة، وبدأنا نتفاوض مع جهة لا تزال تدين بالولاء لقيادة خارج السودان.
فخامة الرئيس، تجري حاليًا محاكمات لعدد من المتهمين في المحاولة الانقلابية فأين وصلت هذه التحقيقات وهل اكتشفتم ارتباطًا خارجيًا لهذه العناصر التي أقدمت على هذه الخطوة؟
أولاً دعني أؤكد أنه لا يوجد لهذه المجموعة أي ارتباط بأي جهة خارجية فهي عناصر سودانية، وبدأت المحاكمة العسكرية لهم حيث عقدت المحكمة الجلسة الإجرائية الأولى وتتواصل ونحن ننتظر نتيجة المحكمة.
فخامكتم ماذا عن الاتفاقية الأخيرة التي وقعتها شخصيات وأحزاب فيما عُرف بوثيقة الفجر الجديد هل يمكن الحوار معهم؟
الذين وقعوا على هذه الوثيقة الآن تراجعوا عنها وأنكروها، فأصبحت كما نقول «ولد الحرام كل الناس ناكرينه» وهم أنكروها فأصبحت جزءًا من الماضي وشهادة على سوء هذه الوثيقة أن المندوبين الذين وقَّعوا عليها هم الآن يتبرؤون منها.
فخامة الرئيس سبق أن أعلنتم في السابق أنكم لن تترشحوا في الانتخابات القادمة لرئاسة السودان فهل مازلتم على موقفكم؟
هذا موقف ثابت إن شاء الله، والآن تجري المداولات داخل المؤتمر الوطني لكيفية تقديم مرشحهم في منصب الرئاسة والذي سيكون بعد عامين بالضبط حيث ستجرى الانتخابات ولديهم الوقت الكافي لترتيب أوضاعهم إن شاء الله.
هل هناك بحث عن شخصية أخرى وإذا ما أصر المؤتمر الوطني على ترشيحكم ماذا سيكون موقفكم؟
ليس البحث عن شخصية، ولكن نحن نتكلم عن الحزب كيف يختار رئيسه في المرحلة المقبلة، ونحن عندنا مؤتمر كان من المفروض أن يُعقد هذا العام وتم تأجيله للعام المقبل، والمؤتمر مفروض أن يسمي رئيسًا للمؤتمر الوطني، ومسمى رئيس المؤتمر الوطني قطعًا سيكون مرشحه للرئاسة.
وفي حالة الإصرار على ترشيحكم من قبل المؤتمر؟
لا،، كفاية،، نحن أمضينا كم وعشرين سنة وهي أكثر من كافية في ظروف السودان والناس يريدون دماء جديدة ودفعة جديدة كي تواصل المسيرة إن شاء الله.
وهم ايضًا بحاجة إلى الخبرات؟
الخبرات موجودة إن شاء الله.
أشرتم في حديثكم إلى استقرار العلاقات مع دول الجوار في هذه المرحلة هل الملفات العالقة مع دول الجوار حُلت جميعها ولم تعد هناك منغصات في العلاقات؟
نحن نقول إنه حتى الآن مع اخواننا مثلاً في مصر لم نناقش القضايا العالقة لأننا نرى الأوضاع في مصر وهمنا الأول هو استقرار مصر، فمصر دولة مهمة ودولة كبيرة ودولة مفتاحية ونحن الآن لا نريد أن نشغل إخواننا في مصر بأي قضايا وهي قضايا لها عشرات السنين وهي ليست قضايا جديدة كي نحلها في يوم وليلة ولا تأثير لها على العلاقات بين الطرفين، والإرادة السياسية هي أن يتم حل هذه القضايا بما يعود بالمصلحة على الطرفين، فنحن مؤجلون البحث في أي قضايا خلافية مع إخواننا في مصر ونريد أن يتفرغوا لقضاياهم ويحققوا استقرارهم ويبنوا مؤسساتهم وتكتمل ومن ثم نفتح هذه القضايا بروح أخوية في أن الحل لهذه القضايا يقوم على مزيد من التعزيز للعلاقات الموجودة بين البلدين.
لكن كان من المتوقع أن تكون العلاقات السودانية المصرية أكثر حميمية مع مجيء نظام جديد حيث عُرف النظام السابق بمواقفه تجاه السودان، لكن يلوح في الأفق نوع من البرود في هذه العلاقات فخامة الرئيس؟
أبدًا، فعلاقاتنا قمة الحميمية ولا يوجد أي برود، وما قلت فإن قضايانا العالقة معهم قمنا بتأجيلها.
