أقل ما يمكن أن توصف به الأوضاع بمركز غسيل الكلى بعطبرة بأنها حرجة، فقد أدخل تعطل التكييف عن القسم العلوي للمركز عمليات غسيل الكلى والمرضى معاً في حالة استثنائية بالغة التعقيد. ويشهد المركز ظاهرة استخدام المرضى لقطع الكرتون للتهوية ومقاومة السخانة. فلأكثر من أسبوع لم تراوح المشكلة مكانها أو تبادر إدارة المركز بمعالجتها رغم ما ترتب على ذلك من معاناة قاسية. وأبلغ "الشروق" الناشط في جمعية أصدقاء مرضى الكلى بعطبرة أيمن عبد السيد بيومي الذي يعاني من فشل كلوي مزمن، أن القسم العلوي من المركز الذي يعمل بطاقة تسع ماكينات من أصل عشر ماكينات تتم فيه عمليات الغسيل بلا تكييف منذ أسبوع لعدم صلاحية الأجهزة، حيث سبقتها فترات توقف جزئي لأعطال متكررة من غير أن تجد المعالجة الجذرية. وأضاف بيومي لمراسل "الشروق" عصام الحكيم، أن تلك الأوضاع أدخلت الكثير من المرضى في مضاعفات صحية خطيرة أثناء وبعد عمليات الغسيل، مما اضطر البعض من كبار وصغار السن دخولهم تحت حالات متباينة من الهبوط الحاد وانخفاض السكر والضغط لقطع الغسيل لعجزهم التام عن مواصلته في ظل ارتفاع درجة الحرارة. وأضاف أيمن أنه شخصياً فضَّل تقليص عدد ساعات عملية الغسيل بالنسبة له لأقل من ثلاث ساعات لعدم احتماله ما حدث له من مضاعفات. وأبان بيومي أن ظاهرة استخدام المرضى لقطع الكرتون للتهوية ومقاومة السخانة وتصبب العرق، هو كل ما تبقى لهم من حلول إسعافية بعد أن فشلت إدارة المركز عن علاج المشكلة، محذراً من مغبة تجاهل الجهات المسؤولة ممثلة في إدارة المستشفى ووزارة الصحة للمشكلة أكثر من ذلك. وقطع بيومي أن جميع الجهات المختصة على علم تام بالمشكلة وخطورة انعكاسها صحياً ونفسياً على مرضى الكلى الذين بات ليس أمامهم من خيار سوى تحمُّل مضاعفات الغسيل رغم وطأة السخانة، وما ينتج عن ذلك من تدهور واضح بدأ يعتري حالتهم الصحية. وواصل الحديث بمرارة وألم قائلاً: إن الغريب في الأمر والمحبط في الأمر ذاته أن جمعية أصدقاء مرضى الكلى نجحت بمساعيها في استجلاب أجهزة تكييف حديثة بمواصفات جودة وكفاءة عالية بدعم سخي من أحد الخيرين لإنقاذ الموقف، إلا أن إدارة المركز رفضت الموافقة على إحلال الأجهزة القديمة بالحديثة من غير أن تبدي أي أسباب أو مبررات وسط دهشة الجميع، بما في ذلك العاملون بالقسم. وأعرب بيومي عن بالغ امتعاضه وأسفه وغضب مرضى المركز من تصرف إدارة المركز، مناشداً جهات الاختصاص التدخل السريع لتدارك ما هم فيه، والنظر لحالهم ومآلهم وأوضاعهم بما يمليه عليها واجب المسؤولية الأخلاقية والمهنية والإدارية قبل النظر إليها بعين الرحمة والعاطفة الإنسانية.