قال السيد الصادق المهدي رئيس حزب الأمة القومي إن خطأ دستورياً شاب قرار المؤتمر الوطني بترشح عمر البشير في الانتخابات المقبلة. وأضاف في حديث لوكالة (رويترز) أمس ، قائلاً ان ( هذه القرارات تشكل خطأ مركبا ، خطأ دستورياً وخطأ سياسياً وخطأ اقتصادياً وخطأ دولياً . أما الخطأ الدستوري فهذا النظام قد اتخذ دستورين دستور 1996 ودستور 2005 وكلاهما نص على ان الرئيس يبقى في السلطة فقط لدورتين لكل دورة اربع سنوات). وقال إن ملاحقة المحكمة الجنائية الدولية للبشير تسبب مشكلات للسودان ، مضيفاً ( هناك ملاحقات للسودان بالنسبة لموقفه من المحكمة الجنائية. وهناك الآن (62) قراراً من مجلس الأمن أغلبها بموجب الفصل السابع ضد النظام القائم في السودان. هذه القرارات وهذه المواقف تشل حركة النظام السوداني بقيادة الرئيس الحالي). وكان مجلس شورى حزب المؤتمر الوطني قدم أمس الأول عمر حسن البشير كمرشح وحيد لرئاسة الحزب ولمنصب الرئاسة في الانتخابات المقررة في أبريل من العام المقبل 2015 . ولوحظ غياب علي عثمان محمد طه النائب الاول السابق لعمر البشير عن اجتماع مجلس الشورى . وجدير بالذكر ان عمر البشير سبق وتعهد فى عدة مناسبات بعدم الترشح مرة اخرى لرئاسة الجمهورية . وقدم الإسلامي البارز البروفسير الطيب زين العابدين حيثيات سياسية وقانوينة بضرورة تنحي المشير عمر البشير عن السلطة . وفي مقال بصحيفة (سودانايل) 15 اكتوبر ، أورد البروفسير الطيب زين العابدين ضمن الحيثيات القانونية ان دستور جمهورية السودان الحالى ينص فى المادة (57):(يكون أجل ولاية رئيس الجمهورية خمس سنوات تبدأ من يوم توليه لمنصبه ويجوز إعادة انتخابه لولاية ثانية فحسب). وتنص المادة من النظام الأساسي لحزب المؤتمر الوطني (المعدل في 2011) (لا يجوز إعادة انتخاب أو اختيار شاغلي المهام التنظيمية للمؤتمر الوطني في كافة المستويات التنظيمية لأكثر من دورتين). ويقول دستور الحركة الإسلامية لسنة 2012 في المادة (30/5) (تكون دورة القيادات التنظيمية في مستويات الحركة كافة أربعة أعوام ويمكن أن تجدد لدورة ثانية فحسب).(http://www.hurriyatsudan.com/?p=165348). كما سبق وقال المحلل السياسي ل(حريات) ان الادارة الامريكية ظلت منذ زمن تضغط لأجل تسوية تتيح للمؤتمر الوطنى المحافظة على أهم مكاسب (التمكين) بان يصبح عبر اصلاحات محدودة مركزاً تدور حوله اقمار القوى السياسية الرئيسية الاخرى ، ومن هذه الاصلاحات (تطهير) النظام بتخليصه من عبء عمر البشير بتوفير هبوط ناعم وملاذ آمن له ، وقد ظلت القوى الديمقراطية السودانية تكرر بان هذا المخطط على تواضعه لن يجد القبول من عمر البشير وانه سيظل يتمسك بسلطته الا اذا ايقن بان رأسه مقابل تاجه . وقال بان الحركة الاسلامية تواجه حالياً ما يمكن وصفه بخزى حركة باعت نفسها للشيطان ، حيث تحولت حركة لها أكثر من أربعين عاماً الى جوقة موسيقية لتلحين كلمات عمر البشير ، وقال ان هذا هو المآل الطبيعى لحركة صعدت الى السلطة بالعنف ثم حافظت عليها بالعنف فانتهت الى ان يتقدم صفوفها رجالات العنف ، واذ دخل النظام فى طور افلاسه الاخير فانه عاجز حتى عن مجرد استبدال (كمندة) العنف عمر البشير بكمندة آخر! وختم المحلل السياسي قوله بانه كلما تطابقت الجمهورية الثانية مع عمر البشير ، وهذا ما يجري الآن ، كلما تطابقت مع مصيره الشخصي ، وهو كرت محروق ، قوة نافدة ، وبلا أفق ، والخيار الحقيقي المتاح له : اما ان ينتحر بشرف لوحده – فيتنحى ويسلم نفسه للعدالة الدولية ، أو ينتحر بخسة ونذالة ، كما يفعل الآن ، بأن ينحر معه جماعته في عرس لنحر البلاد ، وهذا بالطبع اذا لم تتمكن قوى التغيير من ازاحته وكل نظام الطغيان .