الدكتور حسن الترابي .. زوايا وأبعاد    بيان جديد لشركة كهرباء السودان    راشد عبد الرحيم: الجنسية والقبيلة    أحمد السقا ينفي انفصاله عن زوجته مها الصغير: حياتنا مستقرة ولا يمكن ننفصل    منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية مارتن غريفيث: المدنيون في الفاشر يكافحون بالفعل من أجل البقاء على قيد الحياة    بايدن يؤكد استعداده لمناظرة ترامب    الأهلي يهزم مازيمبي بثلاثية نظيفة ويصعد لنهائي الأبطال    الأهلي يعود من الموت ليسحق مازيمبي ويصعد لنهائي الأبطال    أرنج عين الحسود أم التهور اللا محسوب؟؟؟    الصناعة.. قَدَر الخليج ومستقبله    وصول طائرة للقوات المسلّحة القطرية إلى مطار بورتسودان    السودان..تحذير خطير للأمم المتحدة    شاهد بالفيديو.. حكم كرة قدم سعودي يدندن مع إبنته بأغنية للفنان السوداني جمال فرفور    شاهد بالصور.. رصد عربة حكومية سودانية قامت بنهبها قوات الدعم السريع معروضة للبيع في دولة النيجر والجمهور يسخر: (على الأقل كان تفكوا اللوحات)    هل فشل مشروع السوباط..!؟    مخاوف من قتال دموي.. الفاشر في قلب الحرب السودانية    سوق العبيد الرقمية!    صلاح في مرمى الانتقادات بعد تراجع حظوظ ليفربول بالتتويج    أمس حبيت راسك!    وزير سابق: 3 أهداف وراء الحرب في السودان    الصين تفرض حياة تقشف على الموظفين العموميين    (المريخاب تقتلهم الشللية والتنافر والتتطاحن!!؟؟    وكالة الفضاء الأوروبية تنشر صورا مذهلة ل "عناكب المريخ" – شاهد    والي ولاية الخرطوم يقف على إنجاز الطوف المشترك لضبطه متعاونين مع المليشيا ومعتادي إجرام    دخول أول مركز لغسيل الكلي للخدمة بمحلية دلقو    والي ولاية الخرطوم يقف على إنجاز الطوف المشترك لضبطه متعاونين مع المليشيا ومعتادي إجرام    "منطقة حرة ورخصة ذهبية" في رأس الحكمة.. في صالح الإمارات أم مصر؟    شركة توزيع الكهرباء في السودان تصدر بيانا    تصريحات جديدة لمسؤول سوداني بشأن النفط    إيفرتون يصعق ليفربول بثنائية    لطرد التابعة والعين.. جزائريون يُعلقون تمائم التفيفرة والحلتيت    إقصاء الزعيم!    دخول الجنّة: بالعمل أم برحمة الله؟    حدثت في فيلم كوميدي عام 2004، بايدن كتبوا له "وقفة" ليصمت فقرأها ضمن خطابه – فيديو    خادم الحرمين الشريفين يدخل المستشفى    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    عملية عسكرية ومقتل 30 عنصرًا من"الشباب" في"غلمدغ"    إثر انقلاب مركب مهاجرين قبالة جيبوتي .. 21 قتيلاً و23 مفقوداً    تطعيم مليون رأس من الماشية بالنيل الأبيض    مدير شرطة ولاية نهرالنيل يشيد بمجهودات العاملين بالهيئة السودانية للمواصفات والمقاييس    سعر الريال السعودي مقابل الجنيه السوداني من بنك الخرطوم ليوم الإثنين    صلاح السعدني ابن الريف العفيف    أفراد الدعم السريع يسرقون السيارات في مطار الخرطوم مع بداية الحرب في السودان    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    لمستخدمي فأرة الكمبيوتر لساعات طويلة.. انتبهوا لمتلازمة النفق الرسغي    عام الحرب في السودان: تهدمت المباني وتعززت الهوية الوطنية    مضي عام ياوطن الا يوجد صوت عقل!!!    مصدر بالصحة يكشف سبب وفاة شيرين سيف النصر: امتنعت عن الأكل في آخر أيامها    واشنطن: اطلعنا على تقارير دعم إيران للجيش السوداني    إصابة 6 في إنقلاب ملاكي على طريق أسوان الصحراوي الغربي    مفاجآت ترامب لا تنتهي، رحب به نزلاء مطعم فكافأهم بهذه الطريقة – فيديو    راشد عبد الرحيم: دين الأشاوس    مدير شرطة ولاية شمال كردفان يقدم المعايدة لمنسوبي القسم الشمالي بالابيض ويقف علي الانجاز الجنائي الكبير    الطيب عبد الماجد يكتب: عيد سعيد ..    بعد نجاحه.. هل يصبح مسلسل "الحشاشين" فيلمًا سينمائيًّا؟    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    «أطباء بلا حدود» تعلن نفاد اللقاحات من جنوب دارفور    دراسة: القهوة تقلل من عودة سرطان الأمعاء    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مختصون يؤكدون : لا اطمئنان مع ايبولا ، وعلى السودانيين ان يقلقوا دون ان يجزعوا
نشر في حريات يوم 04 - 11 - 2014

أقام منتدى كلية الطب بجامعة الأحفاد محاضرة يوم السبت بعنوان (الايبولا- السودان) تحدثت فيها د. حياة صلاح الدين خوجلي مديرة إدارة الاستعداد والتصدي للأوبئة بوزارة الصحة الاتحادية، وداخلها عدد من المهتمين والأطباء والأخصائيين.
