بعد الزيارة التي قام بها مساعد رئيس الجمهورية ابراهيم غندور لواشنطن في الفترة الاخيرة ، وهي الوحيدة التي عدت زيارة رسمية ، وقبلها قام وزير الخارجية السوداني الي واشنطن بعد دعوة قدمتها له منظمة مسيحية في الولاياتالمتحدةالامريكية تقديرا لدوره في اطلاق سراح مريم السودانية التي اعتنقت الديانة المسيحية وحكم عليها بالاعدام في العام السابق ، وضغوط دولية ومحلية اطلق سراحها ، وسافرت مع اسرتها الي امريكا ، واثارت زيارة وزير الخارجية غضبا شعبيا من الجالية السودانية هناك وانتقدوا الادارة الامريكية لهذا السلوك المشين فسارعت الادارة الامريكية باصدار بيان نفت فيه علاقاتها بالزيارة ، بعد ان احتجوا علي كرتي باعتباره كان قائدا لقوات الدفاع الشعبي الاسلامية ، هي مليشيات حاربت في جنوب السودان قبل ان يستقل الجنوب عن المركز الاسلامي العروبي عام 2011 . مثل هذه الزيارات كما هو معروف دبلوماسيا يجب ان تقوم بها وزارة الخارجية ، هذه واحدة من سخريات الحكومة السودانية ، وزير خارجيتها يجد رفضا من المجتمع المدني والقوي المعارضة السودانية في واشنطن . فالممثل الرسمي للزيارة الاخيرة هو مساعد الرئيس البروفيسور ابراهيم غندور ، باعتباره الممسك بملف التفاوض مع الحركة الشعبية لتحرير السودان شمال ، في الجولات الاخيرة في العاصمة الاثيوبية اديس ابابا ، وواشنطن في سعيها الي تحقيق السلام تولي اهمية كبيرة لذلك خصوصا في المنطقتين جنوب كردفان ( جبال النوبة) والنيل الازرق ودارفور . الي الان لم يتم الافصاح عن مخرجات الزيارة الاخيرة ، الا ما تصرح به الحكومة ان الزيارة من ثمارها علي الواقع السوداني هو فتح الطريق امامها لدخول المعدات التكنلوجيا الي السودان بعد قطيعة امريكية في النواحي الاقتصادية منذ اكثر 17 عاما بسبب ملف الارهاب . المنطقة الان بها الكثير من موجات التطرف والجماعات الارهابية في ليبيا ومالي والصومال ونيجيريا ، وتمدد المد الارهابي الاسلامي ووصوله الي جمهورية افريقيا الوسطي ، وهذا هو السبب وراء الزيارة الاخيرة التي لا تريد الخرطوم الافصاح عنه للاعلام الرسمي الموالي حتي في الخرطوم ، وقضايا الارهابي الاسلامي لا تنفصل عن الاسباب الرئيسية في السودان مثل ملفات حقوق الانسان وايقاف الحرب الدائرة في المنطقتين ودارفور ، وقضايا الحريات السياسية والاعلامية ، بعد ان قررت الادارة الامريكية ابتعاث مساعد وزير الخارجية الامريكي للديمقراطية وحقوق الانسان ، وفك الحظر الجزئي عن المعدات الالكترونية قامت الامن السوداني بمصادرة 14 صحيفة من سياسية واجتماعية في يوم واحد ، واعقبها بيومين مصادرة 4 صحف اخري مازالت المصادرة متواصلة . وما يتعلق بالحرب في السودان الحرب في دوامتها المتعارف عليها الي الان في دارفور اكثر من عقد ، وفي المنطقنين تصل الي ال4 سنوات بحلول يونيو القادم ، رغم وجود مساعد وزير الخارجية الامريكي في الخرطوم قدم المعارضين السودانيين الذين وقعوا وثيقة نداء السودان الي المحاكمة في الخرطوم ، في تحدي صريح للمجتمع الدولي ان الخرطوم ليست لديها رغبة في تحسين ملف حقوق الانسان في البلاد ، وايقاف الحرب الدائرة الان ، وهي الان تسعي الي ان تتم الانتخابات في شهر ابريل القادم علي جثث الابرياء في السودان ، مع وجود ضغوط دولية واقليمية بايقاف نزيف الحرب الدائرة الان ، والسودان الان يريد ان يوهم الجميع ان الولاياتالمتحدةالامريكية