على الرغم من زيادة الاهتمام الدولي بجرائم قتل الصحفيين، إلا أن الحكومات قصّرت فى اتخاذ إجراءات جدية للحد من المعدلات المرتفعة للعنف الذي يستهدف الصحفيين وإفلات مرتكبيه من العقاب، حسبما وجد تقرير جديد أصدرته اليوم لجنة حماية الصحفيين. لقي 370 صحفياً حتفهم خلال السنوات العشر الماضية، وقد استُهدفوا في انتقام مباشر منهم بسبب عملهم. وكان أغلبهم من الصحفيين المحليين الذي يغطون قضايا الفساد والجريمة وحقوق الإنسان والشؤون السياسية أو الحرب. وساد الإفلات التام من العقاب في 90 بالمائة من هذه الجرائم، إذ لم تصدر أي إدانة ضد مرتكبيها. وقالت إليزابيث ويتشيل، المؤلفة الرئيسية للتقرير ومستشارة لجنة حماية الصحفيين في حملتها الدولية ضد الإفلات من العقاب، "إن جرائم القتل التي لا تجري بشأنها تحقيقات ولا يُكشف عن مرتكبيها والتي يذهب ضحيتها صفحيون يسعون لإيصال المعلومات لمجتمعاتهم وللعالم، هي أحد أكبر التهديدات التي تواجه حرية الصحافة حالياً. ومن الأهمية بمكان أن تعمل الحكومات الوطنية ومنظومة الأممالمتحدة على توفير الموارد والدعم السياسي من أجل كسر حلقة الإفلات من العقاب في جرائم قتل الصحفيين". يصدر هذا التقرير، وعنوانه: "الطريق إلى العدالة: كسر طوق الإفلات من العقاب في جرائم قتل الصحفيين"، إحياءً للاحتفال الأول باليوم الدولي الذي أقرته الأممالمتحدة لمكافحة الإفلات من العقاب في الجرائم المرتكبة بحق الصحفيين، وذلك في 2 نوفمبر/تشرين الثاني من كل عام. ويحتوي التقرير على بيانات وتحليلات إضافة إلى آراء قدمها خبراء دوليون وصحفيون وأفراد من أسر الضحايا ونشطاء في مجال حرية الصحافة. ووجد التقرير أنه في حين تعمل النزاعات والفساد والمؤسسات الضعيفة على زيادة الإفلات من العقاب، يظل نقص الإرادة السياسية هو العائق الأكبر أمام تحقيق العدالة. وينظر التقرير بحرص إلى المناخات التي سجلت فيها لجنة حماية الصحفيين أعلى معدلات الإفلات من العقاب والعنف المناهض للصحافة، كما هو الحال في العراق والصومال والفلبين والمكسيك وروسيا، كما يدرس التقرير الأوضاع في البلدان التي استُهدف فيها الصحفيون بأعداد مثيرة للقلق، كما هو الحال في سوريا. ويسلط التقرير الضوء على البلدان التي بدأ يظهر فيها تحسن، مثل كولومبيا والبرالزيل، والتحديات التي ما زالت تواجهها. ووضعت لجنة حماية الصحفيين سلسلة من التوصيات التي تستند إلى نتائج التقرير، وتتضمن دعوة الحكومات الوطنية والقادة الساسيين إلى إصدار شجب علني ولا لبس فيه لجميع أعمال العنف ضد الصحفيين. وناشدت وكالات الأممالمتحدة والهيئات الحكومية الدولية والإقليمية أن تتخذ إجراءات ملموسة لمساءلة الدول بشأن التزاماتها بمكافحة الإفلات من العقاب، ودعا التقرير الصحفيين المحليين والدوليين أن يعملوا على رصد تنفيذ هذه الإلتزامات والإبلاغ عن ذلك. لجنة حماية الصحفيين هي منظمة دولية مستقلة غير ربحية تعمل على حماية حرية الصحافة في جميع أنحاء العالم.