وأقيمت المحاضرة بقاعة (عواطف إمام) بجامعة الأحفاد وتم فيها تداول أهم الحقائق حول مرض الإيبولا وفشياته الماضية التي بلغت 23 في الأعوام 1976-2012م ثلاث منها دخلت السودان، ثم الحقائق حول الفشية الحالية (2014م) التي ضربت دولاً بغرب أفريقيا وتعدتها مما أصاب العالم بالذعر.
وذكرت خوجلي في المحاضرة المقدمة باللغة الإنجليزية والمسنودة بالعرض الضوئي، والتي أدارها البروفسر الشيخ محجوب جعفر الخبير السابق بمنظمة الصحة العالمية، ذكرت حقائق حول فشيات المرض السابقة في السودان (في اعوام 1976م، 1979 و2004م)، وفي بلدان أفريقية أخرى، وحول الفشية الحالية بغرب أفريقيا. كما تعرضت لنسبة خطورة نقل المرض للسودان التي قالت إنها تبلغ نسبة 6.5% للنقل عبر الطيران مع وجود مخاطر نقل أخرى أهمها الحج واليوناميد والحدود الطويلة المفتوحة مع دول جارة للدول المصابة، وذكرت الاستعدادات التي اتخذتها وزارة الصحة للحيلولة دون ذلك.
وقد تأرجح تفاعل المشاركين إزاء الحقائق التي ذكرتها بين من يراها مطمئنة ومن يراها تضيف للقلق. وكان المعقب الرئيسي عليها هو د. مبارك كرسني من جامعة كرري والذي شغل منصب مدير الصحة العامة بمعمل استاك.
وأفصحت د. حياة خوجلي عن الإجراءات التي اتخذتها اللجنة العليا للإيبولا بوزارة الصحة الاتحادية، مؤكدة أن المرض لم يدخل السودان بعد. فيما نفت ما نسب إليها قبل أسابيع من أن خطورة دخول المرض للسودان هي 0%، أي أنه لا يوجد أي احتمال دخول، عازية ذلك التصريح لخطأ إعلامي. واعترفت خوجلي بقصور خطة الوصول للجمهور عبر الإعلام والتوعية الضرورية حول وسائل نقل المرض واجراءات الوقاية منه.
في المقابل عبر متداخلون عن أن (المحاضرة تطمينية أكثر مما يجب وأن على الناس ألا يطمئنوا مع الإيبولا وأن يتخذوا أقصى درجات الحذر)، كما عبر البعض عن خطل سياسة الإنكار الرسمية باعتبارها المصدر الأساسي للفزع والتشكيك. وطالب عديدون باقتناء معامل فحص الإيبولا.
وطالبت المتحدثة المواطنين لدى وجود حالة اشتباه بالإيبولا بالاتصال فوراً بغرفة الطواريء والأرقام هي: بالنسبة لولاية الخرطوم الرقم 0123391119، أما بالنسبة لشبكة الاتصالات في مختلف الولايات فهي: 0123399991/ 0123399991/ 0123391113.
أنواع كثيرة أخرى للحمى النزفية
وتعرضت خوجلي في بداية المحاضرة لوجود أنواع كثيرة من الحمى النزفية الفيروسية في السودان، ووضحت أن الحمى النزفية الفيروسية viral hemorrhagic fever VHF (وهي مصطلح يشير إلى مرض وخيم، مصحوب بنزف في بعض الأحيان، قد يسببه عدد من الفيروسات) موجودة بأشكال مختلفة في السودان منها الحمى الصفراء وحمى الضنك وحمى الوادي المتصدع النزفية. بعضها ينقل عبر البعوض مثل الصفراء والضنك والوادي المتصدع، أو الفئران، والبعض الآخر بالعدوى من إنسان لآخر.
