في ندوة "تجديد الخطاب الديني" بمعرض القاهرة الدولي ال46 للكتاب، التي تحدث فيها الشاعر والناقد السوري الكبير أدونيس، قال أدونيس إننا وسط مليار ونصف المليار من المسلمين لا نكاد نجد مفكرا واحدا أو شاعرا واحدا أو فيلسوفا واحدا معاصرا إسلاميا يمكن أن نضعه بجانب سارتر، وإنما نجد فقهاء فقط مقلدين. إن ثقافتنا لا تعلمنا إلا الكذب والنفاق. واستشهد على ذلك بأن المثقف فى حياتنا العملية لا دور له على الرغم من الجهود التى قد يكون يبذلها. وقال: إننا نعيش فى عالم ونفكر فى عالم آخر.. نعيش فى زمن الثورات ونرفض بعضنا البعض. و كل منا يفكر بأن الآخر هو المخطئ. و قال إن أدبنا العربى لا يوجد به أدب اعترافات، لأننا فى العالم العربى لدينا اعتقاد بأننا نولد ونكبر ونموت ونحن معصومون من الخطأ. وعن الثورة قال أدونيس، إن الثورة الحقيقة هى أن نثور على أنفسنا, ودون ذلك سنظل نأكل بعضنا البعض. وقال إن الرقابة فى عالمنا العربى هى جزء عضوى منا، و هو ما لا يحدث فى أى مكان فى العالم. و قال: أنا أستطيع أن أضرب مثالا على ذلك بنفسي: فأنا لا أستطيع أن أقول ما أفكر فيه، وإذا قلت فأقول بعضا منه لا كله، وهذا لو حدث يكون فى غرفة مغلقة على عدد محدود من الأصدقاء. وكان من بين أهم الرؤى التى طرحها أدونيس فى هذا اللقاء ضرورة تأسيس اتحاد عربى تكون مهمته هى قراءة الموروث الدينى والتاريخي، موضحا أن هذه هى مهمة أنظمتنا العربية التى تبدو متناقضة فيما بينها، لكنها على كل حال تدعى أنها تقف على شاطئ واحد وهو المحاربة ضد الإرهاب، ولكن فى الحقيقة لا تمتلك مشروعا مفهوما للقيام بذلك. وقال إن مصر وسوريا ولبنان والعراق، هى المناطق التى أسهمت فى صنع الحضارات الكبري، ونحن الآن أوصلناها إلى نقطة نهاية الحضارات، معتبرا أن الحروب العربية لم تتوقف منذ 14 قرنًا، ولم يتوقف ما يسمى الإرهاب، وإرهاب اليوم ما هو إلا تنويع جديد لإرهاب الماضى الذى يحفل به تاريخنا ، مشيرا إلى أن تاريخنا هو دائما تاريخ السلطة. وأضاف أدونيس: لا تجديد إلا بالقطيعة، أبو نواس جدد مثلا، لأنه خلق لغة جديدة وأحدث قطيعة مع لغة البداوة ولا نزال ثقافيا في ثقافة الإمبراطورية العربية الإسلامية، في ثقافة الغزو والفتوحات. وقال لا يوجد كتاب عربي يدرس جمالية الشعر، ليس لدينا عقل نقدي، لدينا "فقد نقدي"، ولدينا شعوب تعيش على ما يكرره السلف بدون وعي. وأكد ان الإنسان لم يعد يكتفي بالتسامح، الإنسان يريد المساواة وليس التسامح فقط، وإقامة عدالة تفترضها المساواة. https://www.youtube.com/watch?v=Jmoiam1SepE https://www.youtube.com/watch?v=r_gg7uN8fJ0