يبدأ عمر البشير زيارة اليوم إلى اسمرا تستمر ثلاثة أيام للقاء الرئيس الأريتري اسياس أفورقي تخوفاً من فتح الجبهة الثورية لجبهة بشرق السودان بعد اعلانها وجود فصيل مسلح هناك، وإعلان مجموعات من أبناء الشرق بما فيهم مسؤولين في المؤتمر الوطني استعدادهم لحمل السلاح . وربطت مصادر دبلوماسية بين الموقف الرسمي للخرطوم الداعم لبناء سد النهضة الأثيوبي ومحاولة ارضاء اسمرا واللعب على التناقضات بين الجارتين العدوتين ، فيما أعلنت المعارضة الإريترية عن اعتقال عدد من عناصرها في ولاية كسلا بواسطة السلطات السودانية في خطوة وصفت بأنها ( عربون من البشير لأفورقي ) لاحتواء أي غضب اريتري محتمل . ونقلت وكالة السودان للأنباء ( سونا ) أن البشير يبحث في العاصمة الإريترية اسمرا، مع نظيره أسياسي أفورقي مسار العلاقات الثنائية وسبل تعزيز التعاون المشترك بين البلدين، ويرافق البشير كل من بكري حسن صالح وزير رئاسة الجمهورية، وعلي كرتي وزير الخارجية، ومحمد عطا المولى مدير جهاز الأمن والمخابرات الوطني. وتستمر الزيارة ثلاثة أيام، وربطت مصادر دبلوماسية بين زيارة البشير إلى اسمرا، والموقف الرسمي الداعم لأثيويبا في عملية بناء سد النهضة، وهو موقف قد يجلب له غضب اريتريا، ويدخل البلدان في قطيعة استمرت 15 عاماً، تخللتها حرباً شرسة استمرت أكثر من عامين وقتل خلالها مئات الألاف من الجانبين، ولا تزال العلاقة متوترة منذ عام 1998، وكان موقف الخرطوم قد سبب توتراً ايضا مع مصر، وتسعى للاستفادة من الصراع بين أديس أبابا واسمرا لوقف بناء السد الذي اثار مخاوف القاهرة، وهو ما دفع مصر لدعوة المسؤول السياسي في الجبهة الشعبية للديمراطية والعدالة يماني قبر اب لزيارة مصر رسيماً، في محاولة لبناء تحالفات في البحر الأحمر والقرن الأفريقي خاصة بعد موقف حكومة البشير، وهو ما اعتبرته مصر صفقة لها، وقال مراقبون ( إن القاهرة تسعى لدعم اريتريا في خلافها مع اثيوبيا من جهة، وهو ما يجعلها تصمت حال فتح الجبهة الثورية السودانية لجبهة في شرق السودان بدعم من اريتريا، وسبق أن أعلنت الجبهة المسلحة أن لديها وحدات في شرق السودان، كما أعلنت عدد من فصائل مؤتمر البجا قبل أشهر رغبتها في الانضمام إلى الجبهة الثورية، والعمل من أجل اسقاط النظام) ، وأضاف المراقبون ( هناك عامل آخر يضاعف من قلق البشير، وهو إعلان عدد من نواب البحر الأحمر استعدادهم للتمرد ضد المركز والخروج من هيمنة وعنصرية نخبة مثلث حمدي) ، ولا تستبعد المصادر وقوف والي ولاية البحر الأحمر محمد طاهر إيلا وراء هذه التحركات ، ويذكر ان إيلا كان قد زار اسمرا الشهر الماضي وشارك في احتفالات استقلال اريتريا على رأس وفد رفيع من حكومته ، كما ظل تلفزيونه يبث الاحتفالات باستمرار). وفي سياق ذي صلة رشحت تقارير عن اتهامات خفية من اسمرا للخرطوم بدعم التحركات الأخيرة ضد اسياس أفورقي، والتي أدت إلى اعتقال عدد من القياديين والوزراء الاريترين بتهمة التخطيط لقلب النظام، وهو ما دفع البشير ومسؤول أمنه محمد عطا، ووزير دفاعه عبد الرحيم محمد حسين إلى زيارة اسمرا عقب المحاولة في يناير الماضي، ولم تستبعد مصادر دبلوماسية محاولة الخرطوم اختراق للمجموعة المتحركة ودعمها ، إلا أن ذات المصادر تشير إلى وجود قيادات رفيعة، متهمة في المخطط لا تتوافق في توجهاتها مع نظام البشير، وهو ما يرجح عدم علمها بمحاولات اختراق البشير لها من وراء ظهرها. وفي ذات السياق أكد قيادي في حركة اريترية اسلامية معارضة الاربعاء ان السلطات السودانية تحتجز ثماني معارضين في منطقة حدودية بين البلدين . وقال قيادي في حركة الاصلاح الاسلامي الاريتري ان المعارضين الثمانية ( احتجزوا السبت في مدينة كسلا وقرية ود شريفي القريب منها) ، موضحا انهم ( من الجناح العسكري للحركة وبينهم ابو العباس رئيس الجناح) ، واضاف ان ( أفراد الامن السوداني اخذوهم بعد ان طوقوا منازلهم ومنذ ذلك الوقت لم يتصلوا باسرهم ونحن قلقون على مصيرهم) . فيما اعتبره المراقبون (عربوناً) من عمر البشير لزيارته أسمرا .