اعتبرت القوى السياسية الرئيسية خطاب عمر البشير يوم السبت صادما وناسفا وانقلابا على اتفاق أديس أبابا وعملية الحوار الوطني برمتها . ووصف رئيس تحالف قوى الإجماع الاستاذ فاروق أبوعيسى الخطاب لراديو دبنقا بمثابة انقلاب كامل على مسار ما يسمى بالحوار الوطني ، وانقلابا علي جهود الوساطة الافريقية والمجتمع الدولي ، وأكد (ان الوثبة كانت كذبة)، ودعا القوي السياسية المشاركة في الحوار الي ضرورة العودة الي التحالف من اجل اسقاط المؤتمر الوطني وتصفيته . وقالت الأمينة العامة لحزب الأمة الاستاذة سارة نقد الله، فى بيان أمس الثلاثاء ، ان خطاب البشير اتسم ب(اللامسؤولية الفاضحة) واطلق تصريحات مناقضة للواقع وإستراتيجيات الحكومة، (بل ومتناقضة في حد ذاتها، فهو يرتجل الحديث بلا تروٍ او تدبّر). واضافت (هذا إنما يدل على همجية الذهنية التي تحكمنا بالحديد والنار، وهي التي أوصلتنا للدرك السحيق الحالي من تمزق أفقدنا ثلث البلاد الجنوبي، وجيوش أجنبية تجول سنابكها في دارفور وأبيي، وصدور 61 قرار من مجلس الأمن الدولي ضد السودان). واعتبر عضو الهيئة القيادية للاتحادي الديمقراطي الأصل ميرغني مساعد خطاب البشير بانه غير مشجع لعملية الحوار ، وطالب كل القوي السياسية بضروة التوافق علي حل كل قضايا البلاد والجلوس علي مائدة واحدة ، واضاف مساعد قائلا لراديو دبنقا ( ان البشير يقول ما يقول ، لكن يجب ان يجلس الجميع علي مائدة واحدة لاخراج السودان من محنته). وقال كمال عمر الأمين السياسي للمؤتمر الشعبي لراديو دبنقا ، ان حديث البشير كان محبطا وغير ملائم ، واصفا الخطاب بانه متخلف جدا في مخاطبة الواقع . واضاف كمال عمر بان البشير استخدم لغة سياسية متخلفه ، مؤكدا انهم لم ولن يدخلون في اي انتخابات قبل استكمال الحوار ، مطالبا البشير بضرورة اطلاق سراح كافة المحكومين من الحركات واحترام الحوار الوطني . وشدد عمر بانهم لن يقبلوا ببرنامج الحكومة المطروح ، مشيرا الى ان هناك مطلوبات وضمانات من الضروري تنفيذها. أما أسامة توفيق، عضو المكتب السياسي لحركة الإصلاح الآن، فاعتبر خطاب النشير نسفاً لعملية الحوار الوطني واتفاق أديس أبابا ، ووثبة الي الوراء ، وصدمه للقوي السياسية . وقال لراديو دبنقا إن خطاب البشير غير مبشر حتى بالنسبة للعالم ، وانه جاء بمثابة انتكاسة كبيرة لعملية الحوار وسلب القوي السياسية من حقوقها. ونشر الدكتور غازي صلاح الدين العتباني رئيس حركة الإصلاح تصريحاً على صفحته الرسمية بالفيسبوك اليوم 1 أكتوبر يقول (إن تصريحات البشير الأخيرة حول الحوار الوطني تثبت أسوأ مخاوف الشعب السوداني وهي أن الحوار لم يخرج عن كونه تمرين علاقات عامة لتمرير أجندة المؤتمر الوطني وقيام الانتخابات على شروطه ومصلحته. وان إرسال الحكومة رسالة الى مجلس الأمن تفيد بان الحوار يمضي على أحسن حال مع إرفاق خارطة الطريق تزييف للحقائق واستغلال سيء لحسن نوايا القوى السياسية التي رضيت بالمشاركة في الحوار. وأكد ان هذه التطورات السالبة هي مسئولية المؤتمر الوطني وان الساحة السياسية ستتجه اتجاهات جديدة بعد هذه التطورات ويرجى ان تلتقي القوى السياسية بعد العيد للتشاور حول خيارات السياسة السودانية بمنأى عن مراوغات المؤتمر الوطني) .