وقالت إن حمى الإيبولا يمكن الإصابة بها عن طريق الاتصال بالحيوان المصاب بالعدوى أو أكل لحمه (كالقرود)، أو عن طريق إنسان لآخر وذلك عبر سوائل الجسم.
فشيات الإيبولا السبقة
وقالت خوجلي إن السودان (بالأحرى مناطق فيه في جمهورية جنوب السودان حالياً) عانى من مرض الإيبولا في فشيات ماضية، فقد كان أول ظهور للمرض في عام 1976م في مدينة انزارا بجنوب السودان، وتزامن مع ظهوره في قرية تقع بالقرب من نهر ايبولا بجمهورية الكونغو الديمقراطية ومن اسم النهر جاءت تسمية المرض.
وتعرضت لفشيات المرض التي انحصرت كلها في القارة الأفريقية في الماضي، حيث حدثت 23 فشية منذ 1976م وحتى 2012م بلغت حالاتها الإجمالية 2388 بمتوسط نسبة الوفاة 67%. ولكن الفشية الحالية للمرض مختلفة من حيث انتشار العدوى لبلدان وقارات عديدة ومن حيث حجم الوباء الذي بلغت حالات الإصابة فيه نحو 13 ألف، وبلغ عدد المتوفيين أكثر من 4 آلاف.
ثم تطرقت لحالات تفشيات المرض في السودان في الماضي وقالت إنه في فشية 1976 في انزارا ومريدي بلغت حالات الإصابة 285 حالة توفي منهم 151 بنسبة وفاة 53%، وفي 1979 كانت هناك فشية في في انزارا ويامبيو بلغت الإصابات 24 حالة توفي 22 منهم بنسبة وفاة 95%، وفشية ثالثة في يامبيو في 2004م بلغت الإصابة 17 حالة وتوفي منهم 7 بنسبة وفاة 41%.
إيبولا 2014م والتفشي الواسع
ثم تطرقت خوجلي للفشية الحالية التي سببت الذعر العالمي لأنها جاءت على نطاق واسع وتحولت لوباء، حيث يفوق عدد المصابين كل الفشيات السابقة مجتمعة، فقد تم تسجيل بداية الفشية لدى منظمة الصحة العالمية في مارس 2014م، ولكن علاوة على انتشار المرض بسرعة وكثافة في ليبريا وسيراليون، انتقل لدول بل قارات أخرى عبر الطيران، وفي 8 أغسطس أعلنت منظمة الصحة العالمية أن الإيبولا يشكل خطراً عالمياً. ووصل المرض لنيجريا والسنغال وأسبانيا والولايات المتحدة الأمريكية ومالي. وتحدثت خوجلي عن الاستنفار الدولي والإجراءات التي اتخذت دولياً لضمان محاصرة المرض ومكافحة انتشاره عالمياً. وقالت إن الحالات المسجلة للإصابة بالمرض بلغت 13703 حالة توفي منهم 4920 بنسبة وفاة 36%. وذكرت إنه تم احتواء تفشي المرض في بعض الدول، ولكن تقديرات حالات الإصابة الجديدة في دول الوباء ليبريا وسيراليون لا يمكن تقييمها بعد لمعرفة مدى التمدد أو الانحسار.
وذكرت أن مكافحة المرض في أي بلد تحتاج للتنسيق بين كافة الشركاء المحليين الرسميين والمنظمات العاملة في نطاق الصحة والمنظمات العالمية كمنظمة الصحة العالمية.مع ضرورة توفر الإرادة السياسية أو ما أسمته بالقيادة القومية.
خطورة الانتقال للسودان
وتطرقت د. حياة لإمكانية نقل المرض عبر الطيران لأقاليم منظمة الصحة العالمية الستة (أفريقيا- الأمريكتين- جنوب شرق آسيا- أوربا- شرق المتوسط- غرب المحيط الهادي)، وقالت إن السودان يقع ضمن إقليم شرق المتوسط Eastern Mediterranean ، حيث تبلغ نسبة خطورة احتمالية نقل المرض عبر الطيران 6.5%، وهي أقل من أوربا التي تبلغ نسبة خطورة النقل عبر الطيران 29.6% وذلك لأن دول أوربا تستقبل رحلات مباشرة مكثفة من دول غرب أفريقيا الموبوءة بالطيران والهجرة غير الشرعية. وقالت إنه بالرغم من النسبة المنخفضة نجد أن هناك شائعات متكررة لظهور المرض في لبنان والمغرب والسعودية والإمارات وحتى في السودان كما شهدنا في حادثة الطفلة بمستشفى إبراهيم مالك.
