حسن اسحق [email protected] أثير الكثير حول مجزرة بانتيو في ولاية الوحدة بدولة جنوب السودان،كان الضحايا تجارا وقعوا نتيجة الصراع الجنوبي الذي اندلع في النصف الاخير في جوبا الرئيس سلفاكير ونائبه السابق رياك مشار الذي يخوض حربا ضده في ثلاثة ولايات ،وتراوح اعداد الضحايا والنازحين مئات الالاف، وهناك من احتموا ببعثات الاممالمتحدة في جنوب السودان،ومن عادوا الي الولاياتالجنوبية للسودان يقدروا بعشرات الالاف،ومن لجأوا الي دول محازية لجنوب السودان كينيا ويوغندا واثيوبيا.والاتهامات هطلت كالامطار ان حركة العدل والمساواة تقوم علي مساعدة قوات سلفاكير في ولاية الوحدة وغيرها للقضاء علي مجموعة مشار التي تعتبرها جوبا متمردة وخارجة علي القانون،وتنفي قوات العدل مشاركتها في حربها ضد مشار.ماحدث في بانتيو من مجزرة نهاية الاسبوع الماضي ضد تجار من السودان،وتنفي قوات مشار باستهداف مدنيين،واكدت انهم قوات للعدل والمساواة يرتدون الزي المدني،وان المواطنين خرجوا من المنطقة منذ ان سيطرت قواته علي المدينة،وكان موت جماعي لحق بالتجار،واسر كثيرة في السودان اقامت سرادق العزاء في كردفان ودارفور والعاصمة ومدن اخري.ان تصريح الحكومة عن الاحداث الدموية جاء متأخرا،وكان عليها ان لاتصرح ايضا،كأن الذي حدث في بانتيو اعجبها،موت المئات تعتبره ضربة قوية لحركة العدل والمساواة،لكن ماذنب المدنيين من التجار الذين فروا من جحيم الخرطوم الي مقابر بانتيو الجماعية،في ظنهم الارض الجديدة افضل لهم الارض الام التي ولدوا وتربوا فيها،لم تقبلهم كبشر،وبحثوا عن اخري تستوعبهم كتجار ايضا رفضت وجودهم،فالموت قد يلاحق اي سوداني جنوبي او من الوطن الام حيثما رست قدماه علي ارض جديدة،مثلما حدث في ميدان مصطفي محمود بالقاهرة قبل تسعة اعوام،قتلهم الشرطة المصرية امام مبني الاممالمتحدة في القاهرة.ان لعنة الموت الجماعي باتت ثمة ملازمة قد تلاحقه في قريته ومدينته ومحل تجارته،وحتي المدن الامنة تحيط بها وساوس الموت المنتظر،وملائكة الانتقام يتحسسون بنادقهم ومسدساتهم في ظرف من الثانية،ويطلقونها تجاه اللامرغوب فيهم.ان الموت في جوباوالخرطوم ومدنها صورة تعكس اخفاق الحكام والنخبة الفاشلة في ادارة وترأس البلاد،والمواطن لا يأتي ضمن اولوياتها،فهو ضحية في زمن السلم والحرب،وفي زمن السلم يفتقد الي ابسط مقومات الحياة من صحة وتعليم،وفي فترة الحرب حياته تتدحرج نحو قاع الموت بسرعة مبالغ فيها،قد يقتل في الكنيسة والمسجد والشارع.