تنظم مؤسسة سلطان بن على العويس الثقافية معرض "انطباعات" للفنان التشكيلي السوداني حسين جمعان وذلك يوم الاربعاء 29 اكتوبر بقاعة المعارض في مبنى المؤسسة. ويعتبر جمعان الأكاديمي المتخصص في الفن التشكيلي والأستاذ في عدد من الجامعات من أوائل الفنانين السودانيين في الفن التشكيلي شارك منذ عام 1966 في اكثر من ستين معرضا حول العالم، وحازت لوحاته على عدد من الجوائز العالمية أشهرها الجائزة الكبرى والميدالية الذهبية لأدب ورسومات الأطفال (نوما) في طوكيو 1999. تطغى على أعمال جمعان تفاصيل البيئة السودانية ويظهر واضحا اثرها في مجمل لوحاته وبخاصة التفاصيل والرموز النوبية القديمة والتي تبدو جلية للمشاهد فهو يعتمد الرموز التاريخية لمملكة كوش في عدد من اعماله ليجعل السودان هو الملهم الحقيقي لفنه، وتتضح تلقائية الرسم وبساطة الخطوط والتي تشابه الى حد بعيد طريقة الأطفال وهم يرسمون الحصان بلون أخضر، والوجه بأربعة عيون، وبنسب غير مألوفة. ولفرادة تجربة الرسام السودانين قال عنه الناقد بسطاوي بغدادي أن لوحات جمعان جمعت القديم بالحديث والتراث بالمعاصرة. استلهم لوحاته من ارض نبتة. ومن نشاته في هضاب "التاكا" وانتمائيته لحضارة نوبية غنية وتاريخ "كوش" العريق. واعتبر الفنان محمود عمر ان رمزيوة جمعان متطورة، مكثفة وشاملة تستوعب كل ما هو موجود على سطح اللوحة. ويقول عنه الأديب يوسف عايدابي " تغالب أعمال حسين جمعان أحوال الخسران وأفول الجمال في حاضرنا، جاهدة أن تنير اللون "ببحر لجي في نفق الأكوان"، عالم يبشر بحياة، يغدق تصاويرها على ما يفيض به الشجن من ذكريات و حكايا أقمار السهاد. يذهب الفنان من العوالم القريبة المتخيّلة الى ما لا يدرك إلا بالبصيرة، فيصبح على مبصر اللوحة إدراك ما لا يُدرك بالعين، ولكنه يسحر البصر. الشاعر في الرسام، الرائي في الراوي، إئتلاف كشف وانطباع، لم يعد التعبير الصوري عند حسين جمعان مصادفات لونية أو تقاطع خطوط، بل هو في دخيلة الفنان "مسك مهراق في دم فوار"، ذلك أن الذي نبحث عنه خارج الإطار هو المخبوء داخله، ولكن الناظر إليه يلج إلى سره المكنون بانجذاب آسر .