[email protected] فجعنا جميعنا تقريبا حينما إنطفأ بدرنا وغاب عن سماء الوطن شاعر الشعب محجوب شريف فى الثانى من ابريل الجارى بعد معاناة وصراع ممتد مع المرض لم يفقد فيها عزيزنا بشاشته وإرتباطته الإجتماعية الحميمية التى عرف بها. وقد كان المشهد الخاص بوداعه بالغ الحزن والتأثير حين إحتشد الآلاف من بنات وأبناء شعبنا لإلقاء النظرة الأخيرة على جثمانه والحرص على المشاركة فى مراسم التشييع المهيب. كانت حياة شاعرنا المجيد حافلة بالعطاء بل كانت تجسيدا حقيقيا لمعانى الوفاء والتضحية ونكران الذات والإنحياز للشعب. وقد كانت سيرة شاقة مثل سيرة الأنبياء تحمّل فيها الشاعر الرقيق ما تحمّل سجنا وتشريدا وحصارا بكل صدق وجلد وتصالحا مع النفس والأهم من كل ذلك فقد تحملها ايمانا منه بمستقبل هذا الشعب فى ظروف بالغة الصعوبة والتعقيد. فى تقديرى إن الغياب الأبدى لشاعرنا الفذ يعد حدثا إستثنائيا فى حد ذاته، يستدعى التوقف والتأمل فى سيرته العظيمة وحياته التى ظل على الدوام يوظفها من أجل شعبه وأحلامه الكبيرة فى النهوض، ولذلك فهى قادرة على أن تلهمنا وأن تمنحنا القدرة والعزيمة على النضال من أجل مستقبل أفضل. كان إيمانه الخرافى بقدرات شعبه مبثوثة فى كل نصوصه الشعرية وكان بمثابة مدرسة قائمة بذاتها خاصة بغرس التربية الوطنية فى نفوس الأجيال والإنحياز لكل ما هو خير ونبيل. تعلمنا من محجوب ضرورة الإيمان بقدرات شعبنا ومدى تحضره وتماسك قيمه مهما إدلهمت الخطوب. إن الوفاء لذكرى محجوب شريف وفاءا للوطن ولشهدائه ولكفاحه الأبدى من أجل الحرية والكرامة، ويبقى عميق العزاء لأسرته الصغيرة ولنا جميعا على إمتداد الوطن سواء كان بمفهومه الجغرافى او المعنوى اللهم تقبل محجوب تقبلا حسنا وإشمله برعايتك وعطفك وعفوك بقدر ما إغدقت عليه من نعمة الموهبة الادبية العظيمة التى سخرها فى خدمة قضايا شعبه . إنا لله وإنا اليه راجعون.