تدافع المئات من الشباب السودانيين امام مقر السفارة القطرية بالخرطوم أمس الاحد ، للتقديم لستة وظائف فنية بالجيش القطري ، فى تأكيد مأساوى لأزمة البطالة التى يعانى منها شباب البلاد . وسبق وأكد الطاهر سليمان إيدام وكيل وزارة العمل وتنمية الموارد البشرية ، إرتفاع نسبة البطالة في البلاد ، مشيراً إلى انها وصلت إلى (19,1%) بداية العام الحالي مقارنة ب (18,6%) في العام الماضي ، مع زيادة كبيرة في أعداد المهاجرين من البلاد. وأضاف في حوار صحفى يوليو 2014 ، ان (30) ألف و(797) من الشباب هاجروا من البلاد منذ بداية عام 2014 ، واصفاً نسبة الهجرة ب (الخطيرة جداً). وعزا تقرير وزارة العمل والإصلاح الإداري الذي قدمته لمجلس الوزراء سبتمبر 2014 تفشي البطالة وسط شباب البلاد إلى عدم مواءمة (ثورة التعليم العالي) لمتطلبات سوق العمل في البلاد وركود الأنشطة الإنتاجية إضافة إلى محدودية مساهمة القطاع الخاص. واقرت وزيرة تنمية الموارد البشرية والعمل لدى مخاطبتها ورشة تحليل نتائج مسح قوة العمل (2011) بفندق كورنثيا بان البطالة تمثل مهدداً أمنياً واقتصادياً واجتماعياً . وأكد تقرير صادرعن منظمة العمل الدولية، وبرنامج الأممالمتحدة الإنمائي، بعنوان (إعادة النظر في النمو الاقتصادي: نحو مجتمعات عربية شاملة ومنتجة)،فبراير 2013 أن الانتفاضات العربية الأخيرة كشفت انحراف سياسات النمو الاقتصادية وعجزها عن تحقيق العدالة الاجتماعية وعن سوء ادارة التحريرالاقتصادى الذى استمر طوال عقدين ، داعيا الدول العربية إلى اعتماد نموذج انمائى جديد. وأشار التقرير إلى أن (دول المنطقة يجب أن تولي اهتماما خاصا بالآثار الاجتماعية الناتجة عن سياساتها الاقتصادية). وسبق وأعلن وزير العمل أمام المجلس الوطني 6 يونيو2011 ان البطالة وسط الشباب تمثل اعلى نسبة وتصل في الفئة العمرية من 15 الي 24 عاماً الى 22.9 % والمشاركة في النشاط الاقتصادي 36.9%. واعترف بوجود أعداد كبيرة من الخريجين غير مسجلين في كشوفات وزارته. وفي إشارة لسيطرة المؤتمر الوطني على الدولة ، واصطدام أية خطوات للإصلاح – سواء صادقة أو تهدف للعلاقات العامة – مع الطبيعة الشمولية للدولة ، القائمة على فكرة التمكين للحزب ، قال وزير العمل بأنه رغم توجيه رئيس الجمهورية باستيعاب الموظفين عبر لجنة الاختيار إلا ان جهات حكومية ، سماها بالقوية تقوم باستيعاب الموظفين خارج مظلة لجنة الاختيار ، وان هذه الجهات تقوم بانتزاع صلاحياته . وتجدر الإشارة إلى ان لجنة الاختيار نفسها يهيمن عليها المؤتمر الوطني ، ولكن مع تدهور معايير قيادات المؤتمر الوطني في قيادة المؤسسات المختلفة فان شروط التعيين لم تعد مجرد الانتماء للمؤتمر الوطني ، وإنما إضافة لذلك القرابة الشخصية والعائلية والقبلية مع القيادات .