وتطرقت لمخاطر إضافية ترفع من احتمالية نقل المرض للسودان إضافة للطيران المباشر، منها وجود قوات حفظ سلام في دارفور بعضهم من دول غرب أفريقيا، والحج عبر السودان ووجود حدود طويلة ومفتوحة والحركة مع دول الجوار وبعضها تجاور دول مصابة، اضافة للرحلات البحرية.
خطة السودان للإيبولا 2014م
ثم تطرقت المتحدثة للخطة التي وضعها السودان للوقاية من المرض ومكافحته في حال ظهوره لا قدر الله، وقالت إن السودان أنشأ مجموعة عمل عليا قومية (لجنة عليا للإيبولا) تعمل بالتنسيق مع مجموعة عمل فنية، وقد وضعت خطة للإيبولا من ثمانية أضلع:
نظام التبليغ والرقابة: وذلك لمحاصرة نقل المرض بالبحث عن وتسجيل حالات الإصابة الجديدة حال ظهورها وعزل المرضى ومراقبة مرافقي المرضى لمدة 21 يوما هي فترة حضانة المرض القصوى.
بناء القدرات: ويشمل ذلك تدريب العاملين في الكادر الصحي وغيرهم من الكادر العامل على مكافحة المرض، حول وسائل الرقابة والتبليغ والتعامل مع المصابين ومع جثامين المصابين، وذلك في كل الولايات، وقد قام الهلال الأحمر بدورات تدريب للتعامل مع الجثامين، وبلغ مجمل المتدربين في برنامج بناء القدرات حتى الآن 571 كادر صحي.
المعامل: وذلك بضمان توفير المعينات المطلوبة لأخذ العينات وحفظها وتجهيزها للنقل بالشكل المطلوب مراعاة للإجراءات المطلوبة في التعامل مع عينات المصابين بالمرض، فالسودان ليس لديه فحص للإيبولا، والفحص موجود في بعض الدول منها ألمانيا والسنغال والجابون، وكندا وجنوب أفريقيا، ويجب تسفير العينة لإحداها للتأكد من الإصابة أو عدمها.
نقاط الوصول: بالنسبة للمطارات ليس للسودان رحلات جوية مباشرة من الدول المصابة بغرب افريقيا، ولكن هناك مسافرين ترانزيت عن طريق الخطوط الاثيوبية او الكينية أو المصرية وطيران لنيجريا. ويتم رصد لحركة الطائرات المذكورة، وقد تم الاستعداد بماسح حرارى لكشف القادمين ودرجة حرارتهم، ورصد الرحلات المذكورة ويتم ملء فورم للقادمين لتسجيل المكان الذي جاء منه المسافر وبالتالي يمكن معرفة إن كان من إحدى الدول المصابة وكم قضى من الزمن فيها. هذا النظام تم عمله في الجنينة ونيالا والخرطوم. وعملت منطقة عزل للمشتبه فيهم في مطار الخرطوم.
التعامل مع حالات الاصابة ومراكز العزل: وضعت خطة للتعامل مع المصابين وعزلهم في عنابر خاصة مهيأة والتعامل معهم عبر كادر مدرب، وقد هيأت مناطق عزل في الخرطوم والجنينة ونيالا وبورتسودان والفاشر، فالمرحلة الأولى هي تهيئة المناطق المحتمل وصول مصابين بالعدوى عبرها بالرحلات الجوية والبحرية. أما المرحلة الثانية والتي سوف نتجه إليها هي كردفانات والنيل الأبيض والنيل الأزرق وسنار وذلك لأنها ولايات تماس مع الجنوب.
تعزيز الصحة: وذلك بعدة إجراءات منها رفع الوعي ويشمل توزيع المعلومات ونشر الرسائل التعليمية، والتوجيه للمواطنين لكيفية التصرف لو شعر بالأعراض أو وجدت حالة مشتبه بها. وإن كنا لا زلنا لم نعمل كما يجب ان نعمل في هذا الملف.
التنسيق والشراكة: عقد اجتماعات مع مختلف الشركاء في المستويات المختلفة من جمارك وشرطة وقوات أمنية، والتنسيق الافضل مع اليوناميد ولديهم نظام دخول ومغادرة جيد. حيث يتم فحص القادمين من غرب افريقيا حينما يعودون حيث تقاس درجة الحرارة ويعمل ليهم تقرير ولديهم منطقة عزل في الفاشر. والتزموا بتوفير طائرات لنقل المصابين من مناطق بعيدة.
