هواكَ غيْرُ ما الهوَى! (إلى عالم عباس وكمال الجزولي.. التماسة عزاء !) = أراكَ في حقيقتي وحُلُمي تطلّ من سمائكَ البعيدِ نجمة ومن مشارفِ الغروبِ .. شفقاً وغيمة وتستحيلُ في الصباحِ قطرةً من الندَى هواكَ غيْرُ ما الهوى! تجيءُ حالماً وليِّنا وتدخلُ القلوبَ هيِّنا تذوبُ في المسامِ ثمّ تملأُ الوريدَ ضجّةً وعاصفة! هواكَ لغةُ النقيض.. لغةُ الحراكِ والسكون والرحيل بين .. بينْ ! هواك غيْرُ ما الهوى فمِن دموعِ عاشقيكَ يطرحُ النشيدُ قوسَهُ وتكتسي الورودُ لونَها وتستحي الصُّخورُ من جفافها وتستعيرُ لحنَها العنادلْ هواكَ صيْحةُ الرّعودِ.. هبّةُ الرِّياحِ واستكانةُ الأصائلْ! وأنت في حقيقتي وحُلُمي تشدُّ وترَ الغناءِ في دمي! ** أواهُ منكَ يا رفيقَ حُلُمي ويا أنيسَ غربتي.. يا وجعي وسندي وفزعي! يا كاسياً أديم أحرُفي مهابةً يا بلدي! ويا بعيدُ .. يا قريبُ يا خفيُّ كلما حسِبْتُه مضى.. يعودُني! ومن خيالِ ظلِّه تلوحُ أجملُ القرى هواكَ غيْرُ ما الهوى! وآهِ منك يا حبيبُ يا وطنْ أكلَما أقولُ أنني شفيتُ منك ضجّ في الوريدِ مطرٌ وهزّت الضلوعَ عاصفهْ؟! أراكَ تستعيرُ ليْلَ شَعرِها وغُنّةُ الحروفِ والكلامَ والسلامْ والخُطى الحمامْ! أراكَ في أهابها وفي الدّلالِ والغنَجْ أراكَ في أديمِها! وفي سدوفِ ليْلِ شعرِها في رنّةِ الحروفِ في كلامِها! ** من الذي أتى هنا ! وطاف بي وغاص في دمي؟ وحرّك الشجونَ في فؤادي: سحائبُ الحنينِ من بلادي؟ أم الحبيبةُ التي في غربتي تحوّرتْ.. وفي المسامِ أصبحتْ بلادي؟!