الثلاثاء 25 يناير 2011م….. طالعت في مجلة نخبة السودان الألكترونية، مقالاً، تحت عنوان : (السجون..وفيات.. واكتظاظ.. وافتقار لعنابر عزل الأمراض المعدية)، ووجدت فيه، ما يشيب له الرأس!!!!!!، فقد سردت كاتبة المقال قصة سجين يدعى (عبد المهيمن عبد الله) توفي بسجن كوبر!!!!!!، حيث أوردت “… إلا انه ظل بين أسوار السجن حتى داهمه المرض وظل يعاني لمدة طويلة إلى ان أسلم الروح لبارئها صباح الأحد التاسع من مايو الماضي، وبعد ثلاث سنوات قضاها داخل السجن، لينضم إلى قائمة خمسة من نزلاء السجن وافتهم المنية خلال شهرين “. لم أصدق عيني ما قرأته حين ذكرت كاتبة المقال (تهاني عثمان) ” وفي ذات الحين نجد ان السجون في السودان عبارة عن مبانٍ اثرية يتبع بعضها إلى هيئة الآثار، مما ساعد على تردي بيئتها الصحية إلى ان شكا مديرو السجون من التردي والاكتظاظ، وكانت من قبلهم قد اعلنت الادارة العامة للسجون عن كشف احصائي عن نسب وفيات السجناء بسجن كوبر لعام 2009م وحتى الربع الأول من عام 2010م التي بلغت “12″ حالة وفاة كانت منها «5» حالات اصابة بالسرطان و«3» حالات ايدز واثنتان بالأزمة، واصابة واحدة باليرقان، وواحدة بالسل الرئوي. “. والشئ الذي أثار دهشتي، وأصابني بالغثيان هو أن بعض السجون يتبع لمصلحة الآثار!!!!!!!. وتحيرت في ذلك حيرة شديدة جداً، وأحسست أنني لا أستطيع أن أفهم هذا الجزء!!!!!!!، وتساءلت، ولماذا تتبع السجون لهيئة الآثار؟؟؟؟ ولماذا يتبع المساجين للإدارة العامة للسجون؟؟؟؟ وما هو تحديداً، دور الإدارة العامة للسجون في هذه السجون التي تتبع لهيئة الآثار؟؟؟؟ وما هو دور هيئة الآثار في السجون التي تتبع لها؟؟؟؟؟ وما هي طبيعة العلاقة تحديداً بين الاثنتين؟؟؟؟ وكيف تفصل المسئوليات بينهما؟؟؟؟ وكيف يحدث التنسيق ؟؟؟؟ وعلى أى الأسس يتم ذلك؟؟؟؟؟ هل هي علاقة ندية، أم تكاملية، أم لا توجد علاقة من الأصل؟؟؟؟؟ فمثلاً، هل تنفق مصلحة الآثار على الصيانة بالسجون وتتكفل بها، وتقوم إدارة السجون بالإشراف فقط؟؟؟؟؟ أم هل تقوم الإدارة العامة للسجون بكل المسئوليات؟؟؟؟ أم أن كامل المسئولية تقع على عاتق هيئة الآثار؟؟؟؟ ألهذا السبب نجد أن بعض السجون تتداعى وتتهاوى دون أن تحرك الإدارة العامة للسجون ساكناً ؟؟؟؟ أم……؟؟؟؟؟ ولما…..؟؟؟. أحسست أن رأسي يكاد أن ينفجر وأن الأسئلة المبهمة تتوارد على رأسي تباعاً دون أن أضع حداً لها، أو أستطيع أن أجد الإجابات!!!!!!. وأصابني الخوف في مقتل من الأحصائيات المخيفة التي وردت بالمقال، فمن شهر مارس إلى مايو توفي عدد خمسة سجناء!!!!!!. وواصلت قراءة المقال إلى “…. وعن الجوانب الصحية داخل السجن اضاف مفصلاً ان بيئة السجن متردية، وانه يفتقر حتى لسيارات الاسعاف، وانه غير مؤهل، لا سيما انه يعتبر سجناً قومياً. مع انه يفتقر لعنابر التصنيف التي تمثل الاساس للعملية الاصلاحية، ويفتقر لعنابر عزل اصحاب الامراض المعدية، في وقت يبلغ فيه عدد نزلاء السجن 1284 نزيلاً مع ان سعته لا تتجاوز ال 800 نزيل، وأغلبهم يفترشون الارض. هذا عن وضع سجن أم درمان للرجال “. اعتصر قلبي الحزن والآلم!!!!!!، وتآسيت أسى شديداً لحال السجناء بالسجون القومية وغيرها، من جراء الأحوال المتردية للسجون!!!!!!. وواصلت القراءة إلى “… ونجد ان السجون تكون بيئة خصبة لانتشار الأمراض المعدية، فمثلاً مرض اليرقان نجد ان أحد أنواعه معدٍ ينتقل عن طريق التبرز، وينتقل بالمخالطة باعتباره مرضا فيروسيا، مما يتطلب ان تكون المراحيض نظيفة، مع التأكيد على نظافة الاكل وأوانيه ونوعية غذاء خاصة لمرضى اليرقان، وكذلك أمراض التايفويد، ومع اكتظاظ السجون بالنزلاء وتردي الوضع البيئي والصحي بالسجون مع ضعف الوجبة الغذائية، نجد ان ذلك يسهم وبشكل مباشر في انتشار وتفشي الأمراض “. من خلال المقال، تأملت للحال المزري للسجناء، رغم أنني ليست بعيدة الذهن عن معظم ما ورد به!!!!!، وقلت في نفسي، إن هذا تهييج وتذكير بالمواجع، وتأكيد بعدم إنسانية السجناء التي أحسستها وشعرت بها!!!!!!، الأمر الذي يجعلهم لا يندرجون تحت تصنيف البشر والأدميين!!!!!!، وإلا لوجدوا المعاملة التي يستحقونها!!!!!!، ولكنهم غير ذلك!!!!!، ولا أعرف إلى أي شئ ينتمون، للحيوانات أو الحشرات أو الأسوأ من ذلك!!!!!، فهم في حال من العدم، واللا شئ، نكرة، نتجاهلهم وننكر وجودهم، ولا نهتم إن مات بعضاً منهم أو كلهم!!!!!، فمن يهتم لهم!!!!!، وربما، شكلوا عبئاً وهماً، إدارياً ومالياً لا قبل للسلطات المختصة بها، وقد يكون في موتهم راحة لهم!!!!!!. وأستدركت، أن هناك أموال تدر من ورائهم واستثمارات ناجحة تُبنى على أكتاف السجناء!!!!!، وأن أسرهم تحمل عنهم احتياجاتهم المادية والغذائية!!!!!!!، فأي عبء يشكلون!!!!!، وأي ميزانيات تنُفق عليهم!!!!!!، فهم يستحقون أن يقدم لهم صوت شكر وتقدير، لا أن يجابهوا بحالة من النكران والإنكار!!!!!!!. أحسست أن صدري ضاق من كثرة التفكير، بحيث لم أستطيع التنفس، وقلت في نفسي، حسبي الله ونعم الوكيل!!!!!!.