كواسي إبياه سيعيد لكرتنا السودانيةهيبتها المفقودة،،    في أول تقسيمة رئيسية للمريخ..الأصفر يكسب الأحمر برعاية وتألق لافت لنجوم الشباب    الديوان الملكي السعودي: خادم الحرمين الشريفين يغادر المستشفى بعد استكمال الفحوصات الروتينية    خادم الحرمين الشريفين يدخل المستشفى    فيديو.. مشاهد ملتقطة "بطائرة درون" توضح آثار الدمار والخراب بمنطقة أم درمان القديمة    وزير الخارجية المكلف يتسلم اوراق اعتماد سفير اوكرانيا لدى السودان    عملية عسكرية ومقتل 30 عنصرًا من"الشباب" في"غلمدغ"    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    تقارير: القوات المتمردة تتأهب لهجوم في السودان    شاهد بالصورة والفيديو.. شاب سوداني يترك عمله في عمان ويعود للسودان ليقاتل مع الجيش في معركة الكرامة.. وثق رحلته من مسقط حتى عطبرة ليصل أم درمان ويحمل السلاح ويطمئن المواطنين    شاهد بالصورة والفيديو.. شاب سوداني يترك عمله في عمان ويعود للسودان ليقاتل مع الجيش في معركة الكرامة.. وثق رحلته من مسقط حتى عطبرة ليصل أم درمان ويحمل السلاح ويطمئن المواطنين    شاهد بالصورة والفيديو.. "دعامي" يظهر في أحضان حسناء عربية ويطالبها بالدعاء بأن ينصر الله "الجاهزية" على "الجيش" وساخرون: (دي بتكمل قروشك يا مسكين)    شاهد بالصورة والفيديو.. إعلامية مصرية حسناء تشارك في حفل سوداني بالقاهرة وتردد مع الفنانة إيلاف عبد العزيز أغنيتها الترند "مقادير" بصوت عذب وجميل    د. مزمل أبو القاسم يكتب: جنجويد جبناء.. خالي كلاش وكدمول!    محمد وداعة يكتب: الامارات .. الشينة منكورة    العين إلى نهائي دوري أبطال آسيا على حساب الهلال السعودي    مصر تنفي وجود تفاهمات مع إسرائيل حول اجتياح رفح    إثر انقلاب مركب مهاجرين قبالة جيبوتي .. 21 قتيلاً و23 مفقوداً    السوداني في واشنطن.. خطوة للتنمية ومواجهة المخاطر!    تطعيم مليون رأس من الماشية بالنيل الأبيض    الخارجية الروسية: تدريبات الناتو في فنلندا عمل استفزازي    عن ظاهرة الترامبية    مدير شرطة شمال دارفور يتفقد مصابي وجرحى العمليات    مدير شرطة ولاية نهرالنيل يشيد بمجهودات العاملين بالهيئة السودانية للمواصفات والمقاييس    حدد يوم الثامن من مايو المقبل آخر موعد…الإتحاد السوداني لكرة القدم يخاطب الإتحادات المحلية وأندية الممتاز لتحديد المشاركة في البطولة المختلطة للفئات السنية    سفير السودان بليبيا يقدم شرح حول تطورات الأوضاع بعد الحرب    تواصل تدريب صقور الجديان باشراف ابياه    مدير شرطة محلية مروي يتفقد العمل بادارات المحلية    إيقاف حارس مرمى إيراني بسبب واقعة "الحضن"    «الفضول» يُسقط «متعاطين» في فخ المخدرات عبر «رسائل مجهولة»    سعر الريال السعودي مقابل الجنيه السوداني من بنك الخرطوم ليوم الإثنين    سعر الدرهم الإماراتي مقابل الجنيه السوداني ليوم الإثنين    نصيب (البنات).!    ميسي يقود إنتر ميامي للفوز على ناشفيل    لجنة المنتخبات الوطنية تختار البرتغالي جواو موتا لتولي الإدارة الفنية للقطاعات السنية – صورة    صلاح السعدني ابن الريف العفيف    أفراد الدعم السريع يسرقون السيارات في مطار الخرطوم مع بداية الحرب في السودان    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    جبريل إبراهيم: لا توجد مجاعة في السودان    مبارك الفاضل يعلق على تعيين" عدوي" سفيرا في القاهرة    لمستخدمي فأرة الكمبيوتر لساعات طويلة.. انتبهوا لمتلازمة النفق الرسغي    عام الحرب في السودان: تهدمت المباني وتعززت الهوية الوطنية    مضي عام ياوطن الا يوجد صوت عقل!!!    