رغم الحرب النفسية التي شنتها الاجهزة الامنية على ندوة قوى الاجماع ، بادعاء مخطط تخريبي ينطلق من الندوة ، ورغم الوجود الامني الكثيف ، قامت الندوة امس الاثنين 7 مارس بدار الحركة الشعبية بالمقرن وسط حضور جماهيري كبير ، وتحدث فيها الاساتذة فاروق ابوعيسى ، ياسر عرمان ، عبد الجليل الباشا ، نجاة الحاج ، كمال عمر ، ابراهيم الشيخ وصديق تاور . وأجمع المتحدثون على رفض تزوير الانتخابات في جنوب كردفان ، وعلى رفض التخويف والابتزاز بفبركات المخططات التخريبية . وقال رئيس هيئة قوى الاجماع الوطني فاروق ابو عيسى ان هنالك شبه اجماع من قيادات التحالف على ان الحوار مع الحزب الحاكم استنفد اغراضه لجهة ان المؤتمر الوطني (اصبح كمن لا يرى ولا يسمع) . وشدد ابوعيسى على انهم بدأوا فعليا في اعداد قواعدهم للتحرك وتنظيم الاحتجاجات والمطالبة بالتغيير واسقاط النظام. وطالب ابوعيسى، الجماهير بالتوجه غدا لميدان ابوجنزير بالخرطوم لاعلان تضامنهم مع الثورات العربية، واضاف لدينا ميادين وساحات لها تاريخ مهم مع النضال، مبينا ان التظاهرات ستنتظم في كافة المدن السودانية كانطلاق نحو التغيير المنشود والاطاحة بالنظام. وقال ( لن نستأذن من احد ليمن علينا ببعض من الحرية التي هي من حقوقنا الاساسية) وقال الأستاذ ياسر سعيد عرمان الأمين العام للحركة الشعبية مخاطباً الندوة : ( لقد حاول المؤتمر الوطني إقتلاع هذه الندوة قبل أن يحاول إقتلاع جنوب كرفان،مشيراً إلى أنهم إن فشلوا في إقامة ندوة فسيفشلون في منع إقتلاع ولاية جنوب كردفان) . وقال إذا عطست ولاية جنوب كرفان فستصاب الخرطوم بالزكام ، وأشار من جانبه لما نشرته وكالة ال (smc) التى وصفها بالفجور قائلاً(لقد عطست هذه الوكالة التابعة لجهاز الأمن قبل أن تعطس الخرطوم). وجدد عرمان تحذيره للمؤتمر الوطني ومفوضية الإنتخابات بأنه إذا تأكد لهم أن المفوضية لا تستطيع الإشراف على الإنتخابات بالصورة المطلوبة، فسنطالب بأن يشرف عليها مراقبون دوليون. قائلاً أن أي تلاعب أو تزوير في جنوب كردفان سيؤدي إلى ثورة في كل السودان. وقال أمام الحكومة إحدى خيارين:إنتخابات حرة ونزيهة،أو سنذهب إلي جهة أخرى،وأعلن رفضه القاطع لأي إتجاه من المؤتمر الوطني للتزوير(كل من يريد تزيف إرادة الشعب سنرد عليه ( زنقا.. زنقا) وأشار إلى عزم المؤتمر الوطني تكوين ولايات جديدة وإعتبرها سياسة لمزيد من التحكم في الولايات وقال أن ذلك غير ممكن ودعا لضرورة تغيير سياسات الخرطوم. وكرر عرمان تحذيره للمؤتمر الوطني من التلاعب وتزوير إنتخابات جنوب كرفان قائلاً (أن جنوب كردفان مسمار نص السودان إذا إنكسر سينفرط عقد السودان لأنها رابط بين الشمال والجنوب الذي يمكن أن يعود على أسس جديدة). وقال نعلن نحن كقوى إجماع وطني رسمياً فوزنا بإنتخابات جنوب كرفان،مؤكداً بالقول (سنعلنها كولاية محررة إنتخابياً ) . وذكر للحضورأن كل القوى السياسية ستقيم ندوات مستمرة في كل أرياف الولاية ،داعيا ليكون بالولاية إستحقاق إنتخابي سلمي . واما عن دعاوي المؤتمر الوطني لمكافحة الفساد، فقال عرمان ( أن الفساد لا يمكن محاربته إلا بالحريات في ظل سيادة الدستور وحكم القانون. ودعا لإطلاق سراح المعتقلين السياسيين وعلى رأسهم الدكتور حسن عبد الله الترابي، وصحفيي دارفور العاملين ب (راديو دبنقا) مطالباً بإطلاق سراحهم أو تقديمهم لمحاكمة عادلة. وقال في الفترة الأخيرة تمّ الإعتداء بالضرب والإعتقال لعدد من عضوية الحركة الشعبية والقوى الديمقراطية والوطنية مستهجناً الإعتقال كفعل غير دستوري، قائلاً لم يكتفوا بذلك بل إستخدموا عدة أساليب قذرة من بينها التعذيب الذي قال أنه موثق. ودعا لفتح تحقيق عاجل حول إغتصاب الناشطة صفية إسحق وقال أن الدولة لم تبرئ ساحتها من هذا الفعل غير الاخلاقي وتساءل كيف يمكن السكوت على هذه الجريمة النكراء. ونوه إلى أن الحركة