وما أبرز هذه القضايا؟
مسألة الحدود وحلايب ونحن نقول إن هذه الحدود عندما رسمت فإن السودان لم يكن طرفًا، لأنها رسمت باتفاق مابين مصر وبريطانيا والحدود الآن نعمل تقريبًا على إزالتها، ونحن نبني طرقًا تربط السودان بمصر عبر ثلاث طرق مسفلتة لأول مرة في تاريخ البلدين، وعندنا اتفاقية تحتاج إلى تفعيل وهي اتفاقية الحريات الأربع بين البلدين بحيث يجد المواطن في البلد الآخر حرية الإقامة وحرية التنقل وحرية العمل وحرية التملك وهي حقيقة تزيل الحدود بصورة عملية وإذا كان الناس والبضائع يتحركون بدون أي قيود وهناك طرق تربط البلدين فنحن نقدم عمليًا نموذجًا لبناء عناصر وحدة حقيقية داخل الأمة العربية.
هل نتوقع انعقاد قمة مع الرئيس المصري قريبًا؟
إن شاء الله في بداية الشهر القادم سيزورنا الرئيس المصري رغم مشاغله حيث قرر ضرورة أن يزورنا في الأسبوع الأول من أبريل إن شاء الله.
جرى حديث مؤخرًا عن دخول مجموعة من المسلحين من مالي بعد تدخل فرنسا وقيل إن المجموعة لجأت إلى السودان عبر الحدود… ما صحة هذه الأقاويل؟
نحن لم نرصد حتى الآن أي مجموعات حقيقة لأن السودان ليس له حدود مع مالي، وإذا جاءت هذه المجموعات فإنها لا بد ان تأتي عبر تشاد أو عبر ليبيا، ونحن كل المعلومات التي لدينا أن هناك 4 من الشباب السودانيين كانوا موجودين في مالي قد يكونون دخلوا أو تسللوا وهم 4 أفراد فقط لكن لا توجد قوات أو عناصر مسلحة دخلت السودان.
فخامة الرئيس، الحديث دائمًا عن العلاقات مع أمريكا وقبل سنوات كان هناك غزل أمركي لكم لكن إلى الآن أمريكا تفرض الحصار وتعاديكم في المحافل الدولية ومواقفها سلبية للغاية تجاه السودان. فما هو المسار الذي حمي العلاقات في هذه المرحلة هل هناك بوادر لفتح صفحة جديدة في الدورة الثانية للرئيس أوباما؟
نحن ليست لدينا مصلحة في أن تكون علاقاتنا مع الولايات المتحدة الأمريكية متوترة، لكن الأمريكان يحملون أجندة متحركة، بمعنى أن البداية كان هناك وعد قاطع بأنه إذا تم التوقيع على اتفاقية السلام الشامل سيعملون على تطبيع العلاقات ورفع اسم السودان من قائمة الإرهاب، وبعد أن وقعنا قالوا لن يأتي إلا بعد التنفيذ ولما بدأنا ننفذ قالوا لا، قضية دارفور… وكنا نتفاوض في أبوجا وجاء مبعوث رئاسي وكان نائب وزير الخارجية الأمريكي زوليك وجلس في نفس الكرسي الذي تجلس عليه وقدم القائمة بأنه إذا تم التوقيع في أبوجا، سيتم رفع اسم السودان من لائحة الدول الراعية للإرهاب وتطبيع العلاقات ورفع مستوى التمثيل الدبلوماسي بين البلدين وإنهاء المقاطعة الاقتصادية، وأن هذا كله بمجرد التوقيع على أبوجا. فوقَّعنا على أبوجا وعزَّز هذا الموقف الرئيس بوش شخصيًا بإحراء اتصال هاتفي معي بأنه الآن أنتم وعدتم وأوفيتم وأنجزتم كل ما هو مطلوب منكم وأنكم ستجدوننا جاهزين للاجتماع معكم والعمل معكم، لكن، بعد شهرين قلبوا علينا مرة أخرى بدون أدنى سبب، وجئنا في نهاية توقيع الاتفاقية الانتقالية قالوا إذا جرى الاستفتاء فسيطبعون العلاقات قبل النتيجة ولكن لا يحصل شيء ونحن أصبحنا لانثق في الوعود الأمريكية أصلاً رغم أننا تفاءلنا بالمرحلة الثانية لأوباما وبوجود وزير خارجية ذي شخصية مستقلة فهناك احتمال ولكن لانعول عليه كثيرًا.
بمعنى أنه لا توجد أي اتصالات حاليًا مع الجانب الأمريكي؟
حتى الآن لا تجد أي اتصالات، وموقف أمريكا في الأمم المتحدة واضح لأن مندوبة الولايات المتحدة في الأمم المتحدة عندها موقف شخصي من السودان، فسواء كان رئيسها راضيًا أو غير راض فموقفها هي لن يتغير إلا إذا تغيرت هي من الموقع الذي تشغله.