الرصد والتقييم: رصد حالة الوباء في الدول والمتابعة اللصيقة.
ثم تحدثت عن التحديات التي تجابه خطة مكافحة المرض منها أن الفيروس نفسه متغير ممكن حدوث طفرة جديدة أو تغير في سلوكه، كما أن قلة المعرفة بوسيلة انتشار ونقل المرض أدت للشائعات التي أثارت الذعر في ابراهيم مالك وعدد من المستشفيات، ومن التحديات كيفية زيادة معايير الوقاية وتأهيل المعامل لإجراء الفحوصات، والخوف بسبب الشائعات وعدم المعلومات يشكل تحدياً للتعامل مع المرض.
الاطمئنان غير مطلوب مع الإيبولا!
عقب على المحاضرة د. مبارك سعيد الكرسني مدير معمل ستاك سابقا وعميد كلية الطب بجامعة كرري، وقال إن المحاضرة تطمينية و(لم أكن اريد للناس ان يطمئنوا مع الايبولا، وعلى الناس ان يخافوا، وإذ ادعو للخوف ولكن ليس الفزع، أحث الناس على أن يعملوا حسابهم)، وأضاف: (لو عرفتم ما يحدث في الولايات المتحدة فقط بسبب 4 حالات كل ذلك إدراكاً لخطورة المرض، ولأن الاطمئنان مع مرض مثل الإيبولا ليس أمراً جيداً). وذكر في المقابل أن الفزع غير مطلوب مشيرا لحالة حدثت في كينيا إذ نزفت امرأة بسبب الإجهاض ولكن لم يقترب منها أحد حتى توفيت بسبب النزيف خوفاً من أن تكون مصابة الإيبولا. وتحدث عن ضرورة وضع تشريعات معينة للتعامل مع الحالات المشتبه فيها ومنع دخولها السودان. وضرورة تدريب الكادر الصحي وغيره من العاملين في المنظمات المعنية، وتوعية الجمهور. مترحما على الفني الطبي السوداني عبد الفضيل ابشر وهو من أبناء الابيض وقد تبرع بالذهاب لليبريا وتوفي قبل اسبوعين في المانيا، وكذلك على روح الأطباء السودانيين الذين توفوا شهداء الواجب ابان فشيات المرض الماضية في جنوب السودان.
ونفس الاتجاه الذي ينحو لعدم الاطمئنان كرره بروفسر الفاضل عبيد الذي قال إن هنالك مخاوف حقيقية بشأن المعامل الموجودة وقدرتها على تشخيص الإيبولا. فالتشخيص الآن هو عن طريق الاستبعاد exclusion ولا يوجد فحص يؤكد الإيبولا (+ve test)، وحتى الفحوصات الحالية لبقية أنواع الحمى النزفية فهي تحتاج لمختبرات تمتلك تقنية فحص تفاعل البلمرة المتسلسل (PCR) (وهو اختبار دم يتم فيه تضخيم المادة الوراثية الفيروسية إلى المستوى الذي يمكن اكتشاف وجود أو عدم وجود الفيروس في العينة المفحوصة، ومستواه في الدم، ونمط الفيروس الجيني- المحرر) والآن في الفاشر تم إعلان أن هناك حمى الضنك، وقال: (أشك في أن الفاشر تمتلك تقنية فحص ال(PCR)). وقال بروف الفاضل: (كما أنه حتى ولو تم تأكد أن فحص حمى الضنك إيجابي فما الذي يمنع من أن تكون العدوى مزدوجة بالضنك والايبولا؟ double infection. الايبولا دخلت السودان من قبل، وآخر مرة كانت في 2004م والآن ممكن تجينا من عدة دول كما ذكرت المحاضرة. ونقلها عبر سوائل الجسم يعني أنها ممكن أن تكون شبيهة بالإيدز. والسؤال هو لماذا لا يكون لدينا معمل للفحص فوراً؟ وهذا يتم عبر المجهور الإلكتروني electron microscope ومهما كلف لن يكون غالي على الايبولا وضرورة سرعة الفحص واتخاذ الاجراءات المطلوبة).