مصدر بالصحة يكشف سبب وفاة شيرين سيف النصر: امتنعت عن الأكل في آخر أيامها    ماذا تعلمت من السنين التي مضت؟    واشنطن: اطلعنا على تقارير دعم إيران للجيش السوداني    إصابة 6 في إنقلاب ملاكي على طريق أسوان الصحراوي الغربي    تسابيح!    مفاجآت ترامب لا تنتهي، رحب به نزلاء مطعم فكافأهم بهذه الطريقة – فيديو    راشد عبد الرحيم: دين الأشاوس    مدير شرطة ولاية شمال كردفان يقدم المعايدة لمنسوبي القسم الشمالي بالابيض ويقف علي الانجاز الجنائي الكبير    وصفة آمنة لمرحلة ما بعد الصيام    الطيب عبد الماجد يكتب: عيد سعيد ..    تداعيات كارثية.. حرب السودان تعيق صادرات نفط دولة الجنوب    بعد نجاحه.. هل يصبح مسلسل "الحشاشين" فيلمًا سينمائيًّا؟    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    «أطباء بلا حدود» تعلن نفاد اللقاحات من جنوب دارفور    دراسة: القهوة تقلل من عودة سرطان الأمعاء    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



كيف تفرق بين الحق والباطل (17) نحو الفرقان؛ أمثلة وقواعد..
نشر في حريات يوم 23 - 01 - 2015

من أسماء القرآن الكريم الفرقان. فبتدبر آياته والإلتزام بما فيه يمكن لمتبعه أن يصل لمرحلة الرشد والوعي في التفريق بين الحق والباطل: ((تبارك الذي نزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيرا)) [الفرقان: 1]. فعليك بالقرآن قراءة وتدبرا وتفهما وتطبيقا.
والله تعالى هو الحق الواحد الأحد الفرد الصمد، و الحق لا يتجزأ وليس له أبعاد وأطراف، بينما الباطل يتجزأ ويكون له عدة أشكال، ويمكن أن يمزج لك صاحب الباطل الحق قليلا أو كثيرا ليلبس عليك. وهذه لا يمكن أن تصلها إلا ببلوغك مرحلة الرشد والوعي، والتي هي منتج غالي لا يصلها إلا من يطلبها بالحق، حنيفا مسلما وجهه لله وحده. فهي مآل كل من يحرر عقله ونفسه ويفعل نعمة السمع والبصر والفؤاد المسؤول عنهم، بيتحرى الحق بتؤدة وصبر واتباعه وإن كان مخالفا لهواه. فالأمر جدي ومسؤولية لأن الله تعالى يقول: ((إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسئولا)) [الإسراء: 36].
وهذه المرتبة لا تبلغ بالشهادات العلمية والاكاديمية، ولكن يهبها الله تعالى جزاءا لسلامة القلب كما قال الله تعالى عن نبيه إبراهيم عليه الصلاة والسلام: ((ولقد آتينا إبراهيم رشده من قبل وكنا به عالمين)) [الأنبياء: 51]، وهي محصلة لما فحوى قلبه: ((وإن من شيعته لإبراهيم*إذ جاء ربه بقلب سليم)) [الصافات: 84].
يقول ابن القيم رحمه الله: القلب السليم هو الذي سلم من الشرك والغل والحقد والحسد والشح والكبر وحب الدنيا والرئاسة. فعندما تصل لتلك المرتبة تكون بلغت مرحلة الرشد والوعي، و جاهز لترى بعدها الحق الساطع الذي لا يتجزأ ويتلون بحسب لباس الباطل.
مثال إفتراضي..
إفترض أن هناك عدة أشخاص يسعون للتغيير وهم كالآتي:
- الأول: لا يقرأ ولا يثقف نفسه، ولا يعلم سوء الوضع ولكنه على استعداد تغيير الواقع بما يملى عليه من الأخرين. فهو متبع وليس لديه رأي.
- الثاني: يقرأ ويعي ولكنه يحبط الآخرين في حياتهم ويبث أن لا أمل من إصلاح الوضع وينتظر صدفة التغيير.
