اثار الرئيس التركي رجب طيب اردوغان عاصفة من الانتقادات بسبب القصر الرئاسي الفخم الذي يريده ان يكون رمزا "لتركيا الجديدة" التي يقودها في حين يعتبره معارضوه دليلا على اصابته بجنون العظمة وتبذيرا وتبديدا غير مجد وحتى مشين لموارد الدولة. ويقع "القصر الابيض" الذي يحل محل القصر الرئاسي التاريخي على تلال انقرة وسط ضاحية بعيدة للعاصمة. ويضم القصر الجديد نحو الف غرفة ويحتل مساحة 200 الف متر مربع. وفور البدء في بنائه اثار القصر الجديد جدلا حادا. وتمكن انصار البيئة من الحصول على امر قضائي بوقف البناء في قلب واحدة من المناطق الخضراء النادرة المحيطة بانقرة الا ان الحكومة الاسلامية المحافظة ضربت عرض الحائط بهذا القرار وواصلت اعمال البناء بدون استصدار قرار قضائي اخر. ومنذ ذلك الحين، تشن وسائل اعلام هجوما شديدا على "نزوة" اردوغان مع وصف القصر بانه "فرساي الجديد" او تشبيهه بالقصر المهيب الذي بناه الرئيس الشيوعي الروماني نيكولاي تشاوشيسكو قبل سقوطه. نائب حزب الشعب الجمهوري (اشتراكي-ديموقراطي) ليفانت غوق ندد ب"قصر سري ورئيس يسكنه بشكل غير شرعي". واضافة الى ضخامة حجمه تثير فاتورة القصر الجديد الاستنكار والاستياء. الصحافة التركية قدرت اولا كلفته ب350 مليون دولار الا ان وزير المالية محمد شمشك اجج الجدل بكشفه خلال مناقشة للميزانية عن ان التكلفة النهائية لبناء القصر بلغت 1.3 مليار ليرة تركية اي 615 مليون دولار او 490 مليون يورو. وقال نائب اخر لحزب الشعب الجمهوري عزت جيتين مستنكرا "يوجد في هذا البلد اشخاص ينزلون تحت الارض في ارمنيك وسوما مقابل اجر لا يتجاوز 890 ليرة" في اشارة الى عمال المناجم الذين راحوا ضحية الكارثتين المنجميتين الاخيرتين. واعترف نائب رئيس الوزراء التركي بولند ارينتش بان كلفة بناء القصر يمكن ان تحدث صدمة في بلد يبلغ الحد الادنى للاجور فيه 400 دولار. وفي ذات السياق ندد معارضو اردوغان ايضا بالطائرة الرئاسية الجديدة وهي من طراز ايرباص 330 والبالغ سعرها 185 مليون دولار.