إذا اردنا الفاعلية لقوى المعارضة الوطنية .. بحيث تصبح قادرة على تفعيل و تنظيم الطاقة الشعبية .. و صولا الى الاطاحة بدكتاتورية المؤتمرالوطني و من معه .. من خلال الثورة الشعبية .. يكون واجبنا الاول هو العمل على إتحاد قوى الاجماع الوطني و قوى اعلان باريس و غيرهما من القوى الوطنية المعارضة .. في تجمع واحد .. بوثيقة واحدة .. و صوت واحد .. و عمل واحد .. لذلك إعلان باريس .. يحتاج الى ان يتلوه .. مؤتمر حوار سوداني .. جامع لجميع فصائل المعارضة الوطنية .. مؤتمر تنقسم موضوعات حواره الى شقين .. واحد سياسي و آخر فكري .. أكرر فكري .. فالمواقف السياسية و القانونية .. حتما هى نتاج مواقف فكرية .. لذلك الحوار الجاد و الناجح .. يجب ان يشمل المقدمات و النتائج .. الحوار السياسي : تتم فيه مناقشة المسائل المختلف حولها .. بصراحة كاملة و وضوح كامل و حسم كامل .. في إطار من المحبة و الاحترام .. و حتما نحن قادرون على ذلك في حال ثبَّتنا عقولنا و قلوبنا و إراداتنا .. على ضرورة التجاوز الكامل و الدائم .. لجميع ما تعرض له شعبنا .. من قمع و موت و فقر و مظالم و مآسي .. فمن غير المعقول ان تكون مظالم ومآسي الواقع .. جعلت البعض ينشئون حركات سياسية مسلحة .. و جعلت البعض الآخر .. يتبنون الثورة الشعبية .. ثم نكون لا نزال في محطة المجاملات و الكلام الهلامي و التكتيكي و ما يتبعه من اتفاقيات سطحية و صورية !! و في نظري انّ اهم موضوعات الحوار السياسي هى : 1/ تكوين السلطة الانتقالية .. ومهامها .. و سيادتها على مؤسسات الدولة العسكرية و المدنية .. 2/ وضع جيوش الجبهة الثورية .. 3/ قومية مؤسسات الجيش و الشرطة و الامن .. و الخدمة المدنية .. 4/ علاقة الحكومات الاقليمية بالحكومة القومية في الخرطوم .. 5/ التحقيق في الجرائم و المحاسبة و التعويض .. 6/ مناقشة قضية الدين و الدولة .. في جانبها القانوني المتعلق بحقوق الانسان فرد ، جماعة ، شعب في مجال حرية .. الفكر و البحث العلمي و الإعتقاد .. و حرمة الحياة الخاصة .. للأفراد و الجماعات .. انا هنا لم اذكر عبارة علاقة الدين بالدولة .. لقناعتي الكاملة بانّ المسألة مطروحة بشكل مشوب بالاخطاء و النواقص و التحايل .. ففيها تتم محاولة توحيد طرق الوصول الى حقوق الانسان المعاصرة .. بطريقة قانونية .. قسرية .. و ايضا تتم فيها بطريقة قانونية .. قسرية .. محاولة مصادرة حق الاحزاب و الشعب .. في حرية الاختيار .. كما انّ البعض يتخذ منها و من هُلام العلمانية .. حيلة يخفي بها رفضه لبعض او معظم حقوق الانسان الديمقراطية المعاصرة .. و من ثم التمويه على رغبته في ممارسة القمع و الوصاية و الاستغلال .. بإسم الدين .. آمل في القريب العاجل ان اتمكن من شرح فكرتي هذه بشكل وافي و مفصّل .. الحوار الفكري : نحن في حوجة ماسة .. حوجة حياة او موت .. الى نقاش شامل و صريح و واضح و محدد .. حول المشاريع الفكرية المطروحة في الساحة العامة .. حوار .. غايته هى : معرفة فكر الآخر بشكل واضح و محدد .. من لسانه هو .. فحاليا .. الجميع يتكلم عن مشاريع لديها عدد كبير جدا من الافهام او المدارس .. لذلك نجد انّ النقد إما منعدم او هو نقد عام او هلامي .. او هو نقد و اضح و محدّد .. لكن في نقاط ينكر الآخر انّها تخصه ! و النتيجة هى اننا لا نزال على الرغم من حدة ازمتنا الوطنية المتطاولة .. شبه مفتقدين لفضيلة .. النقاش الفكري او حتى قل الصراع الفكري .. بين مختلف التيارات الفكرية الموجودة في الساحة .. فمعرفة الآخر .. عن طريق تحديد نقاط الإتفاق و الإختلاف .. مهمة جدا في تسهيل قيام الاتفاقيات و التحالفات السياسية .. فهى من اهم وسائل ازالة سؤ الفهم و سؤ الظن و الشكوك .. و في نظري انّ اهم موضوعات مؤتمر الحوار الفكري هى : 1/ مشروع .. المرجعية الاسلامية في السياسة .. 2/ مشروع السودان الجديد .. 3/ المشروع القومي العربي .. 4/ المشروع (العلماني ) .. 5/ مناقشة كاملة شاملة .. لجميع حقوق الانسان المتعارف عليها عالميا .. لبيان كيفية فهمها .. و ايضا لبيان الموقف منها قبولا او رفضا او تحفظا .. و مناقشة الحقوق البديلة .. إن وجدت .. لدى من لديه بعضا من الرفض او التحفظ .. و من ثم بيان كيفية تفاعلها مع الواقع العُرفي و القانوني بغية تحولها الى ثقافة عامة و الى قانون .. 6/ هااااااام جدا .. ادارة حوار شامل بين جميع البرامج الاقتصادية .. لجميع الاحزاب و الجهات المشاركة .. فبعد الاطاحة بالدكتاتورية ستصبح مسائل الحريات و عنصرية الدولة .. الى حد كبير جدا من الماضي .. و سيكون الواقع الماثل و المُشكِل هو واقع المعيشة .. فما لم يكن لنا ما نقدمه في هذا المجال بشكل سريع و فعال و مثير للأمل و التفاؤل في الغد الافضل .. فإننا سوف نكرر اخفاقات 56م و 64م و 85م و جنوب نيفاشا .. امر مهم جدا جدا .. و هو انّ الحوار السوداني الجامع .. لا يصح انْ يكون حكرا على الاحزاب السياسية .. فيجب اعطاء اللجنة المختصة بالترتيب للحوار الوطني الشامل .. صلاحية ضم من ترى ضرورة وجوده من منظمات المجتمع المدني و الشخصيات الناشطة في الشان العام الفكري و الاجتماعي و السياسي .. و ذلك سواء بمبادرة منها او بطلب مقدم اليها .. خاتمة : ما لم يقم مؤتمر حقيقي و جدي .. للحوار الفكري السوداني .. حتما لن يقوم مؤتمر حقيقي و جدي للحوار السياسي .. و فشل الحوار السياسي .. سيؤدي الى الخروج فقط .. بإتفاق عام و سطحي و تكتيكي .. مع تحالف سياسي فوقي و هش .. لن تكون له القدرة على استيفاء مطلوبات الثورة الشعبية .. و من ثم ستقع اطرافه كلها او بعضها .. تحت رحمة الاتحاد الافريقي و ولاة امره في امريكا و الاتحاد الاوربي .. و من ثم سنتجه حتما نحو .. نيفاشا2 .. أى نحو مقاسمة في اطار بقاء الدكتاتورية .. مع هدنة مُختلة .. تنتهي بحريق شامل و خراب شامل ..