- الثالث: يقرأ ويعي ولكنه يحتفظ بوعيه وينزوي به لنفسه دون محاولة إنذار غيره وتنبيههم- بنشر وعيه وينتظر أن يأتي التغيير من الآخرين.
- الرابع: يقرأ ويعي ويبذل كل ما في وسعه لتنبيه الناس وإنذارهم للتغيير حتى وإن كان بالعنف والإعتداء.
فإن سألتك من الحق ومن الباطل، أو من يسير على حق ومن على باطل؟، لا تتسرع، فكر وجواب مجددا.
أعتقد انك ستكون مع العامة الذين سيقومون بترتيب درجاتهم. ولكن الحقيقة إن الحق لا يتجزأ ولا توجد له اطراف مختلفة. بينما الباطل يتجزأ ويتعدد وتكون له عدة اطراف وأشكال وألوان. فكل تلك النماذج على الباطل. فالأول: جاهل ومغفل وإمعة، والحق لا يكون مع الجاهلين. والثاني: إنهزامي، والحق المنتصر لا يكون مع الخائبين. والثالث: أناني والله لا يهدي كيد الخائنين. والرابع: إرهابي لأنه يتخذ كل السبل غير الشرعية، وسبيل الباطل، لفرض سيطرته، والله لا يحب الظالمين والمعتدين ومن كان خوانا أثيما.
فهؤلاء الاطراف الأربعة كلها على الباطل لان صفة بطلان شريرة واحدة دخلت معهم، تكفلت بتغيير حقهم إلى باطل.
مثال واقعي..
الآن لدينا أحزاب إسلامية. هذه الأحزاب التي نسميهم أصحاب الإسلام السياسي، بسبب مرجعيتهم الدينية العقدية، يزعمون بأنهم جاءوا بالحق، إذا هم معهم الحقيقة المطلقة. والكثير من الناس ينضمون إليهم بسبب شعاراتهم البراقة أملا في تحقيق أهداف الدين السامية. وهم يزعمون ان الحق معهم، لذلك يبيحون إتخاذ كل وسيلة للوصول لتلك الغايات الغالية. فالكذب حلال، والتزوير حلال، والتستر على الجرائم حلال، والفساد حلال، والنهب حلال، والعنف وتعذيب المختلفين ورميهم في السجون وقهرهم وإذلالهم وحتى قتلهم حلال، فكل هذه للضرورة، والضرورات تبيح المحظورات.
فهل هؤلاء مع الحق؟، ربما تقول: وإن كان هناك حزب إسلامي لا يتبنى العنف والإرهاب والقتل فهو يمكن لأن يكون على حق. أقول: ربما إن وجد. ولكن كل الأحزاب الدينية تتخذ الدين لكي تبرر الحقيقة، أو لتؤيد أنها تقف مع الحق، وفي هذا يمكن ان يكون هناك خداعا للناس. وهذا في حد ذاته باطل.
فمن الأحزاب الإسلامية تولدت كل الجماعات الإسلامية التي تتبنى العنف والقتل والإرهاب ليس للمختلف فحسب، بل لكل المجتمع والعالم بأسره، وكل برئ حر يخالفهم. فالعالم لابد أن يدين للدين، فنحن المتقون الذين يرثون الأرض ومن عليها، وغيرنا لم عذاب في الدنيا بأيدينا وإلى جهنم وبئس المصير.
قاعدة قرآنية أخرى..
قاعدة أخرى لتتأكد من وقفك مع الحق. يقول الله تعالى: ((يا أيها الذين آمنوا إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم)) [محمد: 7]. في رحلة البحث عن الحقيقة والحق لا تركن إلى نفسك ولا تستسلم لهواك لتنتصر لنفسك ومجتمعك على حساب رضاء دواخلك. فهذا هو الإختبار: أن يكون الله تعالى كبيرا بداخلك فتقول وتشهد على نفسك إذا كنت مخطئا وتتنازل عن ما هو حق ولو كان يخالف هواك. ((يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين بالقسط شهداء لله ولو على أنفسكم أو الوالدين والأقربين إن يكن غنيا أو فقيرا فالله أولى بهما فلا تتبعوا الهوى أن تعدلوا وإن تلووا أو تعرضوا فإن الله كان بما تعملون خبيرا)) [النساء: 135]. وآية أخرى: ((يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين لله شهداء بالقسط ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى واتقوا الله إن الله خبير بما تعملون)) [المائدة: 8].
