عقد حزب الأمة القومي أمس الثلاثاء مؤتمرا صحفيا بداره بأم درمان حول (إعلان باريس طريق الخلاص الوطني) أكد فيه تمسكه بإعلان باريس طريقاً لخلاص الوطن منتقداً حوار الوثبة مؤكداً عدم الرجوع إليه، وأعقب المؤتمر الصحفي وقفة احتجاجية أمام الدار تنادي بإطلاق سراح نائبة رئيسه المعتقلة د. مريم الصادق المهدي. وتحدث في المؤتمر الذي أداره رئيس المكتب السياسي بالإنابة محمد المهدي حسن كل من رئيس الحزب بالإنابة اللواء فضل الله برمة والأمينة العامة الأستاذة سارة نقدالله. وقال برمة الذي رحب بالحضور من الإعلاميين إن المؤتمر الصحفي ينعقد في ظروف تمايزت فيها الصفوف (بين صف من يحملون الوطن وهمومه فوق حدقات العيون وصف من ينظرون للوطن وقضاياه من خلال المصالح الضيقة والاستمرار في نفس النهج الاقصائي الذي جلب الدمار للبلاد). وقال إن الواقع السوداني يشكو الضيق والمعاناة في كل مناحي الحياة من جراء التمزق السياسي والانفلات الأمني والتدهور الاقتصادي والاجتماعي واليوم يتطلع الوطن لإيجاد مخرج لقضاياه، وقال: (الساحة الآن مسكونة بأمرين هما إعلان باريس الذي يهدف الى توحيد قوى التغيير من أجل وقف الحرب وتحقيق السلام في كل ربوع السودان وبناء دولة المواطنة والمحافظة على وحدة الوطن والامر الآخر حوار الوثبة الثنائي الذي لم يستجب لمطلوبات تهيئة المناخ لحوار شامل جاد ليحقق السلام والتحول الديمقراطي المنشود)، وأضاف موجهاً حديثه للحضور الإعلامي: (بأيديكم إعلان باريس وأدبيات الحزب التي سبق ارسالها لكم ولكن للاسف لم تجد طريقها للنشر) راجياً أن يهتم الإعلام بنشر هذه الأدبيات المهمة والمتمثلة في الإعلان والبيانات الصادرة عن أجهزة حزب الأمة ومقال رئيسه حول إعلان باريس. وقال: ( أؤكد موقف حزب الأمة الثابت من الحوار فنحن مع مبدأ الحوار كوسيلة فضلى لحل قضايا الوطن بالوسائل السلمية أسوة بتجربة الكوديسا، ولكن السؤال هو أي حوار؟ نحن نقصد الحوار الذي يستوفي جميع متطلبات الحوار وهي ان يكون شاملا لا يعزل احدا ولا يهمين عليه احد وأن يكون الحوار مرتبطا بإيقاف الحرب وتحقيق السلام وأن يجري في مناخ تسوده الحريات ويعيد الثقة بين ابناء الوطن ويطلق سراح المعتقلين والعفو عن المسجونين). كما تقدم بالشكر لكل القوى السياسية التي وقفت مع اعلان باريس واشاد بالاعلان الذي خرق صخرة الحرب ووقف العدائيات لتحقيق السلام الشامل الكامل والتحول الديمقراطي. وختم بتأكيد أنهم مع إعلان باريس كحد أدنى لمشروع الحوار فلا يقبل حوار بدون الضوابط الموجودة في الإعلان. وتلت سارة كلمتها الموزعة على الصحفيين والتي نوردها في حيز منفصل، ذاكرة أسباب فشل حوار الوثبة وحتمية التغيير في السودان إما إيجابيا بتحقيق السلام العادل والشامل والتحول الديمقراطي الكامل أو سلبيا بضياع الدولة السودانية، وتطرقت لإعلان باريس ومسعاه لتحقيق الخلاص الوطني عبر حوار مجدٍ أو الانتفاضة الشعبية، وذكرت موقف الحكومة المتعنت من الإعلان والتنكيل بمريم المهدي واختطافها من المطار جراء اشتراكها في إبرام الإعلان مطالبة بإطلاق سراحها، كما تحدثت عن لقاء حزبهم بالرئيس ثابو امبيكي بالاثنين ورسالتهم إليه بعدم جدوى الاشتراك في حوار الوثبة وطلبهم أن يلتقي بموقعي الإعلان