إسرائيل وأكثر من مرة وجهت للسودان ضربات عسكرية بتبريرات واهية مرة بتهمة تمرير أسلحة إلى حماس ومرة باتهامها بوجود مصانع عسكرية لإيران في السودان فما حقيقة هذا الأمر ومتى ينتهي مسلسل العدوان الإسرائيلي المستمر على الشقيقة السودان؟
لن أتحدث عن موقف إسرائيل من السودان لكن موقفنا نحن منها، فنحن عندنا موقف ثابت لدعم القضية الفلسطينية، وقطعًا لم ندخل في أي محاولة من المحاولات الجارية للتطبيع مع إسرائيل أو حتى قضية السلام مع إسرائيل، فنحن مع القضية الفلسطينية وهي دولة محتلة معتدية تحتل الاراضي الفلسطينية ومحتلة لأحد أعظم المقدسات لدينا وهي القدس الشريف فهي بالنسبة لنا نعتبرها العدو رقم واحد، وإسرائيل ظلت تدعم كل من حمل السلاح ضد حكومة السودان، ليس الحكومة الحالية، ومن التمرد الأول في الخمسينيات فأول دعم تلقاه جنوب السودان كان من إسرائيل وظلت باستمرار تدعم أي تمرد يحدث في السودان طوال تاريخ السودان، فهي حرب مفتوحة، ونحن مع القضية الفلسطينية ومع المقاومة الفلسطينية، ومع حماس بصورة واضحة جدًا، فنحن أصحاب مبادئ وهذه قضية مبدئية بالنسبة لنا، ولا أظن توجد في الأفق أي محاولات أو احتمال لتتغير العلاقة السودانية الإسرائيلية.
فخامة الرئيس ما يتعلق بالعلاقات القطرية السودانية أشرتم إلى مؤتمر المانحين الذي ستستضيفه دولة قطر كيف تنظرون إلى أهمية هذا المؤتمر والتحضيرات الجارية لعقده حاليًا؟
التحضيرات تسير بصورة ممتازة للغاية والاتصالات التي تجرى الآن بالجهات التي ستتم دعوتها إلى المؤتمر كل الردود إيجابية وهناك قبول وحماس شديد للمشاركة في المؤتمر، وأنا أقول إن المانحين الأساسيين بالنسبة لنا هم العرب والدول العربية وجميعهم وجدنا منهم قبولاً كبيرًا جدًا وإقبالاً على المشاركة في المؤتمر وعلى رأسهم دولة قطر حيث خصصت مبلغًا مقدرًا للغاية يشجع الآخرين ونحن «حكومة السودان» دفعنا نصيبنا في البرنامج الخاص بتنمية دارفور الموجود في الاتفاقية، وهي كلها تشكل حوافز للآخرين كي يدفعوا إن شاء الله، ونحن لدينا إضافة إلى ذلك مشروعات تنمية ضخمة جدًا تنفذ في دارفور، وننفذ حاليًا في الطريق القاري الذي يربط تشاد بالسودان وكثير من مراحله على وشك الانتهاء والعمل يسير عبر محاور مختلفة وفي مجالات التنمية الأخرى مثل مشروعات المياه والمشروعات الصحية والعمل يسير وعندما يرى المانحون برامج التنمية التي يتم تنفيذها والتزام حكومة السودان والتزام حكومة قطر مع القبول الذي وجدناه من المانحين فإننا نتطلع إلى أن يكون مؤتمر المانحين بالدوحة مؤتمرًا ناجحًا للغاية وله آثار إيجابية جدًا على الأمن والاستقرار في دارفور.
كيف تنظرون إلى استمرارية الجهود القطرية في ملف دارفور تحديدًا؟
نحن نشكرهم على صبرهم حيث صبروا معنا بصورة كبيرة وتحمَّلونا وجزاهم الله خيرًا ونحن لا نستطيع أن نكافئهم أو نجازيهم وجزاؤهم عند الله.
وماذا عن علاقات البلدين الاقتصادية والسياسية والآفاق المستقبلية لهذه العلاقات؟
الآن دولة قطر لديها مشروعات استثمارية كبيرة وواحد من أكبر المشروعات الاستثمارية المشروع الزراعي في نهر النيل والمتوقف على توصيل الكهرباء، وكانت لدينا إشكالية في إيجاد تمويل، وسمو الأمير جزاه الله خيرًا والحكومة القطرية وافقوا على تمويل توصيل الكهرباء للمنطقة وهي بدايات ممتازة سيكون لها آثار إيجابية علينا وعليكم إن شاء الله. أما الدعم السياسي فليس لديه سقف.
هل أنتم راضون عن المشروعات القطرية سواء حصاد أو متاحف أو الديار والموجودة حاليًا في السودان؟
نعم، والآن اصبح مشروع الديار القطرية من أبرز معالم الخرطوم بحري ومشروعات حصاد الزراعية إن شاء الله ستتم وفي مجال التعدين الآن شركة قطر للتعدين دخلت في مربعات كبيرة جدًا في مجال استخراج الذهب وهي كلها مشروعات واعدة إن شاء الله.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.