الطاهر ساتي.. [email protected] ** الدكتور السيد البدوي، رئيس حزب الوفد المصري، بتاريخ 3 ابريل 2012، لوسائل الإعلام بالنص : ( وافقت الحكومة السودانية على منح حزب الوفد أراضي زراعية مساحتها مليون فدان بالشمالية، وسنوزعها للفلاحين المصريين، وهي تبعد عن أسوان 400 كيلو، وتصلح لزراعة القمح والنباتات العطرية، ونشكر المؤتمر الوطني والشعب السوداني على حسن الاستقبال وكرم الضيافة)، هكذا بشر السيد البدوي زرع بلاده بعد لقاء جمعه – بالخرطوم – بالنائب الأول لرئيس الجمهورية..مكتب النائب الأول نفى حديث السيد البدوي، ثم رحب بالإستثمار المصري (من حيث المبدأ)..!! ** وفي ذات العام 2012، وزع السيد البدوي رقاع الدعوة لبعض الساسة بالسودان، وكذلك لسفارة السودان بالقاهرة، لتشريف حفل تدشين إحدى قنوات (قناة الحياة)، وهي فضائية يمتلكها ويديرها السيد البدوي، وهي لسان حال حزب الوفد الذى وافقت له الحكومة بالمليون فدان..بجانب البروف ابراهيم غندور، طاقم السفارة – قيادة السفير كمال حسن على – لبوا دعوة السيد البدوي وشكلوا حضوراً عريضاً في حفل التدشين، وحضورهم العريض أرغم إدارة الفضائية على تغيير برنامج التدشين بحيث يتم إفتتاح البث الفضائي للقناوة الوليدة بحوار مع السفير كمال علي..تلك الإفتتاحية أسعدت الوفد السوداني العريض، ولم يخطر في بالهم أن ( البث تجريبي)..!! ** المهم.. في هذا الشهر – أي بعد عام من تسول صاحبها لصالح زراع مصر بمليون فدان في السودان وبعد تجريب بثها بحوار سفير السودان- تطلق إدارة قناة الحياة العنان لبرامجها لتسئ إلى السودان (وطناً وشعباً)، وليس ( نظاماً حاكماً).. برنامج ( بني آدم شو)، بقناة الحياة، يعده ويقدمه المهرج الملقب بالفنان (أحمد أدم)، نموذج للسخرية التي ترتقي لحد ( قلة الأدب)..كثيرة هي الأقلام المصرية التي إنتقدت وعد الرئيس مرسي – لموسى محمد أحمد – باعادة الوضع بحلايب وشلاتين إلى ما قبل العام 1995، وكثيرة هي المساحات الفضائية المصرية التي إستنكرت – ولاتزال تستنكر- وعد الرئيس مرسي.. ولكن فضائية السيد البدوي، عبر برنامج الممثل المتواضع الأداء – والوضيع الأخلاق- احمد أدم، لم تكتف باستنكار وعد الرئيس مرسي ولم تكتف بالهجوم عليه والسخرية منه، بل أدارت دفة الهجوم والسخرية والتهكم مباشرة إلى السودان..!! ** لايجب نقل ما جاء بالبرنامج، ولا التلميحات الكريهة التي ظل يكررها معده ومقدمه بمياعة قد تثير غيرة راقصات بلاده..فالحلقة – بكل ما فيها من صياعة – متداولة في المواقع الإكترونية، وتثير إستياء مشاهدها.. صدى استياء الجالية السودانية بمصر وصل إلى السيد البدوي، فوعد قيادتها وبعض أفراد السفارة بالإعتذار عبر ذات البرنامج في حلقته التالية، وهكذا هم مع السودان والسوداني ( الأضينة دقوا واعتذرلوا)..ومع ذلك، بثوا برنامجهم وحلقته التالية أول البارحة، ولم يف السيد البدوي بوعد الإعتذار..وعليه، حسب الوعد الذي فات زمانه ومكانه بلا أعتذار، فالسيد البدوي رئيس حزب الوفد المصري ومالك قناة الحياة ( يكذب أيضاً)، أي (لايتسول فقط )..وهنا يجب التأكيد بأن تلك الحلقة وما فيها من – قلة ادب – لم تعد تثير الغضب ولا الحزن، لأنها مذمة أتتنا من فضائية صاحبها( يكذب ).. !! ** وبعد ذلك، أي بعد إساءة فضائيته الجهيرة للسودان وأهله وبعد عدم إلتزامه بوعد الإعتذار للسودان وأهله، سوف يأتي الدكتور السيد البدوي مرة أخرى إلى السودان ( متسولاً)..بجانب الأفدنة التي وافقت عليها الحكومة، للدكتور السيد البدوي مصالح تجارية بالخرطوم، ولذلك يتردد عليها كثيراُ..ولان الحكومة السودانية ( طيبة أوي)، تحسن إستقباله وضيافته وإكرامه..قريباً سيأتي، وربما يلتقي بالنائب الأول أو غيره، ثم يشرع في إجراء ت إستلام شهادة تخصيص ( المليون فدان)..وربما يعود ويطلق فضائية أخرى – أو إذاعة – يشرف حفل تدشينها طاقم السفارة و بعض سادة حكومة السودان، لتكون محطة إنطلاقة أخرى نحو إساءة (السودان وشعبه)..!!