اعتبر نظام البشير ما حدث في مصر من تطورات سياسية كبيرة ( أمراً داخليا) في توصيف يعكس انتهازية النظام وعدم مبدأيته في وقت ألغيت فيه زيارة البشير إلى القاهرة المقررة لها امس الخميس للقاء الرئيس السابق محمد مرسي. واكتفى النظام ببيان مقتضب من وزارة الخارجية، نشرته وكالة السودان للأنباء ( سونا) ولا يحمل أي توقيع لمسؤول ( ما تم في مصر اليوم أمراً داخلياً يخص شعبها ومؤسساته القومية وقياداته السياسية )، وناشد كافة الأطراف في مصر إعطاء الأولوية للحفاظ على استقرار وأمن مصر وسلامة ووحدة شعبها وتفويت الفرصة على المتربصين بها. وجددت وزارة الخارجية في بيانها لها حرص (السودان على العلاقات الأخوية الأزلية القائمة بين البلدين والالتزام بتطويرها والارتقاء بها لمصلحة) الشعبين الشقيقين. واعتبر مراقب سياسى البيان الخجول (يعكس انتهازية النظام وتملقه ، حيث كان نظام البشير أول من احتفى بسقوط الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك، ثم قدم دعماً مباشراً لجماعة الأخوان المسلمين للوصول إلى السلطة في مصر لتكتمل دائرة سيطرة الإسلام السياسي في المنطقة برعاية قطرية ووصاية أمريكية). إلى ذلك باتت زيارة عمر البشير إلى القاهرة ملغية عملياً بعد أن تحدد لها الخميس للقاء رصيفه الرئيس المعزول محمد مرسي العياط، وكانت فرق من مراسيم القصر الجمهوري وصلت القاهرة قبل بضعة أيام ، إلا أن الأحداث عصفت بالزيارة). ويتوقع مراقبون أن يغير البشير من تكتيكاته بادعائه تدرجيا أنه كان داعماً للتغيير في مصر، مثلما غير من مواقفه تجاه الكويت التي احتفل باحتلال نظام الرئيس العراقي السابق لها . وحرصت جل صحف الخرطوم على الخروج بعناوين متشابهة لوصف الانتفاضة الشعبية في مصر وانحياز الجيش إلى الشعب بأنه (إنقلاب عسكري)،وهو ما يمثل توجه نظام البشير الحقيقي الذي يريد التحدث بلسانين ، عبر وزارة خارجيته (دبلوماسياً) تفادياً لحرج الرفض ، وفي ذات الوقت تأييد مرسي، وتركت الأجهزة الأمنية الأمر للصحف لتعبر عن مواقف النظام الحقيقية، وهي غضبها على عزل الأخ مرسي، وجماعته، وفشل أخونة الدولة واتمام عملية التمكين شمالاً وجنوباً، ومن أبرز العناوين كانت ( الأخبار ).. الجيش المصري يعزل الرئيس ويعطل الدستور.. (الجريدة ) الجيش يقيل مرسي ويعلق العمل بالدستور…( ألوان ).. مصر.. الجيش يطيح بمرسي واعتقال قيادات الاخوان…(المجهر السياسي ).. انقلاب عسكري في مصر يطيح بالرئيس(محمد مرسي)…(الخرطوم) عدلي منصور رئيساً لمصر بامر الجيش.. (الأهرام اليوم:) ( الصحافة ).. الجيش المصري يعزل مرسي ويعطل الدستور الجيش المصري يعزل مرسي و (المحروسة) تهتز… ( الرأى العام).. الجيش المصري يطيح بمرسي، إلا أن صحيفة واحدة شذت عن ذلك ، وهي صحيفة ( المشهد الآن) التي قالت .. مصر.. الجيش ينتصر للارادة الشعبية.