لجنة المسابقات بإتحاد كوستي تلغي مباراة النصر قلي وحي العرب    الشباب بطلاً لدوري الدرجة الثالثة بكوستي    والي شمال كردفان يزور صخرة دفاع الفريق القومي السوداني والمريخ العاصمي الاسبق بمنزله بحي القلعة بمدينة الابيض    شاهد بالفيديو.. تيكتوكر سودانية تحرض المغتربين على الزواج وتجاهل نسائهم.. تعالوا مصر وتزوجوا من الفتيات السودانيات المتواجدات فيها: (بدلعوكم ويعملوا ليكم الدلكة.. استمتعوا ورسلوا الصور والفيديوهات للزوجة الأولى)    حرب الكرامة: تحديات ما بعد تحرير الخرطوم واستعادة الدولة    شاهد بالفيديو.. تجار شارع "الحرية" بالخرطوم يستعدون لفتح محلاتهم التجارية بعد اكتمال الترتيبات وبدء وصول البضائع وأكثر من 80 تاجراً يعلنون جاهزيتهم للإفتتاح بعد أيام قليلة    عاجل..أنباء عن إصابة عبد الرحيم دقلو    شاهد بالصور.. الحسناء "هند" طليقة الفنان مأمون سوار الدهب تشعل مواقع التواصل الاجتماعي بإطلالة مثيرة    شاهد بالصورة والفيديو.. شباب مصريون يمازحون طفل سوداني داخل "االمترو" وضحكون معه والجمهور: (لا تلمونا في حب الشعب المصري بعد هذا المقطع)    شاهد بالفيديو.. تجار شارع "الحرية" بالخرطوم يستعدون لفتح محلاتهم التجارية بعد اكتمال الترتيبات وبدء وصول البضائع وأكثر من 80 تاجراً يعلنون جاهزيتهم للإفتتاح بعد أيام قليلة    شاهد بالفيديو.. تجار شارع "الحرية" بالخرطوم يستعدون لفتح محلاتهم التجارية بعد اكتمال الترتيبات وبدء وصول البضائع وأكثر من 80 تاجراً يعلنون جاهزيتهم للإفتتاح بعد أيام قليلة    شاهد بالفيديو.. تيكتوكر سودانية تحرض المغتربين على الزواج وتجاهل نسائهم.. تعالوا مصر وتزوجوا من الفتيات السودانيات المتواجدات فيها: (بدلعوكم ويعملوا ليكم الدلكة.. استمتعوا ورسلوا الصور والفيديوهات للزوجة الأولى)    ((مختار القلع يعطر أماسي الوطن بالدرر الغوالي)) – غنى للعودة وتحرير مدني وغنى لاحفاد مهيرة – الدوحة الوعد الآتي (كتب/ يعقوب حاج أدم)    الناطق الرسمي باسم قوات الشرطة: جواز السفر الإلكتروني السوداني غير قابل للتزوير    مطار بورتسودان يعلن عن تعرض رحلة متجهة إلى كسلا لرياح قوية أثناء الإقلاع    الفرقة السادسة مشاة تصد هجومًا جديدًا وتكبّد المعتدين خسائر فادحة في الفاشر    قرارات عاجلة للجنة المسابقات باتحاد كرة القدم السوداني    المباحث الجنائية المركزية ولاية الخرطوم توقف عدد من المتهمين بجرائم النهب بمحلية كرري    والي البحر الأحمر يُسجل زيارة للمدينة الصناعية ببورتسودان ويشّيد بمصانع دخلت دائرة الإنتاج    د.ابراهيم الصديق علي يكتب: إلى البرهان : من القولد إلى البطانة..    قرار جديد لكامل إدريس بتعيين 5 وزراء    دوري النخبة السوداني.. المريخ يتعثر ويتصدر    وسط شح في السيولة.. "الدولار" يلامس حاجز ال 3000 آلاف جنيه    3 طرق لإخفاء تحركاتك وخصوصياتك عن "غوغل"    أم درمان.. سيولة أمنية وحوادث عنف بواسطة عصابات    دراسة إسرائيلية تحذر من الحضور الخليجي في مصر والأردن    تيبو كورتوا: لقد سحقونا    بسبب أسعار البيض.. إدارة ترمب تقاضي كاليفورنيا    عاجل.. المريخ يكسب شكواه ضد مريخ الأبيض ويعود لصدارة دوري النخبة    تدشين حملة التطعيم ضد الكوليرا بمحلية سنار    تدشين حملة التطعيم ضد الكوليرا بمحلية سنار    السودان..ترتيبات بشأن مخطّط سباق الخيل لتمليك المواطنين شقق سكنية    قد يكون هنالك طوفان ..راصد جوي يُحذر من ظاهرة "شهيق الأرض": تغيرات كوكبية قد تهدد المياه والمناخ    السلطات في السودان تحبط محاولة مثيرة    وفد حكومي برئاسة والي ولاية نهر النيل يزور بعثة المريخ بعطبرة    الأرض تسجل رقماً قياسياً جديداً كأقصر يوم في التاريخ!    هبة المهندس مذيعة من زمن الندى صبر على الابتلاء وعزة في المحن    المباحث الجنائية بولاية الخرطوم تضبط متهمين إثنين يقودان دراجة نارية وبحوزتهما أسلحة نارية    حريق سنترال رمسيس بالقاهرة.. 4 قتلى واستمرار عمليات التبريد    حريق بالقاهرة يعطّل الاتصالات ويصيب 22 شخصًا    نانسي عجاج: لستُ من ينزوي في الملماتِ.. وللشعب دَينٌ عليّ    طاقة شيطانية".. شائعات مرعبة تطارد دمى "لابوبو"    مجموعة لصوص!!    