جاء السودان كرابع أكثر الدول فساداً في العالم لعام 2013 ، بحسب مؤشر منظمة الشفافية الدولية المنشور اليوم 3 ديسمبر . ومن اجل تحديد تصنيفها السنوي تستند منظمة الشفافية الدولية الى معطيات تجمعها (13) مؤسسة دولية بينها البنك الدولي والبنوك الآسيوية والافريقية للتنمية والمنتدى الاقتصادي العالمي. وحذرت منظمة الشفافية الدولية من ان سوء إستخدام السلطة والتعاملات السرية والرشاوى تواصل تخريب المجتمعات حول العالم ، وان أكثر من ثلثي البلدان ال (177) في مؤشر هذا العام 2013 حازت على درجات أقل من (50) درجة – يتدرج المقياس من (صفر) إلى (100) – ، ومائة تعني أن البلد تُدرك بإعتبارها نظيفة جداً . وقالت هقنويت لابل رئيسة منظمة الشفافية الدولية ان أداء الدول الأفضل يكشف بوضوح كيف أن الشفافية والمحاسبية يمكن ان توقفا الفساد ، ولكن الدول الافضل لا تزال تواجه مخاطر فساد في تمويل الحملات الإنتخابية والسيطرة على الدولة والرقابة على العقود الحكومية الكبيرة. ودعت منظمة الشفافية المنظمات الدولية مثل مجموعة العشرين إلى إتخاذ إجراءات صارمة ضد غسيل الأموال وإعادة الأصول المسروقة وجعل الشركات أكثر شفافية ، وقالت رئيسة منظمة الشفافية ( لقد حان الوقت لإيقاف أولئك الذين يفلتون بممارسات الفساد ، ولسد الثغرات ونقص الإرادة السياسية لدى الحكومات التي تسهل الفساد داخل البلدان وعبر الحدود ، وحان الوقت للدعوة إلى تكثيف الجهود لمكافحة إفلات الفاسدين من العقاب ). وبحسب تقرير المنظمة لعام 2013 الصادر اليوم 3 ديسمبر فان أفضل البلدان في العالم على التوالي : الدنمارك (91 درجة) ، نيوزلندا ، فنلندا ، السويد ، النرويج ، سنغافورة ، سويسرا ، هولندا ، أستراليا ، كندا ، لوكسمبرج (80 درجة) . وأكثر البلدان فساداً في العالم على التوالي : الصومال (8درجات) ، كوريا الشمالية ، أفغانستان ، السودان (11درجة) ، جنوب السودان ، ليبيا ، العراق ، أوزبكستان ، تركمانستان ، سوريا ، اليمن (18درجة) . هذا وسبق وإحتل السودان المركز الرابع عام 2012 بعد أفغانستانوكوريا الشماليةوالصومال . والفساد في السودان فساد مؤسسي وشامل يرتبط بكون السلطة الحاكمة سلطة أقلية ، تحكم بمصادرة الديمقراطية وحقوق الانسان ، وتحطم بالتالي النظم والآليات والمؤسسات الكفيلة بمكافحة الفساد ، كحرية التعبير ، واستقلال القضاء ، وحيدة اجهزة الدولة ، ورقابة البرلمان المنتخب انتخاباً حراً ونزيهاً . كما يرتبط بآيدولوجيتها التي ترى في الدولة غنيمة ، علاقتها بها وبمقدراتها بل وبمواطنيها علاقة ( امتلاك) وليس علاقة خدمة . وبكونها ترى في نفسها بدءاً جديداً للتاريخ ، فتستهين بالتجربة الانسانية وحكمتها المتراكمة ، بما في ذلك الاسس التي طورتها لمكافحة الفساد . ويجد فساد الانقاذ الحماية من رئيس النظام الذى يشكل مع اسرته اهم مراكز الفساد ، كما يتغطى بالشعارات الاسلامية ، ولذا خلاف ارتباطه بالمؤسسات ذات الصبغة الاسلامية كالاوقاف والزكاة والحج والعمرة ، فانه كذلك فاق فساد جميع الانظمة في تاريخ السودان الحديث ، وذلك ما تؤكده تقارير منظمة الشفافية العالمية وشهادات اسلاميين مختلفين. وحين تنعدم الديمقراطية ، لفترة طويلة ، كما الحال في ظل الانقاذ ، يسود أناس بعقلية العصابات ، ويتحول الفساد الى منظومة تعيد صياغة الافراد على صورتها ، فتحول حتى الابرار الى فجار ، واما أدعياء (الملائكية) فانهم يتحولون الى ما أسوأ من الشياطين !.