فحتى من يظلمك ويستخدم كل أساليب الباطل عليك الإلتزام بالعدل والتعامل بأساليب الحق. فمحال أن تنصر الله بحق أن يخذلك الله أو تزل قدمك. وإذا رأيت من يدعون أنهم ينصرون الحق ويصيبهم الخزي والعار والخذلان أينما حلوا فأعلم أنهم كانوا ينصرون أنفسهم وآلهة هواهم، فسنة الله لا تخطئ، ولن تجد لسنة الله تبديلا ولن تجد لسنة الله تحويلا.
وقد ضربنا مثالا من قبل كيف قتل الإمام علي فارس قريش عمرو بن ود في معركة الخندق.
عليك أن تنتصر للحق بمجرد تعرفك عليه، فلن يضرك أحد ولن يصيبك إلا ما كتب الله لك. إنتصر على هواك وعلى نفسك الأمارة بالسوء والملهمة للفجور لحساب نفسك المطمئنة والملهمة بالتقوى. إنتصر على الطاغوت الذي يدلس بالباطل ويحجب الحق عنك، إنتصر على أمراضك واغراضك ومصالحك الذاتية وأجعل الله تعالى كبيرا بقلبك وسينصرك الله نصرا عزيزا لا محالة. ولو زلت مرتابا فأقرأ الآية: ((من كان يظن أن لن ينصره الله في الدنيا والآخرة فليمدد بسبب إلى السماء ثم ليقطع فلينظر هل يذهبن كيده ما يغيظ)) [الحج: 15].
وإياك والتعصب لما ألفته وتعودت عليه والإنخداع بكل من هب ودب يرفع صوته ويصرخ بإسم الدين واضرب باليمين: ((قالوا إنكم كنتم تأتوننا عن اليمين*قالوا بل لم تكونوا مؤمنين، وما كان لنا عليكم من سلطان بل كنتم قوما طاغين، فحق علينا قول ربنا إنا لذائقون، فأغويناكم إنا كنا غاوين)) [الصافات: 28]. بفضربك باليمين يقيك من شياطين الجن و الإنس الذين يأتون باليمين. فالإتيان باليمين يعني تدليس الشيطان للحقائق وتزييفها لك. فقد يحسب الإنسان وهو يظلم ويطغى انه يحسن صنعا، فيكون قد ضلله الشيطان وغواه. فالضرب باليمين يعني إتباع الحق وعدم مداهنة الباطل: ((كذلك يضرب الله الحق والباطل فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض كذلك يضرب الله الأمثال)) [الرعد: 17].
سينصرك الحق تعالى حتما بتحريك الحق؛ فأتبعه ولا تبالي وإن بلغ سيل الباطل زبى الحق.
* الحلقة: كيف تفرق بين الحق والباطل (18) علاج لداء التعصب..
الأحد إن شاء الله.
كيف تفرق بين الحق والباطل (17) نحو الفرقان؛ أمثلة وقواعد..
سيف الحق حسن
من أسماء القرآن الكريم الفرقان. فبتدبر آياته والإلتزام بما فيه يمكن لمتبعه أن يصل لمرحلة الرشد والوعي في التفريق بين الحق والباطل: ((تبارك الذي نزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيرا)) [الفرقان: 1]. فعليك بالقرآن قراءة وتدبرا وتفهما وتطبيقا.
والله تعالى هو الحق الواحد الأحد الفرد الصمد، و الحق لا يتجزأ وليس له أبعاد وأطراف، بينما الباطل يتجزأ ويكون له عدة أشكال، ويمكن أن يمزج لك صاحب الباطل الحق قليلا أو كثيرا ليلبس عليك. وهذه لا يمكن أن تصلها إلا ببلوغك مرحلة الرشد والوعي، والتي هي منتج غالي لا يصلها إلا من يطلبها بالحق، حنيفا مسلما وجهه لله وحده. فهي مآل كل من يحرر عقله ونفسه ويفعل نعمة السمع والبصر والفؤاد المسؤول عنهم، بيتحرى الحق بتؤدة وصبر واتباعه وإن كان مخالفا لهواه. فالأمر جدي ومسؤولية لأن الله تعالى يقول: ((إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسئولا)) [الإسراء: 36].