الإمام الصادق المهدي والقائد مالك عقار لمزيد من التشاور حول إعلان باريس. ورداً على التساؤل حول إمكانية عودة الإمام وما إذا كان سيبقى بالقاهرة قال برمة إن (الإمام في القاهرة ليس للنزهة ولا خوفاً من العودة من الاعتقال بل لتنفيذ محتويات اعلان باريس وقد اعلن ذلك بوضوح لأهمية البعد الاقليمي والدولي في الشأن السوداني مع التدويل الذي اتخذه هذا النظام للقضايا الوطنية، وسيعمل على توصيل محتويات الاعلان لدول الجوار الافريقي والعربي والمنظمات الإقليمية كالجامعة العربية والاتحاد الافريقي والاتحاد الاوربي وبعدها سنرى امكانية عودته). كما رد على تساؤل صحفي حول ما الجديد في إعلان باريس وما الذي يميزه عن مخرجات لجنة 7+7 في حوار الوثبة التي تطرقت لكل القضايا التي ذكرها قال برمة إن (كل إعلان باريس جديد بل بالعكس ليس هناك اي جديد في حوار الوثبة)، وتساءل برمة: ما هو الهدف من الحوار؟ وأجاب بأنه حل قضايا الوطن واهمها ايقاف الحرب، والنظام في خمس جولات لم يحدث اي اختراق ولكن بإعلان باريس فإنها (لأول مرة منذ اندلاع الحرب الجديدة في 2011م يحصل اختراق حقيقي بحيث يوافق حملة السلاح على وقف العدائيات. الحرب هي مشكلتنا الأساسية التي تركت إفرازاتها على كل المشهد السوداني من قتلى ونازحين ولاجئين، وان تكون هناك استجابة لهذا المطلب الصعب هذا اختراق). وقال برمة: (إن العقول التي قالت لا جديد في اعلان باريس متحجرة. فالاتفاق على وقف الحرب وتحقيق السلام وبناء دولة المواطنة والالتزام بالحريات والتحول الديمقراطي ومحاربة الفساد كلها اشياء جديدة. ومن رفضه من الحكومة والمعارضة يقرأ بعين واحدة). وأضاف برمة لما رآه جديداً في إعلان باريس الكلام عن وحدة السودان (لأنه في الفجر الجديد كان الحديث عن الوحدة الطوعية ويعني هذا تكرار تقرير المصير، ولكن في اعلان باريس تمت الإشارة للوحدة فقط بأسس عدالة ولا توجد اشارة للوحدة الطوعية وتقرير المصير. وفيه كذلك وقف العدائيات وهو اشمل من اطلاق النار ويشمل وقف إطلاق النار ووقف التراشق الاعلامي واغاثة المحتاجين والانخراط في تفاهمات لبناء السلام. كذلك الجديد فيه أن نترك قضية الدين والدولة لتناقش لاحقا فهي قضية تهم كل السودانيين تحول للمؤتمر الدستوري وهذه كلها امور جديدة). ورداً على تعليق صحفي بأن الجميع في الحكومة والمعارضة رفضوا الإعلان بدليل موقف الحكومة المعلن وتصريحات رئيس هيئة قوى الإجماع الأستاذ فاروق أبو عيسى قال برمة (إن الحكومة والمؤتمر الشعبي هما الجهتان الوحيدتان اللتان لم ترحبا بالإعلان فكل القوى السياسية الأخرى والمواطنين رحبوا به، أما كلام اخونا فاروق ابوعيسى فهو حديث ما كان ينبغي أن يطلع منه وهو رجل له تاريخه ولكننا لا نهتم بتعليقات الأفراد بل نهتم بالرأي السياسي، وأكبر حزب في قوى الاجماع الوطني الآن هو الحزب الشيوعي وقد اصدر بيانا يؤيد فيه الإعلان)، وأضاف برمة: (حزب الأمة ليس له عداء مع اي شخص بل يرفع راية مشروع وطني لاخراج الوطن من المعاناة ونحن لا نهتم بفلان أو علان ونؤكد أن جميع القوى السياسية مع اعلان باريس عدا حزبين، والسبب كما قلت إن هناك من ينظرون لقضايا الوطن من خلال مصالحهم الشخصية). واضاف برمة عن حوار الوثبة أن ما تمخض