رغم تعثر مفاوضات اديس أبابا التي تقودها منظمة الإيجاد في التوصل لوقف إطلاق نار بجنوب السودان منذ اشتعال الصراع قبل3 أسابيع, وارتفاع حدة القتال علي الأرض في محاولة من طرفي النزاع بجنوب السودان لتعزيز مواقفهما التفاوضية. إلا أن الأمل تجدد بإمكانية توقيع اتفاق وقف إطلاق النار بعد لقاء المبعوث الأمريكي ووفد وساطة الإيجاد بالدكتور رياك مشار نائب رئيس جنوب السودان السابق الذي يقود تمردا الآن ضد الرئيس سلفاكير, ومع تزايد الضغوط الدولية والإقليمية علي الطرفين, لكن لايبدو أن المفاوضات بين الطرفين لن تكون عملية سهلة بأي حال من الأحوال, ويزيد من تعقيدها الآن الغضب والمرارات والأحقاد التي ولدها الصراع الأخير في صفوف الطرفين, وتعنت كلا الطرفين, وإن كان سير المعارك والواقع علي الأرض يؤكد أن أيا من الطرفين لايستطيع إحراز إنتصار كاسح علي الآخر, وأن المعارك بينهما كر وفر. وتسود حاليا توقعات بشأن قرب انفراج الأزمة رغم تعقيدات الوضع العسكري والأمني والسياسي والإنساني, وامكانية التوصل لاتفاق سلام يبقي هشا مالم تحل القضايا الحقيقية, ويتفاءل الكاتب الصحفي الجنوب سوداني أتيم سايمون بإمكانية إعلان الرئيس سلفاكير في خطابه اليوم عن تقدم إيجابي في المباحثات, والتوقيع علي وقف الأعمال العدائية, وإطلاق سراح القيادات المعتقلة, والتي أصبح يطالب بها ليس فريق مشار وحده, بل أصبح مطلبا دوليا, لمجلس الأمن والولايات المتحدة ودول الإقليم, مشيرا إلي ضغوط مكثفة مورست علي الطرفين من قبل الإقليم والعالم, وأنه قد يكون لها مردودها قريبا. ومن جانبه يري إدوارد لينو القيادي البارز بالحركة الشعبية ورئيس الاستخبارات السابق ضرورة وقف الحرب فورا, مشيرا إلي استمرار مواجهات عنيفة جدا بين الطرفين في بانتيو وملكال وبور, وإلي تزايد حدة الأزمة الإنسانية الناجمة عن الصراع. يقول عشرات الآلاف من المواطنين يعانون.. والقتل مازال مستمر والمعاناة كبيرة جدا تفوق الوصف وجهاز الدولة التنفيذي أصابه الشلل…الحل علي مائدة المفاوضات, وإذا ماجلس الطرفين فسيتوصلون حتما إلي حلول, ولابد من إطلاق سراح المعتقلين لانظلاق عملية التفاوض. بينما قال مسئول في حكومة الجنوب الوضع العسكري الآن للحكومة جيد, استعدنا بانتيو وفي طريقنا لاستعادة بور آخر معاقل المتمردين, لن نحل الأمور سلميا مع من يريدون السلطة بالقوة, المفاوضات لم تفشل.. لكن شروط المتمردين غير مقبولة. ومن جانبه يقول أكول بول عضو المكتب السياسي للحركة الشعبية الحزب الحاكم بالجنوب: مازلنا نناقش في مفاوضات أديس أبابا وقف العدائيات وسنحرر بور قريبا من قبضة المتمردين, والقيادات المعتقلة التي يطالبون بإطلاق سراحها كشرط للتفاوض هي عناصر متورطة ومتهمة في عمليات القتل الجماعي التي تمت وبالاعتداء علي مؤسسات الدولة, وسوف يخضعون للتحقيق والمحاكمة وفق قوانين الدولة, ورغم ذلك نحن مستعدون للحل السلمي وإصدار عفو عام عن المتمردين والسماح له بالعودة إن هم استنكروا التمرد الذي قاموا به والأعمال الإجرامية التي ارتكبوها, لكن عودتهم إلي السلطة أمر مستحيل. ويري الحاج وراق الكاتب الصحفي السوداني أنه يتوقع رضوخ الطرفين للضغوط الدولية والإقليمية الكثيفة, لكن تظل القضية أن الصراع حول السلطة والمصالح الشخصية الضيقة والانحيازات القبلية فقط, في وقت تغيب عن أجندة الطرفين قضايا التنمية.