ظل الأطفال في السودان يمثلون ضحايا قضايا شائكة ومتنوعة بدءاً، خاصة الأطفال في مناطق الصراعات و الحروب الذين لا تتوفر لهم حتى الحقوق الأساسية كحق الطفل في البقاء وحقه في توفير الاحتياجات الضرورية من حماية وأمن وتطعيم وأكل صحي وعلاج وتعليم بالإضافة الى الملبس والمأوى، وزاد من أوضاع الاطفال في السوء، اتساع دائرة الحرب،و الصراع القبلي في دارفور و جنوب كردفان، حيث تعتبر من أكبر مناطق الانتاج الزراعي، التى خرجت بفعل الحرب، ما أدى إلى نقص حاد في الغذاء يكاد أن يصل مرحلة المجاعة، التى أول ما يكتوي بنارها الأطفال و النساء. اليونسيف تدق ناقوس الخطر كشفت منظمة الأممالمتحدة لرعاية الطفولة (يونسيف)، عن أن حوالي نصف مليون طفل يعانون من سوء التغذية الحادة سنويا في السودان أي بمعدل واحد من كل إثني عشر طفلا تحت سن الخامسة ، ووصفت المنظمة الدولية وضع الغذاء للأطفال في السودان بالكارثي. أعلنت اليونسيف عن تلقيها تأكيدات بالحصول على منحة جديدة من المكتب الأوروبي للشؤون الإنسانية (إيكو) بنحو مليوني يورو تخصص لدعم المساعي المبذولة لمواجهة سوء التغذية لدى الأطفال في السودان. وقال ممثل اليونسيف في السودان قيرت كابيلاري في تصريح صحافي إن هنالك حاجة ملحة للاستثمار في خدمات التغذية للأطفال في السودان معربا عن ترحيبه بالمنحة المقدمة من (إيكو) التي "ستمكننا من المساعدة في إحداث تحول في الوضع الكارثي لسوء تغذية الأطفال في السودان". وأشار الي أن حوالي نصف مليون طفل يعانون سوء التغذية الحادة سنويا في السودان أي بمعدل واحد من كل 12 طفلا تحت سن الخامسة. وتغطي المنحة الجديدة فترة ثمانية أشهر كما تركز على علاج حالات سوء التغذية الحادة عن طريق تحسين تقديم الخدمات ودعم مراقبة الوضع الغذائي للأطفال اضافة الى تغذية البالغين والأطفال الصغار في أوضاع الطوارئ. وينتظر ان تكفل تلك المساهمة وصول اليونسيف إلى مئة ألف طفل يعانون سوء التغذية الحادة وتقديم خدمات علاجية جيدة لهم في ولايات دارفور وكردفان والنيل الأزرق والبحر الاحمر والقضارف وكسلا. من جانبه جدد ممثل الإتحاد الأوروبي التزامهم بدعم مكافحة سوء التغذية في السودان. وقال يرون أيترسكاوت: ( لا بد من الاعتراف أنه لا يزال هناك طريق طويل للوصول إلى كل طفل سوداني في حاجة لخدمات التغذية) وأضاف: ستمكن هذه المساهمة من وصول اليونسيف إلى(100) ألف طفل يعانون من سوء التغذية الحادة، وتقديم خدمات علاجية جيِّدة لهم في ولايات دارفور وكردفان والنيل الأزرق والبحر الأحمر والقضارف وكسلا) ومن أجل دعم تغذية الأطفال على المستوى الأسري, سيتم تنفيذ برنامج لتغذية اليافعين والأطفال الصغار ولمساندة الممارسات الأسرية للعناية بالأطفال مثل الرضاعة الطبيعية وغسيل الأيادي بالصابون، وإستعمال الأملاح المضادة لفقدان السوائل لعلاج الإسهال، وإستعمال الناموسيات للوقاية من الملاريا. اعترافات رسمية و أقرت جمعية اختصاصيي الاطفال ان (60 – 70%) من أسباب الامراض وسط الاطفال نتيجة لسوء التغذية. وأكد بروفيسور مبيوع مصطفى رئيس جمعية اختصاصيي الاطفال ان (6) ملايين طفل متأثرين بسوء التغذية في السودان، مما يؤثر سلباً على صحة الاطفال وأبان ان كثيراً من العوامل المتشابكة أسهمت في حدة سوء التغذية منها الفقر الحروب والنزوح . حيث تشير إحصائيات وزارة الصحة بولاية الخرطوم الرسمية أن أمرض سوء التغذية تتصدر أسباب الوفيات من بين 8 أمراض، ك( الملاريا، وتسمم الدم، والالتهاب الرئوي، وفقدان السوائل، والنزلات المعوية، والأنيميا، وأمراض القلب)، غير أن خطورة سوء التغذية تكمن في كونها تسبب عاهات للأطفال، وتؤدي إلى تضخم الغدة الدرقية، والعمى الليلي، والأنيميا، وأمراض القلب، كما أن نقص النمو يبقى الأكثر مدعاة للقلق، لأن بعض الأطفال قد يكون وزنهم طبيعياً أو حتى زائداً عن المعدل الطبيعي، لكن نوعية الطعام الذي يتناولونه متدنية مما يؤثر على نموهم الطبيعي.. ويرتبط سوء التغذية بنقص المناعة باعتباره يشكل أثراً على النظام المناعي لدى الطفل، والذى يصبح أكثر ضعفاً عندما يصاب الطفل بسوء التغذية، فحينئذ تقل مقاومته للأمراض وتغلب على صحته حالة الهزال و يحتاج شفاؤه لفترة أطول من الطفل جيّد التغذية، علاوة على أن الطفل الذي يعاني من سوء التغذية يتبنى جسده نهجاً اقتصادياً يقلل من قدراته الممكنة على التعلّم ويجعلها في مستوى أدنى بكثير من تلك التي لدى طفل آخر جيّد التغذية تهديد للاقتصاد وحذر الطبيب المختص في تغذية الاطفال دكتور ماجد يوسف، أن تؤثر زيادة الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية في السودان، على زيادة الوفيات وسط هذه الفئة، ويقلل من نسبة سكان البلاد، وبالتالي فقد عنصر محرك للاقتصاد عندما يكونون في مرحلة الشباب لو عاشو، هذا بالإضافة إلى أن أمراض سوء التغذية قد تؤدي إلى إفراز شريحة غير قادرة على الإنتاج، بسبب ضعف نموها البدني والصحي، مما يشكل خسارة حقيقية للناتج القومي الإجمالي. واكد الخبير بقسم التنغذية بوزارة الصحة صلاح محمد توم سوء التغذية إلى عوامل عديدة على راسها الظروف الاجتماعية كالفقر ، النزوح ، الحروب اضافة إلى عمل المرأة المضني كما في مناطق غرب السودان، إضافة إلى عوامل اقتصادية كغلاء الاسعار خاصة السلع الغذائية و ضعف انتاج المحاصيل الزراعية في مناطق الانتاج بسبب الحروب و النزوح ،إلى جانب أسباب صحية أخرى كالإصابة بمرض الأنيميا . وأضاف: "الفقر والجهل عاملان حاسمان في سوء التغذية للأطفال فلا يمكن أن يتحصل الرضيع على رضاعة مغذية من أم وضعها المادي سيئ، كما لغياب التوعية والتثقيف الغذائي، والعادات الغذائية الضارة دور مؤثر في انتشار المشكلة.