عنه الآن اقتصاره على الاحزاب ذات المرجعية الاخوانية وقال إن الاسلام ملكنا جميعنا فلا يدعون أنهم أحزاب إسلامية ولكن إخوانية فالتكتل الحالي هو للأحزاب ذات المرجعية الأخوانية وقد نبهنا لذلك وقلنا لو اردتم التكتل لرجوع لمربع 1989 فسنقف امامكم بالمرصاد. والآن في آلية الحوار الأحزاب مرجعياتها أخوانية والسعي هو وحدة الأخوانيين (وليس الإسلاميين). أما سارة فقد علقت على السؤال حول عودة الإمام وما إذا كان تأخره خشية الاعتقال قائلة: (بالنسبة لعودة الإمام، فإن لديه برنامج عمل طويل جداً سيواصل اتصالاته وسيتجه غدا لاديس ابابا، وأؤكد أنه بالنسبة لحزب الأمة كنا دائما الرقم الأول في السجون في التسع سنوات الأولى إذ شكل معتقلونا حوالي 90% من المعتقلين في السجون. والآن د. مريم نفسها قالوا لها لا تمشي سيعتقلوك في المطار ولكنها جاءت لأننا لا نخشى الاعتقال والامام لا يهز الاعتقال شعرة منه). وأكدت ما ذهب إليه برمة من التأييد العريض لإعلان باريس مشيرة لبيانات الحزب الشيوعي والحركة الاتحادية بمختلف فصائلها (الهندي وجلاء الأزهري وعثمان) ومنظمات المجتمع المدني كلهم يؤكدون ان اعلان باريس يشكل المخرج للبلد. وحول مجهودات حزبها للتعبئة وتمليك الإعلان للقواعد قالت (نحن في حزب الأمة منذ توقيع الاعلان ارسلناه لكل رؤساء الحزب في الولايات لينزل لقواعد الحزب ويوزع على القوى السياسية في الولايات ومنظمات المجتمع المدني حدث هذا منذ يوم 10 اغسطس بدءا من لقاءات صالونية لندوات والولايات كلها بدات حراكا كبير جدا واولادنا في الحركة الطلابية يخططون لعمل في المنابر المختلفة). وحول الانتفاضة الشعبية قالت إنهم منذ اعتقال الامام (بدانا تعبئة شاملة من المركز والولايات والقوى السياسية الحية سيكون لها نفس الهدف سنلتقي في حراكنا حول اعلان باريس وتوحيد القوى السياسية جزء منه). وتعقيباً على تعليق صحفي يذكر غياب عمل الحزب للتسويق لإعلان باريس قالت سارة: (طبعا الحكومة صوتها عالي ومنعت النشر الإيجابي عن الإعلان مثلا مقال محمد لطيف واحد نزل والاخر منع، ويروجون الآن لتصريحات الساعوري وامين حسن عمر وكلامه كلام زول جاهل الامام الصادق بقدره كله شنو يغير من.. نقول لهم تحدثوا عن محتويات الإعلان بدلا عن القضايا الانصرافية. وأقول التسويق مبذول والحمد لله رب العالمين). وحول ما إذا كان حزب الأمة سيستغل اتفاق فصائل الأمة المختلفة على تأييد الإعلان لتحقيق لم الشمل قالت سارة إن دعوة لم الشمل كانت بعد إطلاق سراح الإمام الصادق المهدي رئيس الحزب وكثيرون استجابوا للدعوة ورحبنا بهم، واعلان باريس عمل زخم اضافي، مؤكدة إن حزبها ظل في موقفه بدعم الحل السياسي وكان يحاور المؤتمر الوطني ليستجيب لذلك الحل وحينما لم يجد ذلك يحاول الآن تجميع قوى التغيير وسوف يواصل مسعاه. كما ردت على تساؤل حول إمكانية تحرك الحزب بفعالية لدعم الإعلان بدون تكوين أمانته كاملة، قائلة بأن هيكل الأمانة عرض على المكتب السياسي وأجيز وتبقى التسكين، مؤكدة أن الحزب في الولايات قائم ولديهم جهد كبير كما أن هناك لجنة للتعبئة قرر مجلس التنسيق ان تستمر في عملها وهي عاملة في مسائل الحشود والتعبئة والاعلام، وأضافت: الأمانة سوف تكون باذن الله عما قريب.