وهذه المرتبة لا تبلغ بالشهادات العلمية والاكاديمية، ولكن يهبها الله تعالى جزاءا لسلامة القلب كما قال الله تعالى عن نبيه إبراهيم عليه الصلاة والسلام: ((ولقد آتينا إبراهيم رشده من قبل وكنا به عالمين)) [الأنبياء: 51]، وهي محصلة لما فحوى قلبه: ((وإن من شيعته لإبراهيم*إذ جاء ربه بقلب سليم)) [الصافات: 84].
يقول ابن القيم رحمه الله: القلب السليم هو الذي سلم من الشرك والغل والحقد والحسد والشح والكبر وحب الدنيا والرئاسة. فعندما تصل لتلك المرتبة تكون بلغت مرحلة الرشد والوعي، و جاهز لترى بعدها الحق الساطع الذي لا يتجزأ ويتلون بحسب لباس الباطل.
مثال إفتراضي..
إفترض أن هناك عدة أشخاص يسعون للتغيير وهم كالآتي:
- الأول: لا يقرأ ولا يثقف نفسه، ولا يعلم سوء الوضع ولكنه على استعداد تغيير الواقع بما يملى عليه من الأخرين. فهو متبع وليس لديه رأي.
- الثاني: يقرأ ويعي ولكنه يحبط الآخرين في حياتهم ويبث أن لا أمل من إصلاح الوضع وينتظر صدفة التغيير.
- الثالث: يقرأ ويعي ولكنه يحتفظ بوعيه وينزوي به لنفسه دون محاولة إنذار غيره وتنبيههم- بنشر وعيه وينتظر أن يأتي التغيير من الآخرين.
- الرابع: يقرأ ويعي ويبذل كل ما في وسعه لتنبيه الناس وإنذارهم للتغيير حتى وإن كان بالعنف والإعتداء.
فإن سألتك من الحق ومن الباطل، أو من يسير على حق ومن على باطل؟، لا تتسرع، فكر وجواب مجددا.
أعتقد انك ستكون مع العامة الذين سيقومون بترتيب درجاتهم. ولكن الحقيقة إن الحق لا يتجزأ ولا توجد له اطراف مختلفة. بينما الباطل يتجزأ ويتعدد وتكون له عدة اطراف وأشكال وألوان. فكل تلك النماذج على الباطل. فالأول: جاهل ومغفل وإمعة، والحق لا يكون مع الجاهلين. والثاني: إنهزامي، والحق المنتصر لا يكون مع الخائبين. والثالث: أناني والله لا يهدي كيد الخائنين. والرابع: إرهابي لأنه يتخذ كل السبل غير الشرعية، وسبيل الباطل، لفرض سيطرته، والله لا يحب الظالمين والمعتدين ومن كان خوانا أثيما.
فهؤلاء الاطراف الأربعة كلها على الباطل لان صفة بطلان شريرة واحدة دخلت معهم، تكفلت بتغيير حقهم إلى باطل.
مثال واقعي..
الآن لدينا أحزاب إسلامية. هذه الأحزاب التي نسميهم أصحاب الإسلام السياسي، بسبب مرجعيتهم الدينية العقدية، يزعمون بأنهم جاءوا بالحق، إذا هم معهم الحقيقة المطلقة. والكثير من الناس ينضمون إليهم بسبب شعاراتهم البراقة أملا في تحقيق أهداف الدين السامية. وهم يزعمون ان الحق معهم، لذلك يبيحون إتخاذ كل وسيلة للوصول لتلك الغايات الغالية. فالكذب حلال، والتزوير حلال، والتستر على الجرائم حلال، والفساد حلال، والنهب حلال، والعنف وتعذيب المختلفين ورميهم في السجون وقهرهم وإذلالهم وحتى قتلهم حلال، فكل هذه للضرورة، والضرورات تبيح المحظورات.
فهل هؤلاء مع الحق؟، ربما تقول: وإن كان هناك حزب إسلامي لا يتبنى العنف والإرهاب والقتل فهو يمكن لأن يكون على حق. أقول: ربما إن وجد. ولكن كل الأحزاب الدينية تتخذ الدين لكي تبرر الحقيقة، أو لتؤيد أنها تقف مع الحق، وفي هذا يمكن ان يكون هناك خداعا للناس. وهذا في حد ذاته باطل.
