نصوص للصديقة مها الرشيد (معاوية الصائم – حريات) مسخ …الملامح كان …. لم يكن حيوان .. ولكنه إنسان ……. ولكن من الداخل فقط . أما من الخارج . فعلى حسب قولهم كان حيوان . كان قبيح المنظر . لم تكن لملامحه أي صلة تقارب مع ملامح الإنسان . أرجله طويلة جداً .. يداه كبيرتان .. يحمل جلداً مشوها .. كان البعض يناديه (بأبو طويلة) والبعض الآخر (بأبو جنزير) . فهو مشهور بهذا (الجنزير) الذي لا يفارقه لحظة .. وهو يربطه في عنقه بإستمرار . ورغم قبح منظره وقذارته الخارجية .. ولكنه رقيق المشاعر .. مرهف الحس .. طيب القلب .. يعشقه الأطفال جداً .. حتى أصبح طفلاً مثلهم .. لم يكن أحد يعلم سبب قبح هذا الشخص . ولم يكن هو يتحدث بإتزان حتى يعرفوا حقيقته كان كثير الهذيان .. ويخاف من النار .. ولم يكن يحب الرجال .. كان يومه كله مع الفتيات وتظن الفتيات أنه شيء عجيب ومبروك وأن من تتحدث معه أو تعطيه طعام .. سيدعو لها بالنصيب وتتزوج .. إلى أن كان ذلك اليوم الذي اندلعت فيه حريقة . في إحدى منازل القرية .. وكان أغلبية رجال القرية في المزارع يفلحون الأرض .. لم يكن في القرية سوى (أبو جنزير) وبعض الأطفال الصغار .. فهب أبو جنزير لإانقاذ الحريق ووسط دهشة الجميع استطاع أن يطفيء الحريق وحده . أصبح أبو جنزير حديث القرية فكيف لا يخاف النار ؟ وكيف يطفيء الحريق وحده ؟ حتى جاء ضابط المركز لمعرفة ملابسات الحريق وحصر الخسائر .. وهنا كان التعارف لم يكن أبو جنزير سوى العسكري (محمد) الذي منح وسام الشجاعة لأنه استطاع إنقاذ كتيبة كاملة من الشرطة من الحريق في أحدى المعسكرات ولكن بعد أن أحرق كل جسده وأصبح عاجزاً كرجل .. بعد أيام قليلة من الحريق .. أختفى (أبو جنزير) من القرية .. بحث عنه الجميع .. ولكن دون جدوى … في أحدى القرى البعيدة ظهر درويش قبيح المنظر يقال أنه مبروك .. يعيش متسول طوال النهار يعشق الأطفال .. ويحمل جنزير في رقبته .. 08/03/1987 ************ (الم زحيح ).. 3 يناير، 2014، الساعة 12:43 مساءً (بتي ألمه زحيح )..هكذا قالت أمي وقلبها منشطر بين عيناها وهي تنظر الي ..لحظة ولادتي …لطفلي … وأحسست بذلك وأنا أره مسجي في دمه ..وقد تجمدت أطرافه علي حافة رصيف الشارع .. لم يولمني ذهابه بقدر ما..أقلقني سؤال ..؟ (هل رجف قلبه الصغير عند أمساك الملائكة بروحه …؟) هل خاف ..؟ هل برد …؟ أرتعب …؟ هل أفتقدني …أفتقد أخوته …؟ هل المه مرور الماره علي دمه …والتصاق دمه علي أحذية العسكر ؟…هل المه ذلك …أقلقني ذلك كثيراً… أه ….. أعلم أنك بامان هنالك … وهنا (يتقرحني )الشوق لك …كلما رنٌ جرس مدرستك الصباحي … للولادة أشكال متعدة من الالم … وكنت(( ذات الم زحيح ))… وهو ألم عميق …تسميه النسوة الكبار …بالزحيح …نسبة الي بطُء وقوته …ونعومته …وقسوته …يكون رحم المراة فيه …مسقط الالم الزحيح …يغزو كل جسدها بهدوء قاتل …ابتداء من أطرافها …ساقها …ظهرها …مؤخرة ظهرها …يزحف ليلتف حولها كثعبان قوي …..محوطاً رحمها بكل قسوة …تصرخ حلمتا صدرها …تنزف لبناً…ينشق رحمها …فستقط ماء الرحمة … تهلل النسوة الكبار بانها اشارة السماء …أشارة الولادة .. وكنت …وحدي … وحدي وألمي ..والله … لا احد … لا احد …يمكنه مشاركتك ذلك الالم … حتي رجلي من له الباع الاكبر فيما يجري داخل رحمي ….لا يستطع ..ولم يكن ليفهم …او ليساعد … يغلق الله الباب علي المراة لتكون …وحدها … لا شي يتوجها لتكون أم سوي المها …العظيم .. نكون صبورات ومابنا من صبر في اغلب الاوقات … وكبيرات …وقد كنا صغيرات حلم .. لحظة تخص النساء .. عندها تكون قريباً من كل شي …وبعيداً من الجميع … وحدك …والمك … يمر شريط حياتك بتفاصيله الدقيقية بكل يسر … تكون المراة اقرب الكائنات الي الله عندها … فيوصيها النسوة بصالح الدعاء …وقتئذ .. ومابين روحهما …وانزلاق الروح منها تكون اعظم شاناً واجمل ..وأقدس … وهويكابد في الخروج ….مسبباً لها ذلك الالم اللذيذ ..تمر لحظات كانها دهور … ولا تعي تلك اللحظة المقدسة سوى بتلك النسمة التي حدثنا عنها الله بانها نسمة من الجنة .. لحظة انعتاق روحه مني …وربط روحي به للابد …كانت الجنة بيننا …بين ساقي وبينه نهر الدم الصغير … شق صوته …الكون … بكي هو … وضحكت أنا … وأعلن الاله حضور روح …وتتويجي أم … ذلك الصغير ذو العينين من نور … وهذا الصباح …أراه مسجي …فوق دمائه …لزجة …متخنثرة من الخزلان …خزلان …الاباء لحظة سقوطه …خزلان الاخوة لحظة هروب …خزلان الوطن ..له …ولنا … وقتها كنت حرة … حرة من كل شي … فالخزلان أقسي الطرق الي الحرية …)) حرة… من خزلان البلاد لابني .. حرة.. من خزلان الشارع للاولاد … حرة.. من الدماء التي اخرجت طفلي ثم سالت علي رصيف الشارع حرة …من الامومة …وعندما تتحررالامهات من الامومة يكن قاسيات …وذات باس .. عندها تعرف البلاد الطوفان … الي الشهيد طالب الثانوي .. شهيد هبة سبتمبر 20013…الخرطوم ..