[email protected] بسم الله الرحمن الرحيم أثارت التصريحات التى أدلى بها وزير الخارجية على كرتى لوكالة سونا للأنباء يوم 4/8 /2014م والتى قال فيها أن الأوضاع فى ليبيا لم تصل لمرحلة إجلاء السودانيين العاملين بها، أثارت موجةً عارمةً من السخرية فى المواقع الإجتماعية فى ليبيا، فقد علق الليبيون قائلين( الظاهر البشير بايعهم) وآخرين قالوا( هو إحنا الليبيين بروحنا نبو نغادروها) إلى آخر التعليقات اللاذعة والتى إن دلت فهى تدل على إسترخاص حكومة الإنقاذ للإنسان السودانى وعدم إكتراثها لما يحدث له، وقائع لا تُعد ولا تُحصى تؤكد ذلك الإتهام، فى آسيا وفى أفريقيا وفى دول الخليج وفى أروبا فى كل أرض مهجرٍ قصده السودانيون. ليبيا الآن تضطرم فيها النيران بصورة غير مسبوقة، والليبيون يقتلون أنفسهم كما يتنفسون والجميع يُدرك حالة الفوضى التى تعم ليبيا هذه الأيام ولذا سارعت كل الحكومات التى تحترم شعوبها بإجلاء رعاياها، فدولة الفلبين وقبل أكثر من شهرين من اليوم سعت وبحسم وحرص كبيرين على إجلاء رعاياها الذين يُقدرون بعشرات الآلاف، أما الولاياتالمتحدة الأمريكية فقد فعلت العجب وهى تُبدى حرصها على إجلاء رعاياها إذ أرسلت حاملة طائرات رست قُبالة الشواطئ الليبية وأنزلت قوات المارينز داخل الأراضى الليبية ثم سيرت قوافل محمية فى الأرض بالمارينز وفى الجو بسلاح الطيران الأمريكى لتُجلى رعاياها وقرة عينها المواطنيين الأمركان وهكذا فعلت مصر وتونس والصين والجزائر، واُمرت البعثات الدبلوماسية المختلفة بواسطة دولها بمغادرة الأراضى الليبية، الجميع سعى بكافة الوسائل إلى إجلاء رعاياه ما عدا السودان الذى يُصرح بأن الأوضاع فى ليبيا لا تستدعى القلق، حتى مجلس الوزراء غير الموقر فى جلسته الطارئة أمن على حديث وزير خارجيته غير المسئول، ودليلنا على دحض أكاذيبهم هذه هو التدافع الدولى على إجلاء الرعايا، فهل كل هذه الدول تتوهم مجابهة مواطنيها للخطر لدرجة إجلائهم؟ ثم مابال جثث السودانيين المتناثرة اليوم فى المدن الليبية وتعرضهم للإضطهاد من الفصائل المتناحرة؟ أم هى مجرد تهيؤات؟. السودانيون فى الخارج يتعرضون للقتل ومصادرة الحقوق، المادية والإنسانية على حدٍ سواء، والدولة وسفاراتها لا تحرك ساكناً، حدثنى أحد الذين جاءوا فى إجازاتهم الصيفية من ليبيا إلى السودان وذلك قبل عدة أشهر من إندلاع الصراع الحالى بين الفرقاء فى ليبيا، أنه والسودانيين الذين كانوا فى طريقهم إلى الخرطوم على متن الخطوط الأفريقية قد صُودرت كل العملات التى كانوا يحملونها عن طريق التفتيش الذاتى دون أى مبررٍ وهى مدخراتهم كمغتربين، وعلمت لا حقاً أن تجريد السودانيين المسافرين إلى الخرطوم قد إستمر بعد تلك الحادثة وهى كما أسلفنا حصاد غربتهم فى تلك البلاد ليقنعوا فى آخر الأمر من غنيمة غربتهم بالإياب!!. هذه حكومة أُبتلينا بها، أذلت السودانيين داخل وخارج السودان وأحالت حياتهم إلى جحيمٍ لا يُطاق، لقد نُشرت العديد من الصور فى وسائط الإعلام ومواقع التواصل الإجتماعى تُبين أوضاع السودانيين المُذرية فى ليبيا وتعرضهم للخطر وهى لا زالت تغالط الحقائق وتصدر البيانات التى تنقى خطورة الوضع على شعبنا المغلوب على أمره هناك، ولنؤكد على إهمالهم وعدم إكتراثهم بحال رعايا الوطن فى ليبيا نُدلل بهذا التقرير الذى نشرته وكالة سونا عن ما تناوله إجتماع مجلس وزراء الغفلة بصدد حالة السودانيين فى ليبيا: (سونا)- استمع مجلس الوزراء في اجتماعه الاستثنائي اليوم برئاسة المشير عمر البشير رئيس الجمهورية إلي تقرير حول أوضاع السودانيين في ليبيا ، قدمه السيد احمد سعد عمر وزير مجلس الوزراء والأستاذ علي كرتي وزير الخارجية بمشاركة السفير حاج ماجد سوار الأمين العام لجهاز شئون السودانيين العاملين بالخارج. وقال د. عمر محمد صالح الناطق الرسمي باسم مجلس الوزراء في تصريحات صحفية أن المجلس اطمأن علي عدم تأثر السودانيين بالأحداث الجارية بليبيا مبينا أن التقرير أشار إلي أن 18 سودانيا قضوا نحبهم في حادثة واحدة تمثلت في سقوط صاروخ وقع عشوائيا في منطقة سكنهم في احدي ضواحي طرابلس. وأوضح د. عمر أن التقرير أكد علي عدم وجود استهداف منظم ضد السودانيين في ليبيا مبينا أن السفارة السودانية بطرابلس لم تتلق أي طلب من أي سوداني لإجلائه إلي السودان مضيفا أن اتصالات السودانيين بغرف عمليات المتابعة تشير إلي أنهم يعيشون حياة طبيعية وليست لديهم الرغبة في العودة. واطمأن المجلس علي سلامة السودانيين بليبيا مؤكدا استعداد الحكومة للتدخل الفوري وإجلاء المواطنين متى ما طلب منها ذلك) يا للعار!!.