www.sudandailypress.net يتابع الناس في مشارق الارض ومغاربها في هذه اللحظات عملية التوسع في المقابر الجماعية التي تتم في اطار الاختلالات الاستراتيجية التي صاحبت نتائج وتداعيات ادارة الازمة المترتبة علي احداث سبتمبر 11 وغزو وتدمير المتبقي من الدولة العراقية بدون اسباب مرورا باحداث الربيع العربي والثورات الشعبية المطلبية المختطفة وذلك عبر السقوط الدرامي لعاصمة اليمن الذي كان اسمه اليمن السعيد حتي وقت قريب ولكنه اصبح اليوم بلد شقي بامتياز تسكنه الاشباح الطائفية وتحرقه الاجندات المشبوهة مثله مثل البلدان المنهارة الاخري في سوريا وليبيا والعراق. المليشيات الحوثية التي ترعاها غرفة عمليات ايرانية تدير الحرب الطائفية في مواجهة الوجه الاخر للعملية في مليشيات جماعات الاسلام السياسي السنية في المنطقة استولت اليوم علي العاصمة اليمنية في عملية عسكرية تمت علي مراحل واسقط الامر في يد النظام العربي الاقليمي والنظام العالمي وتوالت بيانات الادانة والتهديد في ظل حروب الاستنزاف التي تحرق البشر وتدمر المرافق في اكثر من بلد بما فيها مصر الدولة الوحيدة الناجية بفضل الله وجيشها القومي من اثار الفوضي الاقليمية . تاتي التطورات الحالية في اليمن بالتزامن مع الفاجعة المترتبة علي العملية الهمجية وحرق الطيار الاردني بواسطة الجيل الجديد والطفرة الغير انسانية في جماعات الاسلام السياسي العراقية التي تسببت في حالة غثيان ساد كل اركان المعمورة وترتبت عليه ردود فعل عسكرية لاتزال في بداياتها من بلد الطيار الشهيد والولايات المتحدة التي طالب رئيسها الكونجرس الاذن في التوسع في العملية العسكرية ضد الجماعات المعنية التي اختطفت قضية العراق الشائكة والمعقدة ووذادتها تعقيدا ووعورة عبر الفظائع المتوالية واستعراض القوة بسلخ وذبح البشر وحرقهم احياء في متوالية وضعت الاسلام والمسلمين في قفص اتهام بطول وعرض اقاليم العالم الخمس واينما تواجد المسلمون بطريقة جعلت بعض بلاد العالم تعدل قوانينها وتدخل في مناطق كانت محرمة علي الحكومات دستوريا وذلك لمواجهة الاخطار المشروعة المترتبة علي هذه الممارسات الهمجية المنتسبة بغير الحق للاسلام والمسلمين. ومع كل يوم يتضح ان الحلول العسكرية وحدها لن تنجح في وقف هذه الحروب الاهلية والطائفية المدمرة والتي يتسع نطاقها وتذداد بشاعة مع كل يوم جديد في ظل الخسائر الاقتصادية ونزيف الدماء والموارد الذي يتم علي مدار الساعة في اجزاء واسعة من المنطقة. الدروس والعبر المستفادة من كل هذا الحريق وهو اهمية الجيوش والكيانات القومية في الحفاظ علي السلم والامن في هذه المنطقة وضرورة حصر الانشطة الدينية في مجال الدعوة للعقائد والمعتقدات دون التوغل في شؤون البلاد والعباد وفرض الوصاية علي المواطنين باسم الدين في اي دولة من دول المنطقة والاقليم خاصة وان الدين الاسلامي في حد ذاته لايعاني من ازمة تستدعي هذا التدخل الدامي والبكاء والعويل عليه وهو دين ينتشر سلميا حتي في غير بلاد المسلمين. ولكن ذلك لاينفي الفشل الاخلاقي المريع من المجتمع الدولي والدول الكبري والولايات المتحدة علي وجه التحديد في ايجاد حل عادل وسلمي للقضية الفلسطينية التي تعتبر وحتي هذه اللحظة واحدة من اخطر مهددات الامن والسلم الدوليين. وهناك القضية العراقية والاوضاع المترتبة علي الغزو الهمجي الارعن والغير مسبب التي تسببت في اختلالات كبري افضت الي حالة الفوضي الراهنة والامر يستدعي وفي اطار المسؤولية الاخلاقية التدخل لاعادة التوازن في ذلك البلد المنكوب وبناء مؤسسات قومية ووطنية وجيش وطني غير طائفي او عشائري. وماينطبق علي العراق ينطبق الي حد كبير علي سوريا وعلي ليبيا وليس بعيدا عن ذلك يوجد السودان الذي يقف علي فوهة بركان بسبب ازمة سياسية عميقة وقديمة عبرت الحدود واصبحت البلاد مطوقة بالمنظمات القبلية واخري في المعارضة المسلحة في ظل حالة من التشاؤم والخوف المشروع من غرق السودان في فوضي بلا نهاية مما سيكون له تاثير سالب علي دول الجوار باوضاعها الغير مستقرة والامر يستدعي ايضا حل قومي شامل يعيد الامور الي نصابها من اجل انقاذ ما يمكن انقاذه والوضع علي الارض ليس في مدن السودان القاصية والبعيدة بل في قلب العاصمة الخرطوم اصبح جحيم ناطق يحدثك عن فصوله المؤلمة القادمين من السودان اضافة الي الاخبار اليومية وشهادات الرأي العام لبعض الشخصيات العامة وشهادات حتي الاسلاميين الذين اصبحوا في حالة خروج يومي علي نفس النظام الذي رعوه ودعموه علي مدي ربع قرن من الزمان. أن الأوان لقيام نظام عربي اقليمي قوي ومتكامل يعتمد علي الواقعية في تحليل وادارة الازمات لاينتظر الحلول وتدخلات النظام العالمي المازؤم ولايتصادم معه ولكن لايمنحه فيتو للافتاء والوصاية وفرض تصوراته وحلولة الغير واقعية التي اسهمت الي حد كبير في حالة الفوضي والدمار الراهنة و المتصاعدة وسقوط الدول ومؤسساتها القومية باسم الدين والطوائف والقبلية والديمقراطية والحرية احيان اخري .