بكري الصائغ [email protected] 1- ***- مفاجأة لم تكن في حساب الملايين الذين تابعوا خطاب الرئيس عمر البشير بقاعة الصداقة في يوم الاثنين 24 نوفمبر الحالي وهو يخاطب المستشارين القانونيين الجدد الذين تم تعيينهم في وزارة العدل، وراح في خطابه يحثهم علي مكافحة الفساد والاعتداء على المال العام، وتطبيق قوانين المحاسبة بالتعاون مع المراجع العام، وتقديم الجهات المخالفة الي نيابة الثراء الحرام!!..راح ايضآ يشدد على تطبيق العدل بين الناس، والمحافظة على حقوق الدولة والمواطنين في الشأن العام والخاص !! 2- ***- سبب دهشة الناس من الخطاب، ان البشير منذ ان اطاح بالدكتور الطيب ابوقناية رئيس (مفوضية مكافحة الفساد في مؤسسات الدولة) يوم الثلاثاء 12 فبراير 2012، ما نطق بعدها بكلمة عن الفساد المالي والسياسي، خلت كل خطبه التي القاها خلال ال22 شهر الماضية، وايضآ تصريحاته الكثيرة من اي حديث عن الفساد الذي ضرب نظامه واستشري كالوباء حتي داخل المؤسسة العسكرية!! ***- دهشة عارمة اصابت الجميع، الذين تعجبوا من عودة البشير الحديث عن الفساد بعد سكوت طويل!!، 3- ***- ومما زاد من استغراب الناس، ان ما قاله المشير البشير في خطابه يوم الاثنين الماضي في قاعة الصداقة يشبه الي حد بعيد البيان العسكري رقم واحد، الذي اذاعه العميد عمر حسن البشير في يوم الجمعة 30 يونيو 1989، واكد فيه علي ( مكافحة الفساد واجتثاثه من جذوره، وتقديم كل من اعتدي على المال العام للمحاكمة، وتطبيق قوانين المحاسبة بشدة)!!… 4- ***- سخرت الجماهير من (العطب) الذي ضرب ذاكرة عمر البشير وماعاد يفرق بين خطاباته التي سبق ان القاها من قبل!!، ماعاد يتذكر ماذا قال سابقآ، راح يعيد تكرار نفس الجمل والتعابير القديمة في كل خطاب جديد بدون ادخال اي تعديلات!!…كل خطاباته منذ خمسة وعشرين عامآ حتي الاخير ما تغيرت ولا كان فيها ماهو جديد!! 5- ***- طالما الرئيس عمر البشير قد فتح مجددآ ملفات الفساد ووجه المستشاريين القانونيين الجدد بمكافحة الفساد والاعتداء على المال العام، وتطبيق قوانين المحاسبة بالتعاون مع المراجع العام، وتقديم الجهات المخالفة الي نيابة الثراء الحرام. نسأل: (أ)- ***- هل سيتم التحقيق مع وزير الدفاع الفريق عبدالرحيم حسين، الذي كشفت محاكمات ضباط انقلاب 22 نوفمبر 2012، انه قد قام بالتوقيع علي صفقات عسكرية مشبوهة مع كبار المسؤوليين في دولة أوكرانيا وروسيا، تم بموجبها استجلاب اسلحة فاسدة، ومعدات تقنية عسكرية انتهت صلاحيتها تسببت في مصرع عدد من الضباط والجنود اثناء الاستعمال ؟!! (ب)- ***- هل نسمع قريبآ، ان البشير طلب بصورة حاسمة فتح التحقيقات مجددآ في قضايا هامة جنائية كبيرة اصبحت مهمشة مثل: ***- بيع خط (هيثرو)؟!!.. ***- فساد شركة الاقطان؟!!.. ***- حاوية المخدرات؟!!.. ***- فساد مكتب الوالي الخضر؟!!.. ***- ضرورة اعتقال الملازم غسان بابكر وبقية المتهميين؟!! … ***- بيع هيئة الموانئ البحرية، والتحقيق مع علي عثمان الذي قام بعملة البيع من وراء ظهر الحكومة والبرلمان؟!!.. ***- فتح ملف بيع المحطة الفضائية لجمهورة الصين؟!! ***- بيع عقارات السودان في لندن وجنيف والقاهرة؟!! ***- فتح ملف الاغتصابات التي وقعت في منطقة (تابت)، وطالت 200 امرأة، وتقديم كل من اجرم في هذه الانتهاكات الي العدالة والمحاكمات، والا يستثني باي حال من الاوال وزير الدفاع من المساءلة والتحقيق معه؟!! (ج)- ***- نسأل ايضآ بصراحة شديدة: هؤلاء المستشارين القانونيين الجدد الذين تم تعيينهم مؤخرآ في وزارة العدل، هل هم تبع تمامآ لحزب البشير ويعملون بما يملأ عليهم كما سابقيهم؟!!…ام هم نواة جيل جديد من القانونيين، يعمل علي ارساء قيم العدالة، والتعديل الجذري لكل القوانين الحالية؟!! (د)- ***- هؤلاء المستشارين القانونيين الجدد، هل تم تعيينهم – علي اعتبار انهم اكفاء بحق وحقيق..ولديهم المؤهلات القانونية..الخبرة والدراية في تخصصاتهم؟!!… ***- ام تم اختيارهم- بحسب مخططات المؤتمر الوطني -(الولاء قبل الكفاءة)؟!!.. عندها لا نملك الا ان نقول:( حسبي الله ونعم الوكيل)… 6- ***- بعض القراء في كثير من المواقع السودانية، وبعد ان عل اطلعوا خطاب البشير الاخير، الذي تحدث فيه عن ضرورة محاربة الفساد، علقوا مستغربين من الرئيس البشير الذي لم يتذكر الفساد الموجود في نظامه، الا بعد ان تصاعدت ردود الفعل المحلية والعالمية الغاضبة، والادانات الدولية لحادثة الاغتصابات التي طالت نساء (تابت)، ولولا هذه الفضيحة ما تطرق البشير اصلآ لموضوع الفساد، ونسيه تمامآ مثل نسيانه البيان العسكري رقم واحد!!