عثمان شبونة * إذا لم تر فعل الخائب بالعين كفاك قوله مشقة "التفتيش" عن أصل الخوار فيه.. وديدن كل خائب في عهد (النازية الجديدة) التي أحرقت مشروع الجزيرة في غرف الحاقدين البلهاء؛ ديدنه هو الالتفاف على الواقع بمجموعة من التهيؤات والخِدَع التي لا تلمس عصب المشكلة؛ وبانتهاج نفس أسلوب الطغاة؛ الذين يحرثون الهواء بزفر النفاق.. فالشواهد تحدثنا عن كوارث تباروا في "تنزيلها" إلى الأرض؛ وصنعوا لها أرجل نشطة تجوب بها البلاد وتمحقها..! * اتحاد المزارعين الذي يدوس على كرامة إنسان المنطقة (من أجل عيون التسلّط)؛ حاله أكثر ميلاناً من صمت الناس على المهازل المتساقطة عليهم كالهوام.. إذ لم يرضَ رعاة التدمير إلاّ بمسغبة ومرض هذا الإنسان النبيل الذي طوقه الله بنهرين..! * ها هو الاتحاد يقفز إلى المقترحات (البجمية!) وهو يطالب بتحويل مشروع الجزيرة إلى قلعة؛ ليست للحصاد والتنافس من أجل أن يكون السودان سلة غذاء الكون؛ بل (قلعة تجارية!).. وهو مسمى (مستهبل) وغامض يقصد منه في الغالب الاستعداد لمرحلة جديدة من الذل لأهل الأرض..! * ماذا يعني أن يكون مشروع الجزيرة (قلعة تجارية)؟! * في ظني يعني أن زمرة الفاشلين (حار بهم الدليل) فأخذوا ينظرون لفشل مبتكر بعد أن غلبتهم الحيلة في الارتقاء بمشروع ورثوه (كالذهب) وأحالوه إلى مجرد طين أسود كنواياهم… مشروع على الأرض لا يحتاج عبقرية (رواد الفضاء) حتى يعود لشبابه..! ولا أظن أن أصحاب التفكير (الحجري) يروقهم الزرع أكثر مما تروقهم (مولات الأسمنت)..! * ماذا يعني أن يحوَّل مشروع زراعي عالمي إلى قلعة تجارية؟! * ثم… تجارة (ماذا)؟!! *حتماً سيأتون بالمبررات ل(القلعة التجارية!)… رغم أن مشروع الجزيرة لا يقبل القسمة على شيء أعز من (الإنتاج)..! * هل يقصدون تجارة (الإنتاج الزراعي!) الذي غيّبوا آلياته في جب (البيع) والكروش؟! أم يقصدون (تجارة بكماء!) مستحدثة من بنات شياطينهم؛ على حساب المزارعين الفقراء والمهنيين والعمال؟! أم هو العبث و(العَوث)؟! *على هذه الجهات أن تتلاحم ضد "صرصر" أخرى.. وأعني بالجهات: (تحالف مزارعي الجزيرة منبر الجزيرة حراك أبناء الجزيرة)؛ وقبل هؤلاء ملّاك الأراضي الذين هلكوا "كمداً"؛ وكذلك المهنيين والأكاديميين "في بلد تعادي سلطتها العِلم والأبحاث والطبيعة"..! * لا يكفي أن نسن أقلامنا ضد (كيانات الشر)؛ فثمة أسلحة أخرى..! وعلينا جميعاً إدراك أن (الغول) ما تزال شهيته (مفتوحة) للخراب.. والأخير لدى الغيلان (مفخرة)..! أعوذ بالله