بشرط واحد".. فوائد مذهلة للقهوة السوداء    بالفيديو.. شاهد لحظات قطع "الرحط" بين عريس سوداني وعروسته.. تعرف على تفاصيل العادة السودانية القديمة!!!    عَودة شريف    مصر تغلق الطريق الدائري الإقليمي بعد حوادث مميتة    قطَار الخَامسَة مَسَاءً يَأتِي عند التّاسِعَة!!    تركي آل الشيخ يُوجّه رسالة للزعيم عادل إمام بعد حفل زفاف حفيده    اداره المباحث الجنائية بشرطة ولاية الخرطوم تضبط شبكة إجرامية تنشط في جرائم النهب والسرقة بامبدة    مأساة في أمدرمان.. تفاصيل فاجعة مؤلمة    السودان.. الشرطة تلقي القبض على"عريس"    لماذا نستغفر 3 مرات بعد التسليم من الصلاة .. احرص عليه باستمرار    كيف نحمي البيئة .. كيف نرفق بالحيوان ..كيف نكسب القلوب ..كيف يتسع أفقنا الفكري للتعامل مع الآخر    السودان..قرار جديد لكامل إدريس    "أنت ما تتناوله"، ما الأشياء التي يجب تناولها أو تجنبها لصحة الأمعاء؟    رؤيا الحكيم غير ملزمة للجيش والشعب السوداني    شاهد بالفيديو.. داعية سوداني شهير يثير ضجة إسفيرية غير مسبوقة: (رأيت الرسول صلى الله عليه وسلم في المنام وأوصاني بدعوة الجيش والدعم السريع للتفاوض)    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ليلة عيد الاستقلال والخرطوم تغوص في أكوام القمامة!!
نشر في حريات يوم 04 - 01 - 2014


د. محمد بدوي مصطفى
[email protected]
ما أجمل شارع النيل ليلا وما أبدعه في هذا اليوم الأغر حينا ترى الشوارع والكباري في حلية بديعة وتتبدى للناظر دور الحكومة والمؤسسات وهي قد ازدانت بأنوار باهرة صفراء وحمراء تسر الناظرين. ما أحلى أهل بلادي بأثوابهم بشتى تشكيلاتها البهيّة، فهؤلاء أتوا في هذه الليلة من كل فج عميق ليحتفلوا ويحتفوا بعيد هو – دون شك – أهم أعيادنا على الاطلاق لأنه رمز لنضال وصمود هذا البلد المعطاء إذ أفنى فيه الأجداد والآباء جل دأبهم وعملهم ليكللوه برفع العلم في الأول من يناير 1956. سرت أنا وأسرتي بكل أفرادها وركبنا "الهايس" وغنينا مبتهجين بفرحة هذا العيد الذي هو أيضا ثمرة من ثمار والدنا د. بدوي مصطفى. إذ عمل هذا الرجل في السياسة مع حفنة من أصدقاءه كالأزهري، محمود ويحيى الفضلي والسيد على عبدالرحمن وأحمد السيد حمد. لقد جاد هؤلاء بالنفيس والغالي من أجل أن يروا هذا البلد مستقلا حرا من قبضة وتسلط المستعمر بعد أن نهش من لحمه ودمه وانفرد بنصيب الأسد في سرقة موارده وخيراته.
جلسنا بحدائق شارع النيل وكنا قد أحضرنا – ككل الأسر الجالسة هنا وهناك – من الأكل والشرب ما يحلّى هذه الليلة ويجعلها رحلة من أجمل الرحلات التي طالما تتوقنا أن ترى النور. أجتمع البشر من حولنا يلعبون الكشتينة ويغنون ويرقصون ويشربون الشاي والقهوة من أيدي أولئك النسوة ويطلقون الألعاب النارية في سماء النيل المتوهج حيث انعكست تلك الألوان على صفحته فازدانت وتحلت محتفية هي أيضا بنيل الاستقلال. لكنني يا أخوتي وبكل صراحة وشفافية ومع جمال هذا اليوم وبداعة الجلسة على ضفاف النيل صُدمت بهمجيتنا ورعاعتنا وقلة أدبنا نحن السودانيون. كيف؟ لا أدري كم من البشر قد تجمع على نجائل هذه الحدائق البديعة لكن تخيلوا أن كل الأسر والشبان والشابات القاعدين على ضفاف النهر الخالد كانوا يحملون الكثير الكثير معهم كالعادة في أكياس البلاستيك الشيطانية. أكلوا وشربوا وتسلوا وفي النهاية تركوا المكان الذي وهب لهم هذه اللحظات الجميلة يغوص في القمامة فغاص وجه السودان في يوم استقلاله في الزبل وصار سلة مهملات من طراز الإكس إكس إل. يا إلاهي، ما أقبحنا وما أبشعنا نحن السودانيون. غدت تلك الحدائق الغناء كوشة بحق وحقيقة. منظر تتقزز من العين ويخجل منه كل ذي ذوق وأدب رفيع. تخيلوا أنه في خلال سويعات ليلة هذا اليوم الأغر قلبنا حلية البلد ووجها الباسم الوحيد الذي يستقبل الغريب والقريب فرجة ومضحكة ومسخرة. أسمحوا لي أن أناشد من هذا المنبر السيد الرئيس عمر البشير ومعتمد الخرطوم أن يقننوا قوانين رادعة لهذا الجهل واللامبالاة بغرامات باهظة لكي نتعلم تحمل المسؤولية تجاه الوطن وتجاه انفسنا أولا. تعلمنا نحن السودانيون ألا نعمل إلا بالعقاب فمتى نتعلم أن نتقن الأعمال دون أن نعاقب؟


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.