[email protected] ربما الارقام اكثر صدقا في تجسيد حجم المعاناة لدي الشعب الجنوبي جراء الحروب التى خاضها الجنوبين تارة باسم الحرية وتارة اخرى باسم اشخاص جنوبين يلبسون قناعة حرية زائفة مزعومة خلفها مصالح شخصية ضيقة واخرى اجندة دولية خبيثة جعلت من دماء الشعب الجنوبي وسيلة رخيصة لبلوغ اهدافهم القذرة دون الاكتراث باي قيم انسانية فدعونا ننظرالى هذه الارقام المفزعة: في الحرب الاهلية الاولى والتي امتدت ما يقارب العقدين اي من 1955 الى 1972 دفع حوالى 500 الف شخص جنوبي حياتهم ثمنا لتلك الحرب وتشرد مئات الالاف من الجنوبين داخل السودان وخارجها ثم جاءت اتفاقية اديس ابابا وقبل ان يستفيق الجنوبين من اهوال تلك الحرب تشابكت عوامل عديدة على الواقع السياسي في السودان منها الصراع الجنوبي الجنوبي على السلطة و رجوع نظام مايو عن التزامها بمقررات اتفاقية اديس ابابا عاد الجنوبيين مرة اخرى الى مربع الحرب من عام 1983 الى عام 2005 وفي هذه المرة ارتفعت الخسائر الى اكثر من اربعة اضعاف فعدد الذين قتلوا من الجنوبين وصل حوالي 2مليون ونصف شخص وتشرد 4 اربعة مليون اخرين وتم استرقاق 200 الف شخص من قبل المليشات التابعة لنظام الخرطوم وفي الصراع الداخلي بين الجنوبين عام 1991 قتل ما يقارب 2000 شخص من المواطنين في بور ثم مات اكثر 200 الف شخص من المجاعة في انحاء مختلفة من جنوب السودان اما في ايامنا هذه بعد ان نال شعبنا في جنوب السودان استقلاله المجيد والمستحق باعتراف العالم اجمع بما فيهم اعداءنا ندخل في دوامة من العنف عديمة المعنى وتم اضافة اعداد جديدة من الضحايا المدنيين قتلوا بدم بارد بايدي جنوبية فقد قدر عدد الضحايا حتى الان بحوالي 1000 شخص وتشرد ما يقارب 300 الف شخص داخل و خارج البلاد اما بقية الشعب جنوبي فهم عائشين في رعب و خوف من المجهول. قد تتعدد التفسير للسبب التي ادت الى الحرب لكن النتيجة واحدة هو ان الذين يموتون هم جنوبيون والذين يرتكبون تلك الجرائم هم جنوبيون ايضا انهعار وعبث يجب ان يوقف فورا دون التمادى فلا احد يقبل زيادة في عدد الضحايا الابرياء الذين بسبب انانية افراد بعينهم يدفعون ثمنا باهظا في حرب لا ناقة لهم فيها ولا جمل كل الذين يرفعون السلاح فى وجه الدولة عليهم ان يدركوا انهم يحاربون المواطنين الجنوبين و ليس الدولة طالما ان الغالبية العظمى من الضحايا هم مدنيين عزل وكل من يرغب في السلطة يجب ان يدرك ان الشعب الجنوبي هو الحكم على صندوق الاقتراع ويحق للشعب ان يتبرا من اي شخص يتبنى القوة وسيلة للحصول على السلطة ويجب على الحكومة ان تدرك ان اتاحة الحريات ومرعاة حقوق الانسان و ضمان انتقال السلطة بالطرق السلمية هي صمام الامان لانقاذ التجربة الديمقراطية في الدولة الوليدة حتى لا تكون هناك ذريعة للتمرد على الدولة ولا تكون هناك عذر للتدخل الدولى السافر في شئوننا الداخلية0