الشعبية بالشمال اعتمدت ترتيبات جديدة، مشيراً إلى تصريحات وردت ببعض الصحف حول عدم السماح للحركة الشعبية بالعمل ،قائلاً (نحن لن نطلب إذنا من أحد،نحن موجودون بالقانون وبالدستور،نحن مسجلون ورئاستنا في الخرطوم) وختم عرمان حديثه بالقول (سنعمل على تغيير الشمال حتى يلتحق بركب الحداثة والحضارة،وسنسعى إلى إقامة دولة يحترم المركز فيه الأقاليم ، دولة تحترم النساء) قائلاً يجب أن نبني دولة حاضرة في المحيط العربي والأفريقي . من جانبه قال الأستاذ عبد الجليل الباشا أن أكبر فشل للحكومة السودانية هو إنفصال الجنوب ذلك لأن السودان يعتبر جسر العبور بين بين أفريقيا جنوب الصحراء وشمال الصحراء. وقال القيادي بحزب الأمة أن جنوب كردفان همزة الوصل بين الشمال والجنوب،ولقد تعرضت ولاية جنوب كردفان لغبن تاريخي وتعرض أهلها لقهر وظلم كبيرين. وحول الإنتخابات قال الباشا نريد إنتخابات عادلة وحرة ونزيهة لتعبر عن أهل الولاية،لأنها ترتبط بالمشورة الشعبية فإذا كانت هذه الإنتخابات نزيهة فستكون المشورة الشعبية كذلك.وقال أن المؤتمر يريدها مزورة لتزوير إرادة الشعب،فقد بدأ بالتزوير منذ الإحصاء السكاني. أما الاستاذ كمال عمر فقد وصف النظام بنظام القرشيين الجدد الذين لا يعرفون دينا ولا أخلاقا،والإسلام عندهم عبارة عن (شماعة). وذكر أن هذه هي الأيام الأخيرة للنظام الذي لا يريد أن يستفيد من تجارب الذين سبقوه في تونس ومصر،مذكرا بثورتي إكتوبر وأبريل المجيدتين. وقال (سنشوت) النظام عبر زاوية محددة عبر جنوب كردفان. وتحدث كمال عمر عن وضع البلاد الراهن التي تعاني من فراغ دستوري،وليس بها قضاء عادل،مع غياب كامل للبرلمان. وقال أن رحلة التحرر إبتدأت من هذه الندوة حتى الذهاب لأبو جنزير. وإتفق كمال عمر مع الذين سبقوه في الحديث حول عدم السماح بتزوير إنتخابات جنوب كردفان قائلاً (إستراتيجيتنا كقوى إجماع وطني عدم السماح بالتزوير) وخاطب حشود الندوة:(الوالي يجب أن يكون منكم وبإختياركم أنتم) . من جانبها، اكدت ممثلة الحزب الاتحادي الديمقراطي الاصل نجاة الهادي تصدي حزبها لقيادة عملية تعبئة الجماهير بالتنسيق مع قوى الاجماع الوطني وقالت (نحن الآن في خندق واحد ولن يملي علينا المؤتمر الوطني ما يراه وفق امزجته) واضافت (الاتحادي رائد الاستقلال وجماهيرنا حينما تخرج لا تعود ادراجها الا بعد ان تقطف ثمار الثورة). الى ذلك، طالب ممثل حزب البعث العربي الاشتراكي، صديق تاور، المؤتمر الوطني بالكف عن التكتيك وتبني المواقف الغامضة لتمرير اجندته الخفية في انتخابات جنوب كردفان، وقال ان الحزب الحاكم لجأ الى حيل التزوير والخروقات. وطالب القيادي في الحزب الشيوعي صديق يوسف، بإتاحة الفرصة للمشورة الشعبية حتى عام آخر، وقال ان الفترة المتبقية بعد الانتخابات في الثاني من مايو لا تكفي لمهام مفوضية المشورة الشعبية، الامر الذي يستدعي اتاحة فرصة زمنية كافية لترسيخ مفاهيم ربما ستؤول الى كارثة حقيقية بسبب تعنت المؤتمر الوطني على رتق الانتخابات بكافة السبل لاستحيائه بعد ان نضبت مواعين التنمية بالولاية بسبب سياساته الفاشلة . واما إبراهيم الشيخ فدعا بعدم السماح بأن يكون جنوب كردفان جنوباً آخر، داعياً أهل الولاية البقاء في السودان لأجل بناء سودان جديد. وقال أنه لا تراجع بل مزيداً من النضال لأجل إنتخابات حرة ونزيهة ولأجل مشورة شعبية حقيقية لأنها هى التي بقيت من إتفاقية السلام،ولذا فإننا نحرص عليها مثل حرصنا على أبائنا وأهلنا. وتساءل هل الناس في حاجة لمزيد من التهميش وزيادتهم بؤساً على بؤس التهميش بالتزوير،وقال (نحن نحتاج لإرادة شعبية حقيقية). وأشار في حديثه لقضية الظلاب الذين يدرسون في جامعات جنوبية قائلاً (ان الحكومة الحالية ليس لها ترتيب مسبق للقضايا ،حتى يقع الفأس على الرأس،كما حدث في قضية الظلاب الشماليين الذين يدرسون في جامعات جنوبية) .