[email protected] حج الرئيس البشير بيت الله هذا العام طالباالرحمة والمغفرة,وأصطحب معه عددا كبيرا من كبار الضباط وكبار المسئولين وغير المسئولين. كان حجا مجانيا ككل عام, لم يدفع فيه أحدهم جنيها واحدا مثل بقية حجاج الله العاديين الذين دفعوا الملايين من حر مالهم,إبتغاء مرضاته,نسأل الله لهم القبول. رجع البشير وضباطه ومسؤليه وهم مسرورين يباركون لبعضهم الغفران المجاني الذي أعتقدوا-ضمنا- أن الله قد كتبه لهم,فهم قد طافوا بالبيت مثل الجميع ,ووقفو بعرفات مثل الجميع… أدوا لله ماعليهم ,وعلي الله أن يؤدي ماعليه,,,هكذا حسبوها,,تعالي الله علوا كبيرا. تري إن كان الله يغفر بهذه البساطة لمن قتلوا الشباب في المظاهرات الاخيرة وأمرو باطلاق الرصاص الحي علي صدورهم وظهورهم,,فلماذا لم يغفر الله منذ الازل حتي الان , لإبليس الذي ماقتل في حياته أحدا,وإنما انحصر دوره في الوسوسة فقط؟كما قال الله عنه في محكم تنزيله:(وماكان لي عليكم من سلطان الا ان امرتكم فاستجبتم لي فلا تلوموني ولومو أنفسكم). مافعله البشير وضباطه الحجاج الميامين, يذكرني بصديقي في الطفولة والذي كان عندما يفعل شيئا خاطئا- باعتقادنا- ونوبخه عليه بقولنا إن الله سيدخللك النار إن فعلت كذا),كان بمنتهي البساطة يقول:(ولماذا يدخلني الله النار,فأنا عندما أنتهي,فقط سوف أقول :إستغفر الله العظيم!!!). كان يعتقد-ببراءة الاطفال-أنه أذكي منا ومن الله!!! الطريف أن احد اصدقاء الفيسبوك عندما ذكرت له هذه القصة علق قائلا بسخرية مريرة:(قطع شك صحبك ده بقي كوز),فيالهوان الاسلاميين في السودان ويالحقارة الدرك الذي وصلو اليه. مافائدة الحج والصلاة في الحرم ودماء الشهداء مازالت لم تجف بعد؟أيعتقدون أن الوضوء بماء زمزم سوف يزيل أثارها من اياديهم؟!! مافائدة دعاء الرئيس وحاشيته,ودعوات الامهات المكلومات هي الاوفر حظا بالقبول؟!! أهي عقدة الذنب التي يخشون الاعتراف بها ويريدون أن يتحرروا منها بحجهم هذا؟أم أن الامر مجرد قضاء إجازة مجانية مدفوعة التكلفة من المال السائب؟أم تراه مجرد رياء وسمعة؟!! هل تحتاجون ياسادة لمارتن لوثر أخر ليعلمكم ان عصر صكوك الغفران قد أنتهي؟! وأن الحج ليس غفرانا أوتوماتيكا من الله يمنحه لحفنة ضباط قاتلون, بهذه البساطة , حتي لو طافو حول بيته سبعين مرة!! أنسي هؤلاء المتأسلمون ان الله طيب لايقبل الا طيبا,ام نسوا كلمات رسول الله الخالدات (صلي الله عليه وسلم) عن الرجل الأشعث الأغبر يمد يده إلى السماء : يا رب ! يا رب ! ومطعمه حرام ومشربه حرام وملبسه حرام وغذي بالحرام فأنى يستجاب له؟!! إذا نسوا أو تناسو هذه الكلمات فليتذكرو هذه:(قال رسول الله صلى الله عليه وسلم): إذا رأيت الله يعطي العبد من الدنيا على معاصيه ما يحب فإنما هو استدراج، ثم تلا قوله تعالى:{ فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَاب كُلِّ شَيْء حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَة فَإِذَا هُمْ مبلسون). والله العظيم حرام ان تتنجس الاراضي الطاهرة بالاقدام القذرة,ولكنها حكمة الاستدراج التي ذكرها الله تعالي وهو الحكيم العليم,والذي اقتضت حكمته ايضا انه لابد لليل ان ينجلي ولابد للقيد أن ينكسر. طبيب بالصحة النفسية /السعودية