مصر والسودان حاجة واحدة وبرضو ستين حتة فمن يحاكم من؟ على سعيد حقا مصر والسودان حاجة واحدة {رغم أنهما ستين حتة حينما يراد لهما ذلك} فبينما يحاكم القضاء {النزيه جدا} فى مصر ويصدر أحكاما جائرة على بعض الثوريين وعلى رأسهم علاء عبد الفتاح, فقط لأنهم تظاهروا ضد قانون التظاهر المزعوم الذى يلغى الحريات المنصوص عليها فى الدستور المصري والسؤال هو من هم الذين يحسمهم القضاء؟ أهو الحق فى الحريات المنصوص عليه فى الدستور أم مساندة وتأكيد إرادة الشرائح المتفسخة من شرازم الثورة المضادة وبقايا فلول مبارك الذى برأه نفس القضاء من كل الجرائم التى ارتكبها مبارك والعصابات التى كان يمثلها؟ أم يحمى الحق ويحرس العدالة ويطبقها بين الناس جميعا بالتساوى؟ معروف أن القوانين دائما ما يهندسها ويصيغها بعناية المتسلطون المستغلون الذين يملكون المال وبالتالى يتحكمون فى السلطة لحماية مصالحهم ونظامهم فالقانون لا يمثل الفقراء والمعدمين والكادحين الدين يوفرون بعرقهم ودمائهم كل شيئ ولا ينالون غير مزيد من العسف والاستغلال وإذا تعاطف البعض معهم بشروهم بالجنة؟ وإلا لماذا تحدث وتنفجر الثورات فى المجتمعات عير التاريخ؟ فى السودان تقدم السلطة الاستاذين الحقوقيين وبدون خجل/ فاروق أبو عيسى وأمين مكى مدنى بحجة أنهما خرقا الدستور ووقعا اتفاق نداء السودان مع حملة السلاح {الجبهة الثورية} وقائمة اتهاهما تنص على مواد يصل الحكم بموجبها حد الإعدام؟ والسؤال هو من يحاكم من؟ ومن أولى بالمحاكمة؟ الذى انقض على السلطة الشرعية المنتخبة بواسطة الشعب فى انتخابات حرة ونزيهة بانقلاب عسكري فى 30 يونيو عام 1989 خارقا الدستور وحانثا بالقسم الذى أداه حينما تأهل للإنخراط فى الجيش السوداني لحماية البلاد وتأكيد إرادة الشعب وضمان سلامة أراضيه؟… صورة كاريكاتورية تماما فهناك فى مصر يحاكم الشباب الذين ثاروا فى 25 يناير 2011 وفى 30 يونيو 2013 ضد الظلم ومعهم ملايين المصريين دفاعا عن شعبهم وسقط فى سبيل ذلك آلاف الشهداء من إخوانهم بينما لم يمس الذين قتلوهم شيئا؟ وهنا فى السودان يدمر الدستور ويعاد إشعال الحرب الذى توافق الشعب على إيقافها بمعاهدة {الميرغنى/ قرنق عام 1988} وقتل مئات الآلاف من كادحى وفقراء شعبنا ودمرت البنية التحتية للمجتمع وأثيرت نعرات العنصرية الدينية والعرقية والقبلية والثقافية وغيرها بما لم يسبق له مثيل فى تاريخ بلادنا فانفجر بذلك مزيد من القتل والقتال وانفصل الجنوب؟ وأصبحنا بسبب إشاعة الكراهية بلا صناعة ولا زراعة ولا بترول أو ذهب ولا بكل خيرات بلادنا الهائلة فبيعت أخصب أراضينا أو وهبت للأجنبي وصرنا كيهود العالم فى السبي الأول والثاني نهيم على وجوهنا حول العالم كشذاذ الآفاق جوازنا يوقعنا تحت طائلة الشبهة حتى من بعض الدويلات التى لا تساوى حيا من أحياء الخرطوم مساحة وسكانا وصرنا عبيد القرنين العشرين والواحد والعشرين بخضوع مصيرنا وقرارنا فى يد القوى الدولية والإقليمية ولدويلات كنا نتصدق عليها لكي تعيش ونعلمها حتى تفك الخط ونعمرها حتى تنتقل من الخيام الى القصور وناطحات السحاب… وأود أن أستدرك هنا وأعبر عن احترامى لهذه البلدان شعوبا وسلطات ولكننى أوردت فقط حقائق للمقارنة وكشف الحال لشبابنا وما وصلنا إليه؟ وثانية أحيي كل التقدم الذى حدث فى تلك البلدان واتمنى المزيد من التقدم لها؟ نعم مصر والسودان حتة وحدة شعبيا ونضالا ولكن ستين ألف حتة حكوميا ,اطماعا لثروات ومصير الشعبين. فمن يحاكم من؟ ثم ماذا حتى لو أعدمتم الشيخين, وماذا لو قتلتم كل الناس؟ يبقى السؤال هو هل يحل هذا كل المشاكل التى تأخذ بتلابيبكم؟ وهل يخرجكم من المأزق الذى أدخلتم أنفسكم فيه ؟ مؤكد أن الملايين سوف تخرج وهي ترفع عقيرتها حتى السماء وتهتف…. سلام حرية وعدالة والثورة خيار الشعب. على سعيد/ الخرطوم فى فبراير 23/ 2015.