وأمنت على ضرورة عدم الاطمئنان رباح الصادق التي قالت إن فشية الإيبولا الحالية تشكل خطراً عالمياً لا يمكن أن نكون بمعزل عنه. قائلة (شكل الايبولا الموضوع الأول في التويتر على مدى الاسبوع الماضي، والاحصاءات تقول إن الحالات تتضاعف بمتوالية هندسية في ليبريا كل 15-20 يوم، وفي سيراليون كل 30-40 يوم، وأنه يُتوقع في 3 شهور ان تبلغ الإصابة 1.4 مليون شخص أي في (يناير 2015). والأمم المتحدة أعلنت أن الإيبولا خرج عن السيطرة، وأوكسفام قالت: ربما يكون كارثة عصرنا. وفي السودان ذكرت المحاضرة إن نسبة الخطورة لنقله بالطيران تبلغ 6.5% ولكنها أضافت مخاطر اخرى محتملة هي الرحلات البرية والبحرية والحدود المفتوحة فكم تبلغ النسبة الاضافية لتشكل نسبة الخطر التي نتعرض لها فلسنا مثل بقية دول شرق المتوسط؟ وصحيح هناك حالات حمى نزفية أخرى كثيرة في السودان ذكرتها المحاضرة ولكن معلوم ايضا ان المرض لا يستبعد الا بفحص الايبولا وليس باستبعاد الأنواع الاخرى وهذا ما لم يحدث). وأشارت لأن (هناك غرفة طواريء تتكون من الوزارة الاتحادية والولائية ومنظمة الصحة العالمية والصليب والهلال الأحمر وغيرها من الجهات ذات الصلة، ولكن حركة هذه الغرفة ليست بالمستوى المطلوب، فقد شاعت حالات حمى نزفية قاتلة في المجلد والفولة قبل أسابيع وذكر المسئولون هناك انهم انتظروا فريقا ياتي من الخرطوم لدراسة الحالة وتقديرها اسبوعا بدون ان ياتي احد، وحالة ابراهيم مالك اصدرت الوزارة بيانا ذكرت فيه ان الفحص اثبت انها ليست ايبولا وانما حمى وخيمة بينما كلنا نعرف ان فحص الايبولا غير موجود والاطباء في مستشفى ابراهيم مالك كانوا اول المفزوعين وأكدوا أن العينة ارسلت لألمانيا وحتى الآن لم يتم التأكد هل ظهر فحص الإيبولا وما نتيجته؟) وأضافت: إذا ارادت الجهات المسئولة أن تطمئن فلا يجب ان تنفي وتمنع النشر وتسعى للتغطية كما حدث بل أن تجري الفحوصات وتخبر الناس بالحقيقة.
لم أقل إن احتمال الايبولا 0%
وتحدث بروفسر كباشي سائلاً المحاضرة (قبل اسبوعين قلت في الاعلام ان نسبة دخول المرض للسودان 0%، هل حتى الان تعتقدين ذلك؟) وأضاف: جيد ألا نثير الفزع ولكن الرضا عن الذات سيء أيضاً. لقد تحدثت عن الظروف التي نقلت المرض لنيجريا وهي سفر مصاب واحد وظهور الأعراض عليه لاحقا، هل هذه الظروف لا يمكن ان تتكرر هنا؟
وأجابت الدكتورة حياة على هذا التساؤل بنفيها أن تكون قالت في الإعلام إن نسبة دخول الايبولا السودان هي 0%، ومع تأكيدها إنه لم توجد اي حالة ايبولا في السودان حتى الآن إلا أن تقدير نسبة الخطورة بالصفر أمر لا يمكن ولا ينبغي لشخص يعمل في الصحة العامة تاكيده، عازية الحديث المنسوب إليها لنحو بعض الإعلاميين للحصول على افادات مبالغ فيها.
اجراءات صحية ومعملية مطلوبة
وتحدث بروفسر عقيل سوار الذهب عن فقدان زميله الطبيب د. عابدين خيري في 1976م، وقال إنه حينها كانت هناك معايير وإجراءات تحكم ، و(ينبغي العودة لذلك النظام للوقاية من المرض والاستعداد لمجابهته). بروفسر كباشي تطرق أيضا للتجربة الماضية مؤكداً ضرورة تعزيز الإجراءات الصحية قائلا: (في 76 كان الوباء في مريدي وانزارا، ارسلنا من وزارة الصحة مجموعة منهم بروفسر احمد علي ادريس وفي وقت وجيز استطاعوا احتواء الوباء ولكن كما قال بروفسر سوار كان النظام الصحي جيداً، وبرغم ذلك فإن نصف العاملين في مستشفى مريدي توفوا بمن فيهم دكتور عابدين خيري).
