عثمان شبونة [email protected] * لسنوات طويلة نتابع الدراما السياسية في السودان بأبطالها الممتلئين بالقيح؛ إذ وصل بعض ممثليها عن جدارة واستحقاق إلى رتبة (عبيط) ونال آخرون أوسمة في التفاني المذهل لصفة (منافق) وتفوق البعض في المراحل العليا للدناءة.. واشتركوا جميعهم في درجة (فاشل بامتياز).. هذا متفق عليه..! * كل هذه البانوراما تلخصت وخلصت إلى كيان هزيل اسمه (وطن) وأصبح الأخير مكباً لسفل السافلين.. لا إشراقة فيه إلاّ نادراً؛ وهي إن وُجدت تأتي أخبارها محمولة من قارات العالم، حيث يعيش في المهاجر والمنافي رهط من العباقرة والطيبين (ما بين الراعي والأكاديمي والفنان والموهوب!).. ووسط أنباء (حرب القبائل) وسفك الدماء والفساد والأكاذيب التي صارت مدناً ودساكر، يتسلل إليك أحياناً تفوق (سوداني سودانية) خارج الحدود في أحد المجالات فتفرح قليلاً.. ويأتيك عبر (استديوهات العرب) صوت مغني اشتهر خلال ساعات في فضاء واسع لأنه لم يدخل عبر (ثكنات) الشاشات المحلية؛ والتي على رأس أيٍّ منها (قرن!) ذو رائحة..! فتأسف قليلاً ثم تنسى كل ذلك الصخب المهرجاني حين تدخل بيتك أو تدخل (ذاتك) فلا تجد شيئاً يستاهل الهم أكثر من هذه (الأصنام) التي على صدرك.. تحملها و(تصابح) وطناً يزدريك بالساسة (غشاشين وحرامية وقتلة وهبنّقات) كما يزدريك بالحمير البريئة التي تسد رمق الغافلين.. بينما (الكلاب!) في متعة التشجؤ ترمق (الرمم!)..! * مات من مات ورحل من رحل واندثر (الصندل!).. تبقى قلة؛ لابد راحلون..! وسط هذه الغابة التي يمرح فيها الفسدة والمردة و(الخوازيق) الذين يحملون شارات الخيبة والتخلف، تفتش عن مزيد من أشياء تدفع فيك شعوراً ندياً، يجاور الغضب (ويمشي معه متصالحاً).. بذات الحالة التي جعلت (الدوش) يشعُر، وإن اختلفت مرادات الوجدان: تجيني.. يجيني معاك زمن أمتع نفسي بالدهشهْ طبول بتدق وساحات لفرح نوّر وجمَّل للحزن ممشى..! * رحم الله (الفحول) شعراء وملوك طرب.. وبين أحزاننا ونكباتنا يمدد (المتنجمون!) السرداق.. نعم صار البراغيث نجوماً في عالم الغناء.. ولم لا؟ إذا كان أي (رمّة) وصاحب جلباب متسخ وعصا مرفوعة يسمّى (سياسي)..! * ولأن بعضهم (كبرت في رأسه) مسألة أنه نجم بمجرد حلاقة وكِريم (تفتيح) وصوت مقلّد وحصيلة من (اللواتي والذين)؛ فلا عجب من بطرٍ وهبلٍ وقليل (ثلج)..! * جاء في الموسوعة الحرة: (إن تحدي دلو الماء المثلج يتمثل في أن يسكب المتحدي وعاء من الماء المثلج فوق رأسه ويتبرع ب 100 دولار لصالح حملة تهدف إلى نشر الوعي حول مرض التصلب العضلي الجانبي وجمع التبرعات لمكافحته.. وتهدف المبادرة إلى جمع أموال والتوعية حول مرض التصلب العضلي الجانبي، الذي يصيب الجهاز العصبي بالضمور، ويسبب نسبة وفيات عالية بين مصابيه.. وانضمت العديد من الشخصيات العامة للتحدي، الذي يعتمد على أن كل شخص يقع عليه الاختيار، يجب أن ينفذه، أو يدفع مئة يورو لمؤسسة علاج التصلب العضلي الجانبي، ويقوم باختيار شخصيات عامة أخرى للقيام بالفعل نفسه، وقد نالت الفكرة استحسان الكثيرين حول العالم؛ إذ يقومون بالتبرع وتنفيذ التحدي في الوقت ذاته. * أعلاه باختصار (وتصرف) حول ما يخص ظاهرة (الدلو)؛ والتي أبى بعض المفتونين بالشهرة (المجانية) داخل بلادنا، إلاّ أن يقلدوها لعلها ترفع أوهامهم درجات فيتخيل الواحد منهم أنه أصبح كبيراً… لتكون (كبيراً) لن تبلغ ذلك بشذوذٍ وفعل لا يشبه محيطك أعني فعلاً تستورده لتجرّب عليه (الحظ!) كما تهوى إنما تترقى لمصاف العظمة والاحترام بفكرة تنبع (منك) وتجد القبول من جموع العقلاء أو حتى (أنصافهم!) فكرة تتحقق فيها أصالة بيئتك..! ورغم تلوث البيئة في السودان بأيدي (المنحلين) والمتحللين؛ فإن صمود الأفكار النبيلة ممكن.. وأمامنا مبادرات شبابية حملت وجه السودان الحق، دون الحاجة إلى (البلل) ونجح بعضها رغم حملات (التشكيك) المسعورة التي خرجت من (بالوعة) الحزب المتسلط..! * (دلو الثلج) على غباره له فضل في الأعمال الإنسانية، وأنجَز به مشاهير العالم عوناً للمرضى.. إذا كان لابد من (فضله) في بلادنا فليكن فوق رؤوس (الفحول!) وكفى..! هذا إذا كانت الحاجة مُلحّة لفكرة (مجلوبة) وفيها من الغباء ملامح كوجوه (الهتيفة) أمام الزائر الرسمي..! *أيها الحاملون للدلاء تكميلاً (للوضاعة): نحن مرضى بالكلى والسرطان و"السلطة" أيضاً..! نحن شعب يُحبَّب لبعض جهاته الجلد (بالكرباج).. فإذا استحسنتم النشاط؛ فلتيمموا وجوهكم شطر (المستشفيات البائسة)؛ تحملون (كرابيجكم) وتقبلون (التحدي) جلداً مبرحاً لمن يرفض (الدفع).. ستكون الحصيلة (صفر).. فكلهم يودون أن تكون جلودهم باردة؛ وجُلّهم قرناء للشُّح؛ إلاّ في (العَوْلقة)..!! أعوذ بالله