تقف معه ، وما زيارة ابراهيم غندور الي الولاياتالمتحدةالامريكية الا دليل علي صدق الادارة علي ذلك ، نعم الولاياتالمتحدةالامريكية دولة مؤسسات ، لا يمكن ان تفك الحظر علي السودان بمثل هذه السهولة اذا كان ذلك في الكونغرس الامريكي او مجلس الشيوخ الامريكي . ان مطالبة مساعد وزير الخارجية الامريكي بتفاصيل كاملة عن ملف تابت بعد ان التقي بمسؤولين سودانيين في الخارجية السودانية في الخرطوم ، ومناشدته بمقابلة فاروق ابوعيسي رئيس قوي الاجماع الوطني المعارض الذي اعتقل بعد ان وقع وثيقة نداء السودان مع الجبهة الثورية في اديس ابابا في سبتمبر الماضي وفرح العقار القيادي السابق في المؤتمر الوطني ، وامين مكي مدني رئيس كونفدرالية منظمات المجتمع المدني في السوداني ، والمحامي قادم من منطقة جبال النوبة ، وهو اعتقل قبلهم ، واخرين اعتقلتهم الحكومة السودانية في الشمالية بعد معارضهم لقيام سد دال وكجبار ، وموت سمية قبل ايام في الخرطوم بعد ان ضربها رجال الامن في راسها بعد مسيرة مناهضة لمصادرة الاراضي جنوبالخرطوم توفيت متأثرة بالجرح الذي تسبب في تغيبها عن الوعي قرابة الشهر ، وهي من منطقة الحماداب جنوبالخرطوم . كلها ملفات لم تستطع الحكومة الاجابة عليها بصراحة تامة ، وهي الملفات الحساسة التي يحملها مساعد وزير الخارجية الامريكي الي السودان ، ومن الملفات الشائكة قضية دارفور الانسانية وملف تابت الذي له علاقة بالاغتصاب الجماعي الذي حدث في تابت من قبل رجال الجيش السوداني في شهر اكتوبرمن العام الماضي . وطالب النازحين بزيارته معسكرات النازحين ليقف علي اوضاعهم الانسانية فردا فردا ، لا يكتفي فقط بما يسمعه من الرسميين الموالين للحكومة في العاصمة الخرطوم . الادارة الامريكية ناقشت مع غندور ملف الارهاب في واشنطن وحقوق الانسان التي لا تنفصل عن سياسة الخارجية الامريكي في تعاطيها مع الملفات الخارجية ، وهي كما هو معلوم للجميع تفضل المصلحة الامريكية المتعلقة بالامن القومي الامريكي في جميع انحاء العالم . والاوضاع الدائرة في المنطقة ونشاط الخلاياء الاسلامية ايضا في القارة الافريقية ، فواشنطن عينها الان في نيجيريا ومايحدث فيها ، وما يدور في افريقيا ، والرئيس السوداني اكد في زيارته الاخيرة الي دولة الامارات انه يساند حكومة عبدالله الثني في طبرق الليبية ، وان انفراط الامن الليبي سيتضرر منه السودان في المقام الاول .. فعودة مساعد وزير الخارجية الامريكي لشؤون الديمقراطية وحقوق الانسان الي واشنطن ستؤكد ان الخرطوم ليست لها الرغبة في احداث تغيير حقيقي علي ارض الواقع ، هي تريد استخدام الدبلوماسية لتضليل المجتمع الدولي لكسب المزيد من الوقت والاستمرار في الحكم الي 5 سنوات اخري ، هناك احتمال كبير ان مساعد وزير الخارجية الامريكي ناقش مع الحزب الحاكم كيفية قيام الانتخابات في ظل اوضاع الحرب الجارية الان وحقوق الانسان المتردية والمعتقلات مليئة بالمعارضين للنظام ، والصحافة تخنق كل يوم وتصادر بعد الطبع والصحافيين يتم استدعاؤهم الي مكاتب الامن، كل هذه الاسئلة لم تجد الاجابة من الحكومة السودانية ، وعن اوضاع حقوق الانسان في النيل الازرق وجبال النوبة ودارفور ، هي اسئلة عصية عن الاجابة ، فمساعد وزير الخارجية الامريكية رأي بعينه ما دار في السودان ، يجب ان لا تفرح الخرطوم بفك الحظر التكنلولوجي لان الحظر الكبير ما زال ساري المفعول الي الان ..