أوضح تقرير يونيسيف (صندوق الأممالمتحدة للطفولة ) عن العنف ضد الاطفال بأن معدل قتل الاطفال فى السودان يبلغ (6) قتلى من بين كل مائة الف . وبحسب تقرير اليونيسف (محجوب عن الأنظار) الذى يحتوى على بيانات من 190 دولة ويعد أكبر تجميع على الإطلاق للبيانات المتعلقة بالعنف ضد الأطفال ، فان معدل قتل الاطفال فى السودان يبلغ (6) من كل مائة الف ، (7) ذكور و(5) اناث . ويكشف التقرير ان خُمس ضحايا جرائم القتل في العالم هم من الأطفال واليافعين دون سن العشرين، مما نجم عنه حوالي 95000 حالة وفاة في 2012. ويضيف التقرير بان هناك حوالي 120 مليون فتاة دون سن العشرين في أنحاء العالم (حوالي 1 من كل 10 فتيات) تعرضت للجماع القسري أو غيره من الأفعال الجنسية بالإكراه، وواحدة من كل 3 مراهقات متزوجات ممن تتراوح أعمارهن بين 15 و19 عاماً (84 مليون فتاة) وقعن ضحايا للعنف العاطفي أو الجسدي أو الجنسي على يد أزواجهن أو شركائهن. وان أكثر بقليل من 1 من كل 3 طلاب تتراوح أعمارهم بين 13 و15 عاماً في العالم يتعرضون للترهيب بانتظام في المدارس. ويتعرض حوالي 17 في المائة من الأطفال في 58 بلداً لأشكال قاسية من العقاب البدني (الضرب على الرأس أو الأذنين أو الوجه أو الضرب بشدة بشكل متكرر). ووصف المدير التنفيذي لليونيسف أنتوني ليك بيانات التقرير بأنها ( حقائق غير مريحة) ، ولا أحد يريد أن يراها بما فيها الحكومات والآباء، قائلا : ( إذا لم نواجه الواقع الذي تمثله هذه البيانات المثيرة للغضب – التي تشير إلى انتهاك حياة الطفل الذي يحق له بطفولة آمنة – فلن نغير أبدا العقلية التي ترى بأن العنف ضد الأطفال أمر طبيعي ومباح). وتشير اليونيسف إلى ست استراتيجيات لتمكين المجتمع ككل، من الأسر إلى الحكومات، من منع العنف ضد الأطفال والحد منه. وهي تشمل دعم الآباء وتزويد الأطفال بالمهارات الحياتية؛ وتغيير المواقف؛ وتعزيز النظم والخدمات القضائية والجنائية والاجتماعية؛ وجمع الأدلة وزيادة الوعي حول العنف والتكاليف البشرية والاجتماعية والاقتصادية، من أجل تغيير المواقف والأعراف. وسبق وأعلن صندوق الأممالمتحدة للطفولة يونيو 2014 أن السودان يعد أحد مواطن أكبر أزمات الأطفال فى العالم . وقال جيرت كابلر ممثل صندوق الأممالمتحدة للطفولة بالسودان ، ان 800 ألف طفل فى السودان يعانون من سوء التغذية الحاد ، والمثير للانتباه ان (غالبية هؤلاء ليسوا فى مناطق النزاع ، حيث غالبيتهم فى شرق السودان ، مما يعنى ان سبب سوء التغذية لايتصل بالنزاعات المسلحة وحسب وانما كذلك بالاستثمار المنخفض فى الخدمات الاساسية ، قائلاً انها (حقيقة مهمة ولكنها محزنة). وأضاف انه من الحقائق المحزنة الأخرى ان الاطفال محرومون من التعليم ، وانه من بين 58 مليون طفل خارج المدارس فى العالم فان (2) مليون طفل يعيشون فى السودان . وقال ممثل صندوق الاممالمتحدة للطفولة بالسودان انه بعد عشر سنوات من ذروة النزاع فى دارفور لايزال هناك 1.2 مليون نازح ، ونزح 400 ألف نازح جديد منذ بداية هذا العام ، و65% من هؤلاء النازحين داخلياً تحت سن الثامنة عشر . وقال ان هؤلاء الاطفال يترعرعون فى معسكرات النزوح ، وانهم فى خطر من ان يصبحوا جيلاً ضائعاً اذا لم يتم تدارك ذلك . واضاف انه بسبب الحرب فى جنوب كردفان والنيل الازرق لم تستطيع اليونسيف الوصول الى 500 ألف طفل على مدى الثلاث سنوات الاخيرة . وقال ان هؤلاء الأطفال لم يتم تطعيمهم من الأمراض القاتلة ويواجهون مخاطر عالية . وأكد ان عمال الاغاثة لم يستطيعوا تنظيم حملات التطعيم ضد شلل الاطفال لثلاث سنوات فى مناطق النزاع . واوضحت دراسة لخبراء من اليونيسف ومدرسة لندن للصحة والطب الاستوائي، وجامعة آغا خان في باكستان وبرنامج " الرعاية الكنغرية " ومجلة لانسيت الطبية مايو 2014 ، اوضحت ان ما بين 15 الى 30 طفل سوداني حديث الولادة يتوفى من بين كل ألف ولادة حية . وصنفت الدراسة الدول التي تصل فيها معدلات وفيات الاطفال حديثي الولادة الى ( 40 ) أو أكثر من كل ألف ولادة حية كأسوأ الدول ، وهي تسع : سيراليون ( 49,5 ) ، الصومال ،غينيا بيساو ، ليسوتو ، الكونقو الديمقراطية ، باكستان ، مالي ، افريقيا الوسطى ( 40,9 ) ، ثم تليها مباشرة في السوء الدول التي يتراوح فيها معدل الوفيات ما بين 15 الى 30 طفل من كل ألف ولادة حية ، ومن بينها السودان . وفقا لليونيسف، فإن استثمار دولار واحد في هذه الدول في صحة الأم أو صحة الطفل تعود بفائدة تسعة أضعاف من المنفعة الاجتماعية والاقتصادية.