البروفيسور عبدالرحمن إبراهيم محمد [email protected] قلبى تمزّقَ أشلاءً مبعثرةً من قسوةِ الألم وعقلى تصدَّعَ إذ غُيّبْتُ فى وجعى وفى سقمى يا ويحَ سودانَ عز تداعى مَهيضاً فاقدَ القيم فسآءلتُ نفسى هل مازلتُ إنسانا؟ أم جُرّدت من قيمى؟ ففيم صمتى إذاً؟ و عشيرتى تمتْ إبادتُها والكل تبكّمتْ أفواهُهم وظلّوا على صَمم وفيمَ السُكوتُ وقد لاذ الصغارُ بأجحارِ الزواحف وأركانُ الكهوفِ تكرّمتْ على أهلِ الإباءِ والشمَم يقتاتُون بالديدان وكالكواسرِ بالجرذان والأعشابِ كالبهم هُم أهلى أنا وللسودان أسيادٌ من سالف القدم و بأرضهم إحتمى الثائرُ المهديِّ إذ كَنفوه فى كرم فمالهم اليومَ فى الوديان حيرى بدائلُهم خياراتٌ بين الفناء والعدم والأنتنوفُ تهيلُ الموتَ أطنانا من الأثقال والحمم وجوفُ السماء تكوّر نيراناً تنداحُ ناشرة فيضاً من الرجم زخاتُ الرُصاص وداناتُ اللظى تترى براكيناً من شاهق القمم وإخواتى وأبنائى يُساقونَ للموت أوصالاً مقطعة ونتفاً من اللحم فها جسدٌ تكوّمت أطرافُهُ كُتلاً من الأعصاب والعظم وفكُ رضيع بثدى الأم ملتصقٌ ولهاتهُ برزتْ من داخل الفم ومخُ صبى بالطين مخلوط وقد حطَّ على الكرُاس والقلم وكعبٌ بالصخور ممزقٌ وأصابعٌ حُزّت من القدم وها عجزُ عروس وساقُ عريس تدلت من أفرع السَلم وإذا سألت كبيرَهم فيم الدمارُ؟ وفيمَ تقتيلُ العباد ؟ كَذَبوا وقالوا نورُ كتاب الله هاديهم! وهُم شُيّاعُ للظُلَم تجارٌ للحروب سماسرةٌ للرشاوى بيّاعُون للذمم ونحن بصمتنا هذا حتماً شركاءُ فى الجُرم بوسطن 17 يناير 2014.