د. طاهر الصادق من كلية الطب بجامعة الأحفاد أشارت لسلوك الفيروس ومقدرته على التغير باستمرار أي يمكن أن يحور من طبيعته معتبرة ذلك من التحديات الطبية التي ينبغي بحث كيفية التعامل معها. وقال د. أيمن بدري الأستاذ بمدرسة العلوم الادراية بجامعة الأحفاد للبنات: برغم ما سمعته فإني أشعر بالخطر وليس الامان، هناك قوات عديدة من الشرطة والجيش والامن في دارفور وليس لدينا وسائل لفحص الايبولا والتدريب شمل عددا صغيرا جدا مقارنة بالمساحات الشاسعة المطلوب تغطيتها. مؤكداً ضرورة تدريب اعداد مناسبة للتعامل مع المرض.
ومع وجود حدود طويلة مع دول مجاورة وصعوبة الوقاية طالب د. سعيد نصر الدين بالتوعية و(تأهيل للمستشفيات للتعامل مع الاصابة حين حدوثها). وأضاف: (في سيراليون عملوا حظر تجول ودربوا آلاف الناس على كيفية التعامل مع المرض. فهل يمكن إعادة التجربة هنا؟)
وفي حين تكررت المطالبة بامتلاك فحص الإيبولا لتأكيد خلو المشتبه بهم من المرض قال الدكتور الكرسني إن (السودان بعيد جداً عن معمل لفحص الإيبولا، فالمعمل الذي يفحص الإيبولا هو من نوع المعامل التي تتخذ مستوى إجراءات سلامة إحيائية من الدرجة الرابعة (BSL-4) Biosafety Level 4، وهذا النوع من المعامل مثله مثل المفاعل الذري). وقال إن الفيروسات التي يفحصها هذا النوع من المعامل يتم التعامل معها كأسلحة بيولوجية، والدول التي تمتلك تلك التقنيات تضن بها كتكنلوجيا بل حتى على نطاق المعرفة. وتعرض لتجربة سابقة له في دورة تدريبية بالخارج على مثل هذا النوع من المعامل ولكن حينما حضر أطباء عراقيون رفض المدربون أن يدخلوا الدورة وأضاف: (حتى نحن قالوا لنا انسوا ما تعلمتوه). وقال إن تقنية المعمل من هذا النوع مكلفة فالمعمل الواحد يكلف نحو 5 مليون دولار لإنشائه وتكلفة تشغيله حوالي 2 مليون دولار سنويا، فلو وجدت هذه المبالغ من الأفضل أن تصرف على الجهد التوعوي، خاصة والفيروس نفسه متغير ويمر بحالات طفرات متكررة، فالمتاح الآن هو أن نشخص بالاستبعاد.
التوعية مطلوبة
في حين أقرت د. حياة قصور مجهودات التوعية عبر الإعلام، ذكر متداخلون كثيرون أهمية الإعلام، ومغبة جهل الناس بالمرض وبعواقبه وسبل انتشاره وضرورة تعزيز مجهودات التوعية على أوسع نطاق.
قالت الأستاذة سمية البشيرالطيب إن الجهل بالمرض وسبل انتشاره يؤدي لفزع من غير داعٍ، وأكدت (المشكلة الكبيرة في الفزع وعدم الوعي الجيد الذي يسهم في نقل الشائعات. المريضة في إبراهيم مالك طفلة في التاسعة من عمرها قادمة من كاب الجداد بالجزيرة، فما الذي ينقل المرض إليها؟)
وقال د مبارك كرسني إن الايبولا لم يعد قضية صحية فقط بل صار قضية امنية وتسبب في حوادث فظيعة كما في مقتل كادر طبي في سيراليون وذلك لمصادرة ما اعتقد انه لقاحات بحوزتهم ضد المرض.
وتطرق آخرون لمشاكل اجتماعية، وذكرت رباح أنه (في حالة لم تنشر لمريض بالكلاكلة بالحمى نزف حتى الموت، حينما تم اخبار غرفة الطواريء حاولت ارسال مجموعة للحاق بالمريض ولكن رفض أهله أصلاً فكرة التعامل مع الغرفة، وهذا بسبب قلة الوعي بالمرض وخطورته، فنحن محتاجين لإشراك الإعلام بشكل أكبر، ولتوعية مجتمعية تطال حتى المدارس لرفع مستوى النظافة).
