ألغت الأجهزة الأمنية تسجيل إتحاد الكتاب السودانيين ، عصر أمس الخميس 29يناير. وإستدعى مسجل الجمعيات الثقافية بولاية الخرطوم الأمين العام لإتحاد الكتاب حيث سلمه خطاب إلغاء التسجيل ووقف نشاط الإتحاد وإغلاقه . وسبق وأغلق جهاز الأمن الذي يتستر بلافتة وزارة الثقافة عددا من المراكز الثقافية ، أبرزها : مركز الدرسات السودانية ، مركز الأستاذ محمود محمد طه ، مركز سالمة لدراسات ومصادر المرأة ، مركز الخاتم عدلان للإستنارة ومركز علي الزين الثقافي . وقال د. حيدر ابراهيم المفكر السوداني المرموق ومدير مركز الدرسات السودانية في تصريح ل (حريات) ، ان ( هذا النظام يؤكد كل يوم بإصرار وعناد فاشيته ، وهاهو الآن يتحسس مسدسه ليطلق الرصاصة على واحدة من أهم المؤسسات الثقافية في البلاد ، ويتسم هذا النظام بقدر كبير من عدم القدرة على المواجهة وإصدار القرارات بصورة خسيسة وجبانة ، فإتحاد الكتاب مسجل بوزارة الثقافة ولكن من يقوم بحظره هو جهاز الأمن وليست الوزارة المسجل بها قانويناً وحسب لوائحها ، وهذا ما يؤكد ان جهاز الأمن هو الحاكم الفعلي والحقيقي للبلاد ). وأضاف د. حيدر : ( هذا النظام يتفوق على نظام (داعش) ، حيث ان (داعش) تقطع الرؤوس مادياً والنظام يقطعها مادياً ايضاً في حروبه الأهلية ولكنه يتفوق عليها في قطع الرأس رمزياً لأنه يريد أن يحكم أمة بلا عقول وبلا ثقافة ، والأغرب انه يقوم بمزايدات يدعي فيها رعايته للثقافة وللكتب الثقافية بينما لا تتوقف أجهزته الأمنية عن مصادرة الكتب وإغلاق المكتبات ونشر الثقافة الظلامية ومحاربة أي ثقافة جادة وعقلانية). وطالب الدكتور حيدر بوحدة كل المثقفين لمواجهة هجمات النظام الأمنية ، قائلاً : ( لم يتعرض هذا النظام لمعارضة رادعة تمنعه من التمادي في سياساته القمعية لذلك فهو يستفرد بكل طرف ويتعامل معهم وكأنهم جزر مقطوعة من بعضها ، ولابد من توحيد كل المثقفين بعيداً عن أي نوع من الخلافات وذلك بتحديد هدف وحيد ومطلق هو إسقاط هذا النظام لأن أي زيادة في عمر هذا النظام تخصم من عُمر الوطن والشعب).