حمد مدنى [email protected] احد الاخوة الذين لم يعجبهم مقالاتنا الاخيرة التى نركز فيها على الفساد و الفاسدين ..؟؟ ارسل رسالة حادة يتطاير منها الشرر .. و تساءل لماذا اركز فى كتاباتى على الفساد و المفسدين .. و كانه لا يوجد شئ اخر يستوجب الكتابة و الحديث غير موضوع الفساد و المفسدين ..؟؟ و لماذا الاصرار على استحداث قانون للنزاهة لشاغلى الوظائف العامة .. ؟؟ و لماذا الحديث الدائم عن قانون من اين لك هذا .. ؟؟وختم مقالته بحدة شديدة قائلا : (لا يسال هذا السؤال – سؤال من اين لك هذا – الا رب العالمين .. و لا يحق لاى كائنا من كان ان يسال هذا السؤال للسيد الرئيس او مساعديه و مستشاريه او للسادة الوزراء و اعضاء البرلمان او اى مسؤل اخر لانهم نضيفين و متوضين و جابوا لينا الشريعة ( لم يقل المدغمسة ) .. ؟؟ و اردف قوله انه لا يحق لاحد ان يتدخل او ان يدس انفه فى شئون الناس الخاصة .. ؟؟ فما يملك المرء و ما يقتنى يعتبر من خصوصياته الشخصية و من المحرمات التى لا يجوز الاقتراب منها .. ؟؟ و الادهى من ذلك كما يقول الاخ : ( ان سن قانون من اين لك هذا يعتبر طاردا للاستثمار و منفرا للمستثمرين الذين اختاروا السودان مكانا ليستثمروا فيه .. ؟؟ بحيث انه لا علاقة بما يملك المستثمر فى بلده الاصلى من اموال منقولة وغير منقولة وما سيستثمره فى السودان . .) على حد زعم الاخ المنفعل .. و اظن ( و ليس كل الظن اثم ) ان صاحبنا من اولئك الفاسدين و قد مسه طرف السوط لذلك صار يتفوه بهذه الكلمات الصادمة و غير المسؤلة و التى تنم عن غيبوبة لا يعلم قائلها عواقب اى كلمة تفوه بها .. بل و لا يعرف ان قانون من اين لك هذا ليس من بنات افكارى و انما هو قانون اسلامى اصيل انشاه الخليفة العادل الفاروق عمر بن الخطاب رضى الله عنه .. بل و كان اول من تم تطبيق هذا القانون عليه هو عمر بن الخطاب نفسه عندما هم بالقاء خطبة الصلاة قائلا : السمع والطاعة .. فقاطعه احد الرعية قائلا: لا سمع ولا طاعة ( يعنى فيتو و حجب ثقة يا عمر بن الخطاب بلغة اليوم ) و لن نعطى الثقة الا بعد ان تخبرنا عن ثوبك الطويل الضافى الجديد من اين لك به و بهذا الطول .. ؟؟ لان القطع التى وزعت على الرعية كانت قصيرة لا تكفى غطاء لبدن المرء .. فما بالك بعمر الفاره الطول .. لا بد انك مختلس يا عمر .. و الا فاقنعنا و اخبرنا عن هذه النعمة التى ظهرت عليك فجاة ..؟؟ ابدى عمر بن الخطاب رضى الله عنه ارتياحه بسؤال المواطن البسيط و ابدى اهتماما شديدا به .. لم يعنفه و لم يقل له ليس من حقك ان تسالنى او ان هذا لا يعنيك و لا يعنى احد غيرك ايضا و انما هو حق رب العالمين فقط .. لم يقم رجال الامن بضربه و اخراجه من المكان ..؟؟.. بل وجد عمر نفسه فى مازق لم يخرجه منه الا عندما لمح ابنه عبد الله فاشار اليه بان يجيب على سؤال هذا المواطن ( الذى ادخل الخليفة فى ورطه و ادخله فى مازق ) بالاجابة المقنعة فقال عبد الله : ان ابى كما تعلمون طويل القامة والقطعة التى اعطيتموها له لا تكفيه فتبرعت له بقطعتى .. قمت باعطائه قطعتى .. ؟؟ اى نوع من النزاهة نحن امامه من الاب و الابن معا .. ؟؟ فكانت الاجابة الوافية التى بها يطمئن قلب المواطن لمن ولاه الامر.. الاجابة التى يطمئن بها الجندى للقائد و المواطن للمسؤل و المحكوم للحاكم .. و عندما اقتنع ذلك السائل بالاجابة على سؤاله قال لعمر : الان السمع و الطاعة ( يعنى ثقة و براءة يا عمر من شبهة الفساد ).. هل نستطيع فعل ذلك الان مع مدعى الاسلام و التدين اليوم .. هل يستطيع كائنا من كان ان يقول للمسؤل اى كان موقعه و اى كانت درجته الوظيفية من اين لك هذا من دون ان يزور بيوت الاشباح و ما ادراك ما هى .. ؟؟ قانون من اين لك هذا يعزز ثقة المستثمرين بان اموالهم و استثماراتهم فى ايد امينة .. و يعزز ثقة الناس باداء من يتولى مهام العمل العام و مسؤلياته السياسية و الادارية والاقتصادية و المالية و الاجتماعية و مساءلة كل من يخل بواجبات وظيفته .. كما انه يرسخ حرمة الاموال العامة و حمايتها من الاعتداء عليها و ينتج من ذلك من الحاق الضرر بالاقتصاد الوطنى .. و سيسد الطريق امام كل من تسول له نفسه التطاول على المال العام .. و يخضع للقانون كل من وردت شكوى بحقه حتى بشبهة فساد للتاكد من كسبه ان طرات اى زيادة غير طبيعية على امواله .. ؟؟ و لا تسقط سرقة و اختلاس المال العام بالتقادم اى يمكن فتح الملف باثر رجعى ما دامت الادلة موجودة ضد من افسد .. اى ان هذا القانون يشمل العاملين الحالين و السابقين الذين شغلوا منصبا عاما و هذا ما سيجفف منابع الفساد باثر رجعى و مستقبلى .. مما يعنى ان لا احد سيفلت من العقاب .. و لا احد سينعم باموال الشعب .. فمهما طال به الزمن سيرجع الحق الى اصحابه .. ؟؟ فلنتامل ما حولنا لنتعظ حتى من اولئك الانجاس فرئيس وزراء اسرائيل حكم عليه بالسجن لجريمة رشوة تقاضاه منذ ان كان رئيسا لبلدية منذ عشرات السنين .. و جاك شيراك حوكم و هو فى الثمانين من العمر على جريمة فساد عندما كان رئيسا لبلدية باريس قبل ثلاثون عاما .. و هذا و ذاك للاسف لا علاقة لهم بالدين الاسلامى .. فجريمة المسؤل عندهم لا تسقط بالتقادم لانها تعتبر من الكبائر فى حق من يتولى المسؤلية العامة ..؟؟ من اين لك هذا هو قاتون العدالة و الانصاف .. قانون حماية اموال الشعب السودانى من النهب الغير مسلح .. ؟؟ حماية الاموال من تغول السلطات على قوت الشعب السودانى و على مصادر رزقه .. فنحن شعب فقير و فقير جدا .. و دولتنا دولة فقيرة و فقيرة جدا ..وو بالرغم من ذلك فان بعضا منا يمتلك مصانع واموال منقولة وغير منقولة و شامخات القصور تقف شاهدا على ذلك .. ؟؟ و كل ذلك تم فى زمن وجيز هى فترة الانقاذ .. البعض لم يكن لهم من قبل باع فى التجارة و الاعمال بل كانوا موظفين فى اجهزة الدولة و بعضهم اساتذة جامعات بالكاد كان يكفيهم الراتب و بعضهم كانوا مغتربين فى الخليج مثلهم مثل باقى الكادحين هناك و يتقاضون راتبا شهريا مثل غيرهم .. و لو قضوا العمر كله هم و ابنائهم و عشيرتهم فى الخدمة و بدون ان يصرفوا قرشا من رواتبهم لما. حصلوا على 1% ما هم فيه و عليه الان .. فالسؤال البسيط لكل هؤلاء و اولئك هو من اين لكم كل ذلك من اموال منقولة و غير منقولة فى بلد زراعى يطلق على معظم اهله لقب مزارعين و رعاة .. فنحن مجتمع سودانى مفتوح و مجتمع صغير و مترابط و اى رائحة تفوح مهما كانت يشمها الجميع فلا شئ يمكن اخفاؤه فى هذا الوطن ؟؟ كلنا ابناء مزارعين و موظفين او رعاة مثلهم فكيف امتلكوا كل هذه الاموال المنقولة و الغير منقولة واساطيل السيارات .. ؟؟ لا تطالبوننا بالدليل فالدليل يخرج لسانه لنا فى السودان فكما كان جلباب عمر بن الخطاب اتى له بسؤال من اين لك هذا يا ابن الخطاب .. فالغابات الاسمنتية و اساطيل السيارات و الاراضى لمن يتقاضى راتبا شهريا تجلب معها سؤال من اين لك هذا .. ؟؟ الفاسدين من القوم لا يريدون قانون من اين لك هذا .. لانهم لا يريدون لنا ان نعرف من اين و كيف و لماذا تاتيه الاموال المنفقولة وغير المنقولة .. لانهم هم ناهبوا ثرواتنا .. و سارقوا املاكنا .. و بائعى مؤسساتنا الاقتصادية و مصانعنا الناجحة .. اعرفتم الان لماذا يعارضون ان يرى النور .. بل يمنعون اى سيرة او حديث لقانون من اين لك هذا .. ويمنعون حتى النشر..؟؟