فمن الأحزاب الإسلامية تولدت كل الجماعات الإسلامية التي تتبنى العنف والقتل والإرهاب ليس للمختلف فحسب، بل لكل المجتمع والعالم بأسره، وكل برئ حر يخالفهم. فالعالم لابد أن يدين للدين، فنحن المتقون الذين يرثون الأرض ومن عليها، وغيرنا لم عذاب في الدنيا بأيدينا وإلى جهنم وبئس المصير.
قاعدة قرآنية أخرى..
قاعدة أخرى لتتأكد من وقفك مع الحق. يقول الله تعالى: ((يا أيها الذين آمنوا إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم)) [محمد: 7]. في رحلة البحث عن الحقيقة والحق لا تركن إلى نفسك ولا تستسلم لهواك لتنتصر لنفسك ومجتمعك على حساب رضاء دواخلك. فهذا هو الإختبار: أن يكون الله تعالى كبيرا بداخلك فتقول وتشهد على نفسك إذا كنت مخطئا وتتنازل عن ما هو حق ولو كان يخالف هواك. ((يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين بالقسط شهداء لله ولو على أنفسكم أو الوالدين والأقربين إن يكن غنيا أو فقيرا فالله أولى بهما فلا تتبعوا الهوى أن تعدلوا وإن تلووا أو تعرضوا فإن الله كان بما تعملون خبيرا)) [النساء: 135]. وآية أخرى: ((يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين لله شهداء بالقسط ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى واتقوا الله إن الله خبير بما تعملون)) [المائدة: 8].
فحتى من يظلمك ويستخدم كل أساليب الباطل عليك الإلتزام بالعدل والتعامل بأساليب الحق. فمحال أن تنصر الله بحق أن يخذلك الله أو تزل قدمك. وإذا رأيت من يدعون أنهم ينصرون الحق ويصيبهم الخزي والعار والخذلان أينما حلوا فأعلم أنهم كانوا ينصرون أنفسهم وآلهة هواهم، فسنة الله لا تخطئ، ولن تجد لسنة الله تبديلا ولن تجد لسنة الله تحويلا.
وقد ضربنا مثالا من قبل كيف قتل الإمام علي فارس قريش عمرو بن ود في معركة الخندق.
عليك أن تنتصر للحق بمجرد تعرفك عليه، فلن يضرك أحد ولن يصيبك إلا ما كتب الله لك. إنتصر على هواك وعلى نفسك الأمارة بالسوء والملهمة للفجور لحساب نفسك المطمئنة والملهمة بالتقوى. إنتصر على الطاغوت الذي يدلس بالباطل ويحجب الحق عنك، إنتصر على أمراضك واغراضك ومصالحك الذاتية وأجعل الله تعالى كبيرا بقلبك وسينصرك الله نصرا عزيزا لا محالة. ولو زلت مرتابا فأقرأ الآية: ((من كان يظن أن لن ينصره الله في الدنيا والآخرة فليمدد بسبب إلى السماء ثم ليقطع فلينظر هل يذهبن كيده ما يغيظ)) [الحج: 15].
وإياك والتعصب لما ألفته وتعودت عليه والإنخداع بكل من هب ودب يرفع صوته ويصرخ بإسم الدين واضرب باليمين: ((قالوا إنكم كنتم تأتوننا عن اليمين*قالوا بل لم تكونوا مؤمنين، وما كان لنا عليكم من سلطان بل كنتم قوما طاغين، فحق علينا قول ربنا إنا لذائقون، فأغويناكم إنا كنا غاوين)) [الصافات: 28]. بفضربك باليمين يقيك من شياطين الجن و الإنس الذين يأتون باليمين. فالإتيان باليمين يعني تدليس الشيطان للحقائق وتزييفها لك. فقد يحسب الإنسان وهو يظلم ويطغى انه يحسن صنعا، فيكون قد ضلله الشيطان وغواه. فالضرب باليمين يعني إتباع الحق وعدم مداهنة الباطل: ((كذلك يضرب الله الحق والباطل فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض كذلك يضرب الله الأمثال)) [الرعد: 17].
سينصرك الحق تعالى حتما بتحريك الحق؛ فأتبعه ولا تبالي وإن بلغ سيل الباطل زبى الحق.
* الحلقة: كيف تفرق بين الحق والباطل (18) علاج لداء التعصب..
الأحد إن شاء الله.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.