قال قادة عسكريون اميركيون، الخميس، ان متشددي تنظيم الدولة الاسلامية لديهم وسائل متطورة وموارد مالية وقوة عسكرية تجعلهم يمثلون تهديدا كبيرا للولايات المتحدة ربما يفوق التهديد الذي شكلته القاعدة في وقت ما. وقال وزير الدفاع الاميركي تشاك هاغل للصحفيين في البنتاغون "هم يمثلون تهديدا وشيكا لكل مصالحنا سواء كانت في العراق او اي مكان اخر." وتقييم هاغل للجماعة المتشددة، التي اكتسبت قوة اثناء الحرب الاهلية في سوريا وإجتاحت شمال العراق في وقت سابق هذا الصيف، يدق ناقوس خطر بعد ايام قليلة من بث التنظيم تسجيل مصور في مواقع للتواصل الاجتماعي على الانترنت يظهر أحد مقاتليه وهو يذبح رهينة اميركي خطف في سوريا. وسئل هاغل عما إذا كان التنظيم السني المتطرف يشكل تهديدا للولايات المتحدة مماثلا للهجمات التي شنت في 11 سبتمبر/ايلول 2001 فقال انها "اكثر جماعة شاهدناها من حيث القدرات المتطورة والتمويل الجيد." واضاف قائلا "انها ليست مجرد جماعة ارهابية. هم يجمعون بين العقيدة والقوة العسكرية المتطورة… لديهم تمويل جيد بشكل هائل. هذا يفوق اي شيء شاهدناه." وتحدث هاغل بينما تواصل الولاياتالمتحدة مهاجمة اهداف لتنظيم الدولة الاسلامية في العراق. وعلى مدى الاسبوعين الاخيرين نفذت مقاتلات اميركية وطائرات بدون طيار 89 ضربة جوية ضد اهداف للمتشددين في شمال العراق. وحتى الان فان الرئيس باراك اوباما سعى الي قصر حملته العسكرية الجديدة في العراق على حماية الدبلوماسيين والمدنيين الاميركيين الذين يتعرضون لتهديد مباشر بعد ان أنهى الحرب في العراق التي قتل فيها الاف من الجنود الاميركيين واستحوذت على السياسة الخارجية الاميركية لحوالي عقد. وحتى بعد إعدام الصحفي الاميركي جيمس فولي، فان من غير المرجح ان ان يوسع اوباما عمليته العسكرية القصيرة الاجل سواء في العراق او سوريا مع سعيه لتفادي الانغماس في صراع محرج اخر في الشرق الاوسط. الى جانب ان هناك عاملا اخر ربما يسهم في تفاقم الاخطار على ارواح الغربيين الرهائن لدى الدولة الاسلامية. فقد اظهر مقتل الصحافي الاميركي جيمس فولي في سوريا الاشكالية التي تواجهها الحكومات الغربية بين رفض دفع فدية وتعريض حياة رهائنها للخطر او الدفع للخاطفين والتشجيع بالتالي على عمليات الخطف. ومنذ وقت طويل اختارت الولاياتالمتحدة وبريطانيا عدم دفع اي اموال علما بان دولا اوروبية اخرى بينها فرنسا نفت ذلك رسميا لكنها لجأت اليه غالبا عبر وسطاء. وبدلا من ذلك، كشفت الادارة الاميركية، الاربعاء، ان القوات الاميركية الخاصة نفذت عملية خلال الصيف في محاولة لانقاذ رهائن بينهم فولي لكنها لم تتكلل بالنجاح، وذلك في محاولة للقول انها لا تقف مكتوفة اليدين في مواجهة الخاطفين. لكن هذا ليس كل شىء، فلم يستبعد مسؤولون اميركيون تصعيد العمل العسكري ضد تنظيم الدولة الاسلامية الذي زاد من تهديداته العلنية ضد الولاياتالمتحدة منذ بدأت حملتها الجوية في العراق. وقال بن رودس، وهو مساعد بارز لاوباما في مقابلة مع محطة الاذاعة العامة الاميركية، الخميس، مستخدما الاسم السابق لتنظيم الدولة الاسلامية "لم نتخذ قرارا للقيام باجراءات اضافية في هذه المرحلة، لكننا فعلا لا نستبعد عملا اضافيا ضد تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام إذا اصبح مبررا." وقال الجنرال مارتن ديمبسي، رئيس هيئة الاركان المشتركة الاميركية، ان مسؤولين قلقون من احتمال ان يعود مواطنون اوروبيون او اميركيون الي بلدانهم وقد تملكتهم نزعة التشدد بعد مشاركتهم في القتال في العراق او سوريا. واشار ديمبسي الي ان تنظيم الدولة الاسلامية سيبقى خطرا الي ان يصبح غير قادر على الاعتماد على ملاذات امنة في مناطق في سوريا تحت سيطرة المتشددين. وقال ديمبسي "هل يمكن هزيمتهم بدون معالجة ذلك الجزء من التنظيم الذي يقيم في سوريا؟ الاجابة لا. ذلك سيتعين معالجته على جانبي حدود غير موجودة بشكل اساسي في هذه المرحلة."