وقالت د. طاهرة الصادق إن هناك سمات اجتماعية ذكرت ضمن عوامل زيادة انتشار المرض التي أدت لتفاقم الأزمة الصحية في دول غرب أفريقيا، ارتباط المرض بالوصمة stigma في المجتمع، والتعامل مع الجثامين بشكل يفاقم نقل المرض، وهذه أشياء موجودة أيضا في مجتمعنا مما ينبغي أن يضاف للتحديات التي تواجه محاصرة المرض وضرورة التوعية بها. إضافة لذلك انعدام الشفافية والسعي للنكران من الجهات المسئولة وهذا يضيف لأسباب الفزع. فإذا لم يتم فحص الإيبولا كيف يتم التأكد من الخلو منها؟ وطالبت بعمل مطبقات مبسطة باهم المعلومات وتوزع على نطاق واسع في المجتمع.
واقترحت الأستاذة فاطمة البشير الطيب الاستفادة من رحلات الإرشاد الريفي التي تنظمها جامعة الأحفاد سنويا لأكثر من 70 منطقة، واستغلالها هذا العام للتوعية بالإيبولا، وذلك بنشر رسائل بسيطة غير معقدة حول وسائل نقل المرض والوقاية منه لتوعية أهلنا في الريف.
فريق للفولة وعينات لألمانيا ودورة السلة لن تقوم
وتحدثت الدكتورة حياة في النهاية معقبة على مداخلات الحضور شاكرة للمعلومات القيمة التي استقتها عن التجارب السابقة من كبار الأخصائيين الموجودين، شاكية من قلة التوثيق للفشيات الماضية في السودان. وقالت إن تاريخ المريض مهم جداً لمعرفة هل ينبغي الشك في الإيبولا أم لا وبالفعل حادثة طفلة إبراهيم مالك تظهر في تاريخ المرض الخاص بها استبعاداً للإيبولا فهي طفلة صغيرة ليس في محيطها قرود او حيوانات مصابة ولم تختلط بأشخاص قادمين من مناطق مصابة. وانتقدت الفزع الذي يصيب بعض الكادر الطبي ويجعلهم يفرون لدى الاشتباه كما حدث في إبراهيم مالك.
وقالت إنهم يتعاملون الآن لفحص الإيبولا مع ألمانيا والخيار الثاني هو السنغال، ولديهم عينات سيتم ارسالها الأسبوع القادم لفحص الإيبولا، وإنه منذ خمسة أيام تم إرسال فريق للفولة لبحث الحالات الخمسة في الفولة والمجلد ورفع تقرير واخذ عينات. وذكرت أن وحدتهم ترصد تفشيات الأوبئة المختلفة وبالنسبة لحمى الضنك في الفاشر فقد كانت هذه الحمى في الماضي تظهر في الشرق وبورتسودان والتساؤل ماذا دارفور الآن؟ وهذا ما يبحثونه. وذكرت ان هناك تنسيق تام مع القوات الأمنية المختلفة بدارفور ومع اليوناميد.
وبشأن التدريب أقرت قلة العدد المدرب إزاء المطلوب، وقالت: هناك مشكلة حقيقية بشأن الكادر الصحي في الولايات فهناك تجفيف حقيقي، وقد تجد مستشفى ضخم لا يوجد به غير طبيبين، وغالبية الكادر الطبي في ولاية الخرطوم ثم ولاية الجزيرة أما دارفور وبورتسودان وغيرها فتعاني من قلة الكادر الطبي.
ووافقت أن العمل عبر الإعلام لا زال دون المستوى المطلوب وضرورة التوجه نحو الوسائل المختلفة خاصة وسائط التواصل الاجتماعي عبر الانترنت والتي كانت بداية مصدر الكثير من الشائعات التي اثارت الذعر.
وأكدت أن اللجنة العليا رفضت إقامة دورة كرة السلة التي كان يزمع اقامتها في الأسابيع القادمة وذلك بسبب مشاركة فرق قادمة من دول مصابة.
وقالت خوجلي إنه لا توجد في السودان مستشفى فيها (كرنتينة) بالمستوى المطلوب. وفكرت اللجنة العليا أن مستشفى المناطق الحارة يمكن أن تكون مناسبة لذلك، ولكن أيلولة المستشفيات لوزارة الصحة بلولاية الخرطوم حال دون الاتفاق على ذلك. وقالت (أهّلنا عنبرا في مستشفى الخرطوم في مركز الكلى السابق، وعمل له مدخل محدد وتوفرت فيه كل الحاجات اذا لا قدر الله ظهرت حالة ايبولا)، واضافت: (لدينا عنابر عزل في الفاشر والجنينة ونيالا، وسنوقع مذكرة تفاهم مع وزارة الصحة لقفل تلك العنابر لتكون مستعدة ومخصصة للإيبولا فقط).


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.