فرّ خمسة وخمسون صحفياً من 21 بلداً من أوطانهم بسبب العنف والسجن والتهديد بالقتل خلال العام الماضي، وفقاً لتقرير جديد أصدرته لجنة حماية الصحفيين. يسلط هذا الاستقصاء السنوي الضوء على محنة الصحفيين الذين أُجبروا على الفرار إلى المنافي من بعض البلدان الأكثر قمعاً في العالم، والذين ساعدتهم لجنة حماية الصحفيين خلال الأشهر الاثني عشر الماضية، ويصدُر التقرير هذا العام احتفالاً باليوم العالمي للاجئين في 20 يونيو/حزيران. وكانت البلدان التي فرّ منها أكبر عدد من الصحفيين هي إيران والصومال، يتبعهما إثيوبيا وسوريا وإرتيريا، وبلدان أخرى. وقالت ماريا سالازار فيرو، منسقة برنامج مساعدة الصحفيين في لجنة حماية الصحفيين، "يُضطر صحفيون من جميع أنحاء العالم إلى مغادرة أوطانهم للنجاة من القمع والسجن وحتى الموت أحياناً. وعندما يفرّ الصحفيون، فعادة ما يؤدي غيابهم إلى إضعاف الوسط الإعلامي المُحاصَر الذي يصارع أصلاً كي يوفر تغطية إعلامية مستنيرة حول القضايا الحساسة". وأشار الصحفيون الذين ساعدتهم لجنة حماية الصحفيين إلى خشيتهم من العنف بوصفها السبب الأكبر لفرارهم. وكانت سوريا هي البلد الأشد فتكاً بالصحفيين خلال عام 2012، حيث لقي 28 صحفياً على الأقل مصرعهم بسبب عملهم، وفقاً لأبحاث لجنة حماية الصحفيين. وثمة مستوى مرتفع من العنف أيضاً في المكسيك حيث يواجه الصحفيون ممارسات ترهيب وتهديدات بالقتل إذا لم يلتزموا بالرقابة الذاتية، وفي منطقة شرق أفريقيا حيث ساعدت لجنة حماية الصحفيين 18 صحفياً ممن فروا من أوطانهم منذ 31 مايو/أيار 2012. وفي أرتيريا، وهي البلد الأكثر سجناً للصحفيين في أفريقيا، كان العديد من الصحفيين الفارين قد احتُجزوا بما يتنافى مع القانون دون توجيه اتهامات ضدهم ودون محاكمة. ويواجه الصحفيون خطر السجن أيضاً في إيران، حيث شنت السلطات حملة قمع ضد حرية التعبير خلال الفترة التي سبقت الانتخابات. الصحفيون الذين يتمكنون من النجاة من العنف والتهديدات والسجن في بلدانهم، لا يعثرون بالضرورة على ظروف معيشة أفضل في المنفى. فالعديد منهم لا يتمكنون من الحصول على تأشيرات دخول إلى البلاد المضيفة، ويستغرق الأمر أحياناً عامين كي يتمكنوا من تقديم طلب لجوء، وكثيراً ما يواجهون الوصم حالما يصبحوا لاجئين، ويواجهون أحياناً التهديدات ذاتها التي دفعتهم للفرار من أوطانهم في المقام الأول. وحتى عندما يتمكن الصحفيون من بناء حياة جديدة ناجحة في بلد جديد، فإنهم يعانون من آثار نفسية سلبية. وقد تمكّن نحو خُمس الصحفيين المنفيين فقط من مواصلة العمل في مجالهم. وقالت ماريا سالازار فيرو، "يمكن للمنفى القسري أن يحطم حياة الصحفيين وحياة عائلاتهم". يعمل برنامج مساعدة الصحفيين التابع للجنة حماية الصحفيين مع منظمات أخرى من أجل تعظيم أنشطة الدعوة والدعم اللوجستي والمالي، وكي يتمكن بالتالي من مساعدة الصحفيين على الوصول إلى مكان آمن واستعادة الاستقرار لأوضاعهم وكسب عيشهم.