ود المدني من سخرية الزمان وهمجية المكان و كثرة الإستهجان أضحت الجزيرة مقبرة ليست للموتي الذين أضحوا بين يدي مالك الملك الذين ندعو لهم عند كل عشية وضحاها بأن يتغمدهم بواسع رحمته التي وسعت كل شئ فحسب . بل أضحت مقبرة ومزبلة حتي لموتي الضمائر وضعاف النفوس والكنوز والنفوذ من أصحاب المقاعد القطائفية والقفاطين . أصحاب الولائم والعزائم الدسمة وساكني القصور المزواجين مثني وثلاثآ وما خفي اعظم ناهيك عن مؤهلاتهم التي تفوق علم الغيب التي كفلت لهم الإمتيازات و المرتبات ذات الخمسة أصفار التي لا يلقاها إلا ذو فضل عظيم . وكل هذا و مواطن الجزيرة يعيش حياة (ضنكة فقرآ وجوعآ وتعليمآ … وصحة ) إذ بلغت حالات الملاريا بالجزيرة أكثر من مأتي ألف حالة ومن توفاهم الله خلال الإسبوعين الماضيين بالملاريا أكثر من مأتي وخمسون ( مرحومآ) وليست مواطنآ ، لأن للمواطنة شروطآ لها وعليها . ووزارة الصحة أصبحت وزارة النفي والإنكار برغم أن دورها في مكافحة الامراض يعتمد أصلآ علي وزارة المالية القرينية التي من المفترض ان توفر لها طائرات الرش والمبيدات والعلاجات . ولكن من أين ؟؟؟ طالما أن مرتب المدير العام لوزارة المالية فقط يبلغ ثلاثون الف جنيه فما بالك بالسبعة مدراء العاميين بالوزارات الآخري !! ومالهم بشأن تلك الملاريا او الحمي النزفية او حتي الحمي الحبشية التي ظهرت حديثآ ووسط نكران تكتم تام . فإن مدير عام وزارة المالية (صاحب العمارتين و الحافلتين والمليون دولار ) يبدو أنه يعمل بمبدأ (حد يموت ولا مالآ يفوت) ذا الرجل الذي يبدو أنه قد تم إختياره بتفوقه علي رصفاه بعلم الغيب و طباعة العملة فضلآ عن معاكسة وزيره وسب واليه وحتي رئيس جهوريته .. فماله ومال الملاريا ومكافحتها . جزيرة حباها الله بأصدق وأنقي وزيرين الدكتور (الفاتح مالك) و زير الصحة و الشفيف (أحمد عثمان) وزير المالية و ثالثهم الأصيل (عصام عوض الكريم) ووالي متزن وذو أخلاق ولكنه مسير حتي في أدق القرارات .. ولكن للأسف لا يصلح سوي طيارآ أو بحارآ أو عزرائيل كي يأخذ أمره من واحد فقط لا إثنان ولا مشورة من أحد الأخريين ( إياهم أعني) . أما ماتبقي بالولاية من سياسيين و تنفيذيين فالحمي النزفية قد تكون بردآ وسلامآ إذا ما أصابتهم فإنها فقد تخفف عليهم شيئآ من عذاب يوم القيامة . فمرض السرطان علاجه الكيمائي الذي هو أخطر من المرض نفسه . و نسأل الله أن يصلح الحال الذي أصبح من المحال أو أن يأخذهم أخذ عزبز مقتدر . رسالة للسيد وزير المالية والسبد وزير الصحة ________________ مواطني الجزيرة أمانة في أعناقكم أنتم الإثنان فلا تخشوا في الحق لومة لائم ولا تأخذكم شفقة ولا رحمة بكل من يتلاعب أو يقصر أو يتأخر في تأدية واجبه تجاه إنقاذ حياة مواطن … فانتم من تسألون من المولي عز وجل عن ما أئتمنم به يوم لا ينفع مال ولا بنون .ولا (قرين) .